العودة الى [البيت]

17 4 0
                                    

سمعت صراخا قويا نسائيا، خمنوا من كانت..... كانت عمتي، نعم عمتي التي تحرم الجن و الأنس ما عداي انا. مستحيل، تبدو صيحة فرح. ماذا حدث في غيابي، جاءت عمتي تجري نحوي، و صاحت باسمي و جاءت تعانقني، لكن اظافرها غرزت في جلدي فسببت لي ألما كبيرا، عرفت انها مارست من التمثيل ما اشتهت في غيابي و قدمت من المسرحيات ما فاتني، جاريتها في التمثيل فصحت فرحا. ثم افلتتني، اخيرا...... و حدقت بي طويلا، ثم قالت: آه يا ابنة الأخ الميت، كم أحسست بفقدانك، ضننت أنني لن أراك مجددا....
صمتت للحظة، كأنما خطرت لها فكرة، ثم ابتسمت ابتسامة لم آلفها عليها، كانت ابتسامة المزج بين المكر و السعادة المزيفة، ثم قالت: أيتها الفتاة الخبيثة، لا تخافي، لسنا غاضبين جدا منك لدرجة انك تهربين من المنزل، لا لا يا صاحبة القلب المفطور، فجريمتك ليست مقصودة، انسي الماضي الميت و انظر إلى المستقبل، انت مستقبلنا جميعا لذا لا تكوني خائفة..
نظرت لها مستغربة، لا تقل انها تتحدث عن موت ابي و امي، تلك الجشعة، امسكت بي بيدها الغليظة و سحبتني بهدوء الى غرفتي، و لحظة اغلاقها الباب رمتني بكامل قوتها و ضحكت بخبث شديد، و قالت: لم يتغير شيء في غيبك ولن يتغير يا قاتلة ولديك....  
_ اصمتي، كفى لا تتحدثي اكثر عن هذا الموضوع، اكرههّ...
_ تسكتيني يا قليلة الحياء، لا تحترمينني، يا وجه النحس...
_ آآآآآآه......دعيني و شأني والا،....
امسكت لحظتها عمتي قميصي وقالت:
_ والا ماذا يا لعينة، انقصي كبريائك و لا تجلبي العار أكثر لعائلتنا.
ثم رمتني على الحائط و خرجت ساخطة، اغلقت الباب و سمعتها تكلم احدا و تخبرها انني كنت غاضبة و رميت مزهرية، كاذبة... ليس لدي مزهرية في غرفتي ولم ارم شيئا، صرخت بكامل طاقتي لكن سمعت صوت مفتاح يدور في قفل باب غرفتي، هناك من أغلق الباب علي، انا محبوسة،؟ لا ليس بعد، اتجهت الى النافذة فوجدتها مغلقة بالمفاتيح و المفاتيح مفقودة، هذا من دون شك من قبل عمتي، لكن ما الذي تخطط له، هل كانت تعرف مكاني، لا بالطبع، أو ربما، لا أدري، اردت ان اهرب من غرفتي وأطلب النجدة، أو ربما اهرب مرة اخرى، بقيت حائرة لساعات حسب ما أشرت له ساعة الحائط القديمة.
فتح الباب فجأة، برز وجه الشؤم من وراء الباب، كرهي لها شديد لدرجة انني امقت وجهاها، دخل وبعدها طبق، و قالت إن هذا طعامي لليوم، ثم وضعته فوق السرير و غادرت، وجدت كأس لبن و قارورة ماء صغيرة و طبق معكرونة باردة بكرات اللحم البائت، طعام المخبأ السري للصوص أفضل، دجاج ساخن و عصير بارد و الماء النقي، كل هذا وجدته في غرفة الطعام التي وصلت لها اكثر من مرة، و اخذت الطعام و خبأته في جيبي الواسع. المهم انني عفت الأكل في هذا المنزل الذي لم أجد فيه يوما لا راحة البال ولا راحة الجسد، أكلت القليل و تركت الكثير، و جلست اتمعن في هدوء الجدران و صمت اللوحات ومرت عيناي على كامل ارجاء المكان حتى وجدت الحل، قد يقول البعض ان لدي فتحة تهوية لكن لا ليس لدي ما يسمى فتحة التهوية لكن لدي شيء آخر، فتحة تقود لغرفة سفلية للملابس الوسخة، سيكون هذا قذرا، لكن لا مفر غيره. اخذت حقيبتي تحسبا لأي شيء و خبأت بعض الأكل و علبة كبريت، و ملابس تحسبا فقط، ولم انسى قارورة الماء التي لا عيش من دونها، سحبت نفسا طويلا و فتحت الفتحة الى آخرها و رميت نفسي فيها، انزلقت في أنبوب ضيق قليلا لكنه كفى لأمر فيه بسلاسة، حتى وصلت بعد وقت قصير الى السلة حيث كدست انواع من الملابس الملوثة، قفزت تقززا من الرائحة الكريهة فالمكان قديم و لا أحد يزوره غير خالتي التي تنظف الملابس اسبوعيا، اتجهت نحو الباب الذي يقود للحديقة، تقولون كيف اعرف المكان جيدا و انا لم ادخله قط، لا دخلته من قبل عندما كن العب العب الغميضة مع ابنة الجيران التي انتقلت منذ سنوات، عندما وجدته مخبأ مميزا، اعرفه جيدا فلدي كالخريطة للبيت كاملا من الألف إلى الياء، المهم انني فتحت الباب و خرجت كان ليلا دامسا لا بد أن هذه النقطة قد غفلت عنها عمتي، ذهبت الى الباب الرئيسي و اردت الخروج لكن أبصرت ضوءا صادرا من إحدى الغرف، غرفة عمتي، كان بها ضوء خافت لنه واضح، انتابني الفضول و اردت ان اعرف ما الذي يجعلها تسهر لهذا الوقت، ذهبت الى نافذة غرفة في الطابق الأرضي و فتحتها بهدوء، لو عرف اللصوص انها مخلوعة لسرقوها منذ قرون، دخلت بهدوء شديد و خطوات اهدئ من الهدوء نفسه، تسللت بخطوات حديثة حتى وصلت امام غرفة عمتي، فتحت الباب قليلا لكن لم تتفطن كانت مركزة تكتب شيئا، مركزة تركيزا تاما في الوقت وحركات القلم، ثم قامت من الكرسي و نظرت في الورقة مليا ثم طوتها و وضعتها في ظرف، وقالت هامسة: لا اسرار تخفى عني يا أخي العزيز. سترى يا فاشي الظاهر و الباطن.
ماذا تعني الظاهر و الباطن، وما به عمي، هل لديه اسرار دفينة لا يرجى اخير منها، استغربت، لكن بالتأكيد ان الإجابة داخل المظروف ، خرجت فجأة و تقدمت في الظلام و مرت أمامي، لم ترني، لم تحس بوجودي. ذهبت نحو صندوق البريد الخارجي، و وضعت الرسالة ثم عادت الى الداخل، خرجت بعد أن امتدت على سريرها ذهبت الى صندوق البريد فوجدت الرسالة، فتحتها محاولة عدم تمزيق المظروف، كانت طويلة و غريبة، قرأتها في الظلام الدامس كانت مبهمة، أو بالأحرى مشفرة، لكنها قابلة للفهم من قبل شخص له تفكير واسع النطاق،هاهي الرسالة:
      03 أوت 1984
                                                أخي العزيز

هاهي لورين في البيت، محبوسة في غرفتها وهي تحت رقابتي، لن اسأل عن أحوالك فأنت دائما بخير، تظن نفسك تعرف الكثير عني، انت لا تعرف غير القليل، على عكسي اعرف كل شيء عنك، لا تحاول إفشاء هذا السر كما حاولت إفشاء الآخر يومها، لم اسامحك، ولن اسامحك، انت الآن تحت تهديدي، المهم ان ما طلبته قد أنجز ولا تتوقع مني الطيبة وراء هذا، انا لا أريد غير المصلحة. المهم ان الحياة ترهقي والنفس تحت الأرض مرهق أليس كذلك...... تريد الحياة الهانئة تحت الأرض لن تجدها في معامل النحاس بل ستجدها عندي والمال الوفير سيكون بيدي قريبا. تريد معرفة كيف عرفت كل هذا، هاهي رسالة موجهة اليك، أو إذا صح القول الى "جي6". اذا قرأت الرسالة فاعرف انني اعرف ما تخفيه يا أخي العزيز، وإذا اردت التحدث المباشر فأنا متوفرة دائما في بيت العائلة.
مع تحياتي،
أليس مارديس
جي 6، نسيت أين سمعت هذا اسم، و ماذا تعني تحت الأرض، وهل طلب منها عمي ان تحبسني في غرفتي وتراقبني، كانت لا تريد حتى غير مصلحتها. اخذت المظروف و تفقديه فوجدت حقا رسالة اخرى. فقرأتها، كانت اكثر غرابة من سابقتها، لم تكن من عمتي بل من شخص آخر:
  
    20 فبراير 1984
                                           أيها العميل جي 6
نقل 05% من السجناء الى المخبأ الجديد، تحت الأرض، شارع****، محل الصاغة، هو ملك لجورج ميشال. هو يتعامل حديثا معنا و لا لقبا سريا له، حسنا، الخريطة تجدها عنده و المفاتيح بحوزته أيضا، اما المعدات فنفسها، احرص على سلامة المكان و لا تدع أحدا يكتشف مثل المركز 26. كذلك حاول أن لا يفلت السجناء منك. كل ثقتي فيك فلا تخذلني، ومن يعرف المخبأ فاسجنه أو اقتله المهم ان لا يبقى قابلا للاستجواب.
الرئيس جون غوين

من هؤلاء؟ هذه الرسالة موجهة لعمي، فما دخل صاحب المحل بالأمر، و ما علاقة المخبأ السري بكل هذا........ لحظة واحدة. اتضحت الأفكار في ذهني. ترابطت التفاصيل ببعضها، أليْس جي 6 هو الرجل المقنع في النفق، أليس جي 6 يعرفني فضولية و أحب الألغاز، اذن، اذن........
لااااااا....... الرجل المقنع يشك في معرفتي للموضوع لذا طلب عمي من عمتي ان تحبسني في غرفتي، الرجل المقنع هو عمي!!!

اذا أردتم معرفة الباقي تابعو الفصل القادم
البيت بين معقفين، ترى هذا فيه سرا ايضا. أيكون ليس بيتها، ام هي لا تعتبره بيتها........ اكتشفوا هذا في الفصول القادمة.

سر خواتم النحاسThe secret of copper ringsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن