الى روما

3 1 0
                                    

بدأت السفينة تخترق عباب البحر و أنا انظر الى تلألؤ البحر تحت أشعة الشمس, فنظرت الى آيتن لأجدها قد جلست فوق برميل خشبي و كفها على خدها تنظر الى شراع السفينة. ابتسمت و أنا أرى المرسى يبتعد تدريجيا, حتى اضمحل تماما. قال كيفن: سنمر بايطاليا لو لم يزعجكما هذا, لدي بعض البضائع لآخذها هناك.

أنا: - لا مشكلة يا سيدي اذهب بنا الى أي مكان, المهم ان لا يكون قريبا من تلك المدينة.

آيتن بابتسامة عريضة:- لا مشكلة عندي سيدي.

ابتسم القبطان و ذهب الى عجلة التوجيه ثم سكت متأملا الخرائط الموضوعة بجانبه. اما انا فذهبت و أخذت ورقة بيضاء لأكتب:

 ايها الزمان...

أنا لم ولن أبتسم لك, لكن أحكي لك ما أقاسي, نفسي تريد أن تصرخ لكن هذا لا يفلح, لذا أكتب على ورقة من أوراق الجحيم, أنا ذاهبة الى روما. هل سأجد شيئا هناك؟ لا أدري... سأرى بلادا أخرى لأول مرة في حياتي. ترى المأساوية في خطي, و تعرجات أيضا, لكني أحاول أن أكون متفائلة فلا يمكنني. آيتن مؤنستي الوحيدة, و مساعدتى وربما صديقتي أيضا. لكنها تبدو صافية القلب. فاذا ماذا علي أن أختار؟

أفلتت الورقة و وضعتها في الحقيبة. ثم توجهت نحو آيتن و بدأت معها حديثا طويلا انتهى مع غروب الشمس, و بقيت طوال المحادثة مبتسمة أحاول أن أبعث السعادة في قلب آيتن. ثم جهز كيفن لنا سريرين في غرفة سفلية جهزها بمصباح نفطي مشتعل. ونمنا مع هدهدة الأمواج فشعرت كأنني رضيعة في حضن أمها.

استيقظنا بعد يوم كامل من النوم العميق مر بصفة سريعة. و مر بعده اسبوع كامل خرقت فيه السفينة البحر حتى أصبحنا قريبين من ايطاليا , رأينا البحر الأبيض المتوسط بأعيننا فلم يكن أبيض كما تخيلته في طفولتي. المهم أنني وجدت أن الرحلة مملة أكثر مما توقعتها, حيث كنت اتمنى السفر في طفولتي, لكن وحدتنا كانت سببا في هذا الملل القاتل, غير أن صوت كيفن جاء عاليا من غرفة جهلت مكانها قائلا: " ساعة و سننزل الى روما" بقيت أحملق في السماء و أنا مذهولة, لتفاجأني آيتن و هي سعيدة : " سنذهب لروما... سنذهب لروما" بدت كطفلة صغيرة حينها فضحكت قليلا ثم عدت الى عبوسي, بقيت أفكر في فائدة ذلك للهروب و تحقيق مرادي, الانتقام منهم. كان كيفن قد دعانا للفطور,  فقطع خيط الافكار من جذور عقلي. ذهبت مطأطأة رأسي لتقول آيتن: - لماذا انت حزينة؟

- لا لا شيء

آيتن : - متأكدة ان بك شيئا تحدثي.

- لا فقط اتذكر ما حدث...

آيتن : - ماذا حدث؟

- قتل والدي, الجميع يتهمونني بقتلهما و انا لم أعرف اصلا انهما ماتا مغدورين.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 29 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سر خواتم النحاسThe secret of copper ringsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن