P"13"

1.3K 51 30
                                    

P"13"

حفله محترقه

________________________

امرأة شقراءَ مستلقيةٍ على فراشٍ في بيتها وحولها محاليلُ موصلةٌ بيديها وأوصالِ تلفِ حولها وحولَ انفها .
بجانبها زوجها حائرٌ يقفُ عندَ الشرفةِ ويضعُ رأسهُ بينَ ساعديهِ ويفكرُ

بينما تلكَ الامرأةَ تتنهد بحزنٍ على ما وصلتْ لهُ ،

وهيَ تعلمُ ما الآتي!

. ساعتينِ تعدد ولمْ نسمعْ إلا صوتُ صراخِ امرأةٍ كبيرةٍ في السنِ علي وفاةِ ابنتها الشقراءِ الموصلةِ بالمحاليلِ

تبكي وتندبُ وتقولُ إنها لمْ تموتَ ،

ليستْ مصدقهُ أنَ ابنتها صاحبهُ الخامسةَ والثلاثينَ عام ماتتْ في سنِ شبابها

وتركتْ أطفالها لحالهمْ يحاربو الدنيا وما فيها

وتركتْ أيضا زوج فاسدٍ لا يهمهُ أيُ شيءِ سوا اللعبُ
واللهوُ فقطْ

فتحتْ تلكَ بابُ بيتها بسرعةٍ وعنفٍ وتجري علي المصعدِ الذي يصعدُ إلى غرفةِ أمها ،

وأخيها الأكبرِ ورائها .

فتحتْ البابَ بسرعةٍ

، ورأتْ جدتها تجلسُ على مقعدِ بجانبِ فراشِ ابنتها

وتبكي وهيَ تمسكُ يديها وابنتها مستلقيةٌ فارغةٌ الروحِ
ووجهها شاحبٍ منْ اختفاءِ الدماءِ بهِ

وأبيها يضع يديهِ على جبينهِ بضياعِ

انصدمتْ مما رأتهُ أمها التي جلستْ تهتمُ بها طفولتها كلها لتطيب وتكونَ بأحسن حالٍ ،

ماتتْ بدونِ سابقٍ إنذارٍ .

جرتْ ناحيةَ أمها وجلستْ بجانبها ترى وجهها
وتناظرها بصدمهِ

وتنفي بوجهها ويديها ترتجف تنفي أنها ماتت

أخيها واقفٍ على البابِ لا يستوعبُ ما يجري فقطْ يزرفْ الدموعُ بصمتِ

وهيَ لمْ تبكيَ منْ الصدمةِ تأبى دموعها على النزولِ

اقتربَ منها أبيها يضعَ يديه عليها لكنها

إزالتها بعنفِ شديدٍ

" مريامْ اهدئي . . . . "

لفتَ عليهِ تشاورٌ عليهِ بيديها المرتجفةِ وتقولُ بحدهِ وصوتَ عالي وانهيارُ

 1839حيث تعيش القصص. اكتشف الآن