1_ 6) شاشةٌ وثريّا

95 14 21
                                    

_فلنعد للخلف قليلًا_

في مركز الشرطة، بعد ترك كيران للوجام والتوجه لمقر عمله، بدأت أنفاس الصغيرة تصبح أبطأ حتى اختفت، ورغم هذا، شعر بمداعبتها لياقته.

تلك اللحظة، أراد إلقاءها بعيدًا والهرب، لكنّه لم يستطع فعل شيء، كانت أطرافه بكاملها مُخدّرة، بينما بقي قلبه يدق بوتيرةٍ سريعة، تحدث فمٌّ داخل رأسه، أخبره أن يعود للمنزل وبسرعة، من سيصدقه على أية حال؟ استيقظت ووجدت طفلةً في المنزل لا تعرف عنها أي شيء!

لم يستوعب ما حدث بعدها إذ وجد نفسه يخطو بهرولةٍ نحو منزله، بسرعةٍ يتجه للمصعد، إنه في الطابق الرابع!

ركض على السلم، هو يدرك أن عليه إلقاؤها بعيدًا والهرب، لكنه كان مُسيّرًا بالكامل، أجزاؤه ترتجف ورغم هذا تأبى ترك الصغيرة.

قد وصل أخيرًا، عانى حقًا في البحث عن المفتاح داخل جيب سرواله، يداه المرتعشتان لا تساعدانه البتة!

وقبل أن يدخل المفتاح في ثقبه ارتد الباب للداخل قليلًا، ارتعدت أوصال الفتى وانهمر عرقه، شعر أن ما تناوله البارحة سيرتد لحلقه.

ببطء صحبه الخوف، دفع الباب بإصبعٍ، الأنوار مُطفأة والمكان كما تركاه في الصباح، سمح لقدمٍ بالولوج.

بدأ يزفر وهو يخطو للداخل، عيناه تدوران في الأرجاء كمن على حافة الموت، غرفة أخيه كانت أول ما واجهه، لم يفكر تلك اللحظة في رد الفعل الذي يجدر به اتخاذه إن كان هناك مقتحم لمنزلهم، كان نصفُ عقله مشغولًا بوجود أحدهم من عدمه، والنصف الآخر تحت سيطرتها، تلك التي يحملها، قد اختفت عيناها، أصبح الجُحران فارغين.

دفع الباب ببطء، ينتظر هجوم أحدهم، لكن لا شيء، هدوءٌ يوتر أعصابه فحسب.

وعند وصوله لحجرته، كانت الفتاة تحاوط وجهه بكلتا ذراعيها، أضاء أنوار المنزل بأكمله، فقد بعث هذا بعض الطمأنينة في قلبه، ذهب لإغلاق الباب من ثم عاد جريًا لغرفته، لبرهةٍ نسيَ ما دفعه للمجيء.

بدأت الفتاة تفتح فمها بطريقةٍ غريبة، وكأنه أصبح أشد اتساعًا، بدا تلك اللحظة أن عقله بأكمله تحت هيمنتها، أطرافه بالكامل تخدرت، وانزلقت يداه التي كانت تحملها، بدأت تحشر رأسه داخل فمها، إنها تريد ابتلاعه، أخذت تمطّه حتى أصبح نصفه العلويّ داخله، وقبل أن تتابع للنهاية انفجر جسدها، تناثرت دماؤها على الجدار، بينما سقط لوجام أسفل قدمين حافيتين، لها أظافرٌ كالمخالب، جسده ضخم، لا يمتلك في وجهه سوى عينين وفم دائم الابتسام، حمله ثم غادر.

◦•●✿࿚༺.༻࿙✿●•◦

داخل حجرة شرطيّ الأمن في نوكساترا، كان الرجل مُلقًى فوق كرسيّه الرطب، دماؤه قد تخثرت والتصقت بجلدِ وجهِهِ الأملس.

عصبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن