لغز جديد

32 6 0
                                    

أفقت على وميض الفانوس الخافت الذي كان كافيا لابادة العتمة التي لفت المكان. لم أرى سوى جدران بنية مالت أكثر الى الصفرة فكانت حجرية, من الكلس أو الجير, هذا ما جهلته. ثلاث جدران, على يميني و شمالي و وراءي, طريق ممتددة أمامي, لذا لم أجد غير مواصلة الطريق حلا. تواجدت في مكان مجهول, لا أرى غير الجدران وقدمي. القدر قد قادني الى مصير لا أعرفه حتى نهاية المطاف. يبدو أن العتمة زادت, خطوة تلو الأخرى لا تصدر صوتا ملحوظا مقارنة برنين قطرات ماء مجهولة المصدر, طالت الطريق أم قصرت, هذا كنت أجهله أيضا, لكن ساقاي ارهقتا من المشي. و فجأة زاد النور و تلاشى الظلام شيئا فشيئا.

وصلت الى نهاية الطريق, تخيل معي ما وجدت.......

ضرب الضوء عني ضربة طارة بالتعب و أعادت الطاقة الى جسدي المنهك. صوت صرير و أزيز شابه زقزقات عصافير اطاح بها الزمن ز جعلها غبارا منثور وسط غيوم  من الغاز السام الخانق.فأحال الأناشيد صياحا و الألحان عويلا. ما وجدته هو آلة, آلة ضخمة غير معروفة, بدا من شعاع من النور و نشرت حرارة مقيتة في مكان رطب كهذا. و شممت روائح احتراق و دخان اسود امتزج بآخر شفاف. 

لا أحد هنا, لا انس ولا جن, كيف تعمل الآلة وحدها؟ لابد أن احدا جاء قبلا الى هنا. مازالت التساؤلات تدور في خاطري,حتى سمعت أحدا قادما. اختبأت كالعادة و برز صاحب المحل مع الرجل المقنع نفسه. فشرعا يتبادلان اطراف الحديث:

- لا, لا, يجب أن تنسى هذه الفكرة.

- لماذا؟ ترى فيها فائدة كبرى للمشروع.

- هل تصدق, وجدت المحل مفتوحا

- نسيته كالعادة أيها الشيخ؟

- مازلت في الأربعين ولا لم أنسه فقد اختفت المفاتيح من جيبي.

- هذا حقا مريب......

- وجدت تلك الفتاة التي رايتها وراء العربة ذلك اليوم.... أشك فيها صراحة..... أشعر أنها تعرف الموضوع.

- لا, تلك الفتاة فضولية فحسب.

- أنت لا تعرف لورين, هي تعشق الالغاز و تفعل المستحيل لايجاد واحد تحله.

انهما يتحدثان عني. ماذا؟؟؟ لماذا؟؟؟؟ ما دخلي أنا بالموضوع؟؟؟؟ هل عرفا بادراكي للجريمة؟؟؟؟ أية جريمة؟؟؟ لا أدري, أنا أرى أن وراء أغلب الألغاز جريمة. ارهفت سمعي أكثر لتصلني التفاصيل:

-يا رب أين المفاتيح؟؟

- استمع جيدا... أنا سأراقب الفتاة و أطلعك على المستجدات ولدي الوسائل دوما.

هل سيراقبني ذلك الوغد. يريد آن يتجسس علي. لا أدري لماذا فقد ركلت أول ما جاء أمامي, العربة.... العربة نفسها التي ركلتها ذلك اليوم. لماذا أنا ساذجة و سخيفة؟؟؟ هل هذا حقيقي؟؟؟ بالطبع. فزع الرجلان و أطلق المقنع طلقة نارية من مسدسه الذي يبيت دائما في جيبه.

سر خواتم النحاسThe secret of copper ringsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن