فصل ١٩

2.5K 121 4
                                    

#عشق_الجمال
(جمال الأسود الجزء الثاني 2)
____ الفصـــــل التاسع عشر (19) ____

قدم العسكري كوب من الليمون لهذا الرجل المُسن والضابط يتحدث بلطف ونبرة هادئة:-
-أشرب والحمد لله أنها مطلعتش بنتك دا معناه ان في أمل أن نلاقي بنت حضرتك والجثة دى مش ليها...

فتح باب المكتب بطريقة جنونية ودلف "جمال" بحالة يُرثي لها، رفع الضابط نظره إلي هذا الرجل الذي رغم فوضوية ملابسه وشعره المهمل ألا أن هيئته ما زالت توحي بثراء ومكانته، طلته تحمل مكانته دون ان يتفوه بكلمة، عاد الضابط بظهره للخلف بأسترخاء وقال:-
-أنت مين؟

-جمال المصري فين مريم؟
قالها "جمال" بتلعثم شديد وخوف من رؤية الجثة بينما وقف الضابط من مكانه بضيق فور ذكر أسمه وتقدم نحو "جمال" ببرود يثير أعصاب "جمال" ويكاد يفقدها على هذا الرجل، في هذه اللحظة دلف "تيام" مع "جابر" هو الأخر إلى المكتب فتحدث الضابط بنبرة حادة غليظة حين قال:-
-هات له مراته من الحبس يا حاتم

أزدرد "جمال" لعابه بأختناق وقشعر جسده بأنتفاضة قوي فإذا كانت "مريم" بالحبس كيف له أن يخبره عن جثتها فلم يتمالك أعصابه أمام هذا الرجل ولكمه بقوة ليسقطه على المكتب صارخًا به:-
-وأنا هقتلك فى أيدي دلوقت

هرع "تيام" إليه ومعه "جابر" بصدمة ألجمتهما من جنون "جمال" لطالما يعرف عنه أنه ذكي ويتحكم بغضب وهادئ لكن الآن فقد أعصابه على ضابط شرطة وداخل القسم، أبعده عن الضابط الذي جن جنونه هو الأخر بعد تعرضه للضرب وقال:-
-أنت بتمد أيدك عليا يا حيوان ورحمة أمي ما أنت طالع من هنا

لم يفض شجارهما إلا عندما ذهبوا إلى مكتب رئيس المباحث وحينما رأي وجه جمال وملابسه الفوضوية حتى شعره ودموعه التى لم تتوقف طيلة الطريق تركت أثرها على وجهه، أخبره "جمال" بأتصل الضابط وموت زوجته فنظر "رئيس المباحث" إلى الضابط وقال:-
-مش تخلي بالك وأنت بتنقل الأخبار، خبر زي دا مينفعش الغلط أو الهزار فيه

فتح باب المكتب ودلف العسكري معه "مريم" وهكذا "مسك"، رأت "مريم" زوجها واقفًا لم يجلس من خوفه فهرعت إليه من يد العسكري تعانقه بقوة وتختبي به من قساوة العالم، طوقها "جمال" بيديه الأثنين بقوة وتنفس الصعداء بأريحية فور دخولها إلى حضنه وأستنشاق رائحتها حتى خمدت نيران قلبه المرتعبة، أخرجها من بين ذراعيه ونظر إلى وجهها بقلق وسأل بلطف:-
-أنتِ كويسة؟ حد عمالك حاجة؟

هزت راسها بلا ودموعها تتساقط بخوف مما رأته، أقترب "تيام" من "مسك" وكانت يدها مجروحة بعد أن مسكت السكين قبل أن يأذي "مريم" وشجارها مع هؤلاء الشباب، سألها "تيام" بقلق شديد:-
-حصل أيه؟ مين اللى عمل فيكي كدة؟

أجابه الضابط بأستهزاء وأشمئزاز منهم بعد أن تعرض للتوبيخ بسببهما من رئيسه قائلًا:-
-متقلقش عليها لازم تقلق على الشباب اللى كانوا معاهم لأنهم فى المستشفي ورافضين الصلح وبكرة الصبح الهوانم هيتحولوا على النيابة، ألتف "جمال" إلي هذا الرجل وقد فاض به الأمر وأخفي زوجته المدللة خلف ظهره وتحدث بتحدي وقوة:-
-مين اللى هيتحول للنيابة؟ بغض النظر عن سلطتك كضابط شرطة لكن جرب تسأل عن سلطة جمال المصري وبعدها قرر إذا كانت مريم ممكن تقعد هنا ساعة كمان أو لا مش تتحول للنيابة

جمال الأسود (الجزء التاني)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن