العودة | 19

17.8K 1.2K 92
                                    

ضعنجمة التقييم قبل البدء بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد ⭐⭐⭐

.
.
.

❄ " و إن العواصف لو أرادت هدم إحدى الجبال فإنها لن تنجح إلا في هز ترابه "❄

.
.
.

_____________

في تلك الغرفة ذات الجدران البيضاء المليئة بالسلالم الخشبية و أدوات العلاج الفيزيائي كان ذلك الشاب صاحب الأعين المحيطية يقف و على جانبيه أعمدة أفقية تحملها أعمدة عمودية موضوعة على الأرضية ، أمسكها بيديه محاولا المشي بصعوبة ...كان المعالجان الفيزيائيان يقفان على جانبيه يقدمان نصائحهما له

" حاول أن تخفف من شد يدك على العمود و ركز على حمل جسدك بقدميك "

" سأسقط لقد حاولنا فعلها المرة السابقة " قال الشاب مترددا فأردفت عليه كارما بتنديد " أتتذكر كيف كنت قبل ثلاثة أشهر من الآن يا زيوس ؟ لا تستطيع الوقوف حتى بمساعدتهم و ها أنت الآن تخطو بمفردك "

" بمساعدة هذه الأعمدة " أضاف زيوس مقاطعا إياها فنهضت هي من مكانها و نزعت كعبها العالي ثم وقفت أمامه ، كانت تبدو قصيرة نظرا لطول قامته حتى أنها رفعت نظرا لتنظر لوجهه " ستخطو الأن بمفردك دون أن تمسكها "

" قلت لكِ أنني سأسقط !"

" ستحاول ! لن تنجح دون محاولة يا زيوس !" رفعت من نبرة صوتها حتى أنه ظل ينظر له بإستغراب ثم أدار وجهه جانبا دون أن يرد فإنتبهت هي بأنها قد صرخت بوجهه " أنا آسفة لم أقصد رفع صوتي بوجهك "

" لا عليكِ ...ابتعدي من أمامي الآن أخشى أن أدهسكِ و أنا أمشي تعلمين أنني سريع جدا "

ضحكت كارما و ضحك المعالجان أيضا فابتسم زيوس ابتسامة جانبية خفيفة فمدت كارما يديها له " هيا أترك الأعمدة مثلما طلب منك المعالج "

" و لماذا تقفين أمامي ؟"

" لكي أساعدك على المشي " قالت و هي تمد له بكفيها فعبس بوجهها " لن أمسك بيديكِ تعلمين هذا أليس كذلك ؟"

" لن تمسك بهما لأنك لست بحاجة ليد تمسك بك ، أنا فقط أضعهما هنا إحتياطا "

أخذ زيوس نفسا عميقا و بدأ يرفع يديه رويدا رويدا عن الأعمدة الحديدية فنظرت كارما للمعالجين فحملا الأعمدة بسرعة و أبعداها عنه فقال هو بتوتر " لمَ أبعدتماها ؟ لا أستطيع المشي بدونها !"

" بلى تستطيع ! أنت زيوس لا تنسى هذا " صرخت الفتا  بوجهه بملامح جادة و كأنها ليست نفسها تلك الفتاة اللطيفة ذات الملامح الناعمة ، كانت تلك أول مرة تصرخ عليه بجدية و عمدا .

تحولت ملامح زيوس للجدية بعدما صرخت كارما بوجهه فأخذ نفسا عميقا و خطى أول خطوة بمفرده ثم خطى الخطوة الثانية بينما كانت قدماه ترتجفان قليلا ، ظل يراقب خطواته بتركيز و توتر بينما كان المعالجان يبتسمان خلفه .

زيوس | Zeus حيث تعيش القصص. اكتشف الآن