فصل ٢٤

2.5K 118 5
                                    

#عشق_الجمال
(جمال الأسود الجزء الثاني 2)
____ الفصـــــل الرابع والعشرون (24)  ____

دلف "جمال" إلى الغرفة بتنهيدة وعينيه ترمقها هذه الفتاة الشاردة التى تقف أمام الشرفة تتطلع فى الخارج والفراغ، صمتها وهدوئها منذ الحادث يقتله ويفتت حال قلبه العاشق، تنحنح بهدوء ثم تقدم للأمام بعد أن أغلق الباب ونظر إليها ، أخذ فى يده الشال المصنوع من الكروشيه ثم وضعه على أكتافها بحنان لتنظر "مريم" إليه فى صمت فقال بلطف:-
-مريم متعبتيش من الوقفة هنا

عادت بنظر إلى الأمام حيث فرسها الجميل الذي يركض هناك فى العنان تحت ناظرها، نظر "جمال" للفرس الذي جلبه لها بعد وفأة إيلا ورغم ذلك لم يعوضها بفقدان فرستها الغالية، بل كان كأى فرس تراه لم تصعد على ظهره كثيرًا ولم تهرب من همومها للركوب عليه، رغم ذلك النظر إلى هذا الفرس يركض أمامها بحرية مُطلقة دون قيود ربما يعيد إليها بسمتها، تحدث "جمال" بلطف قائلًا:-
-مريم دى مشيئة ربنا، والحمد لله أن عندنا مكة ربنا يباركلي فيكم وأنتوا عندي بالدنيا كلها

دمعت عينيها بحزن خافت وألم قلبها لا يشعر به أحد غيرها، أدارها "جمال" إليها لينظر بعينيها الباكيتين رغم دموعها السجينة داخل جفنيها فقال بلطف:-
-قولى الحمد لله يا مريم، مهما كان اللي حصل أو اللى هيحصل خلينا نحمد ربنا على كل حاجة

اومأت إليه بنعم بحزن أكبر حتى تساقطت الدموع عن جفنيها تشق طريقها على وجنتيها الباردتين من البرد فجفف دموعها بأبهامه بحنان يكفى لشفاء جروحها وندوبها، أقتربت "مريم" منه بلطف ودفنت رأسها فى صدره ليشعر بيدها تلف حول خصره بأحكام كأنها تتشبث به بقوة حتى لا تسقط فى القاع المظلم مع أحزانها وأوجاعها، طوقها "جمال" بحب دافئ فسمعها تُتمم بين ضلوعه وصوتها مبحوح واهنًا:-
-أنت دافئ يا جمال، ياريت العالم كان عليا بدفئك، أنا بقول الحمد لله على دفئك
تركها بين ذراعيه تشعر بدفئه قدر ما تريد حتى تشعر بالأمان الذي تريده، شعر بجسدها يسترخي وتكاد تسقط منه فتشبث بها جيدًا وقال بقلق:-
-مريم

تحدثت بصوت واهن جدًا هامسًا:-
-جمال أنا عايزة أنام، أنام ومصحش يمكن النوم يكن راحتي ويخفف من أوجاعي

دمعت عينيه بحزن على ما ألت إليه الأمور والحزن الذي قضى على ما بقي من محبوبته وجعلها تتمني الموت للحصول على الراحة، أنحني قليلًا ليحملها على ذراعيه فسقط الشال عنها أرضًا، دلف للغرفة بها حتى وصل للفراش ووضعها به برفق، تبتسم رغم أوجاعه فى وجهها الملاكي ويده تداعب وجنتيها بلطف ثم قال:-
-أرتاحي يا مريم ونامي زى ما تحبي بس ما تطوليش لأني هنا مشتاقلك وواحشاني ماشي يا ملاكي

أومأت إليه بنعم وأغمضت عينيها كي يترك لها قبلة على جبينها وغادر الغرفة غاضبًا مما وصلت له محبوبته فأتصل بـ "عاشور" وفور أستقبله للأتصال قال بجدية وحدة:-
-أقتلها، لأني لو جيت ولاقيت فريدة بتتنفس هقتلها وأقتلكم كلكم

جمال الأسود (الجزء التاني)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن