1_ 4) بعيدًا عن أعينيهم

80 17 25
                                    

_قبل بضعة أشهر_

هبط عصفورٌ على حافة النافذة يراقب هدوء المنزل الجميل، بتردد كان يقدم خطوة ثم يتراجع، كأنه يريد التطفل على ذا المكان الغريب ويخشى من أهله، ما لبث أن استدار نية اللحاق بأصحابه حتى حاوطته شبكة أحدهم تبعتها ضحكة شيطانية.

"أمسكتك أيها الصغير"

قالها بشر وهو يتأمل العصفور المسكين محاصر، كان الأخير يحاول الإفلات بيأس لكن كيران أحكم حوله الشبكة ثم صحبه نحو المطبخ ولم تفارق بسمته المريبة تلك شفتيه.

'

___'

أخذ الوسادة بين أحضانه وسمح للعابه السيلان فوقها كيفما يشاء، الكثير من القصص المُصورة مُلقاة أسفل الغطاء الثخين، وروايةٌ على وجهها جوار رأسه، كُتِب على غُلافها بخط عريض' الإغتيال كمحترف'.

دفعٌ للباب بكل قوة أنتج عنه اصطدامه بالحائط، ركض كيران نحوه ثم قفز فوق الفراش وهو يصرخ.

"لوجان!"

اكفهرت ملامحه وصدر عنه تأوّه خافت، فقد ضغط الآخر بركبته على أصابع يده، أثقل كيران عليها عنوة وابتسامته الخبيثة لم تزل.

وجّه لوجام نحوه ركلة لكن الآخر أبعدها عنه قبل أن تصل لوجهه، نهض كيران عن موضعه وهو يردف بنبرة أصاب جعلها مرتفعة.

"جئتُ لأحذرك من فعل أمرٍ غبيّ كوجهك"

على حين غفلة دفعه لوجام فسقط على ظهره.

"أيها الفاسق!"

أطلقها كيران أثناء سقوطه.

لحيظاتٌ مرت صامتة، كيران مُسطح على الأرض ولوجان مستلقيا ينتظر ما سيفعله أخاه.

"أهذا ما تعلمته من كتبك المهترئة؟"

علّق كيران وهو ينهض، ضيق لوجان جفنيه ثم أعرض عنه وهو يعيد غطس وجهه داخل الوسادة الناعمة.

*مجنون*

"انظر.. دعنا نعقد اتفاقًا"

خمن لوجان ما سيقوله الآخر، فهو لا ينفك عن تكرار الحديث عن الأمر ذاته.

استند كيران على باطن كفيه وهو يقول بنبرة جادة.

"لن أوقظك مجددًا حتى مماتي" سكت بعدها، انتظر لوجان أن يكمل حديثه لكنه ظل صامتًا، فتح هو عينًا يتفحص أخيه فوجده شاردًا في الفراغ، فصرح بتبرم.

" ارمِ ما تريده دفعة واحدة، هذا التبلد مزعج!"

نهض كيران بحماس فجأة وهو يقول بكلمات متسارعة كادت تندمج حروفها وتصنع لغة جديدة.

" تتركني أُدربك، صدقني أنت ماهرٌ في الخديعة، كما أنك فطن وذكي، إن انضممت إلينا سيكون مستقبلك باهرًا، ستعيش تلك القضايا التي تقرأ عنها، لن يؤلمك ظهرك من البقاء في الفراش لمدة قرنين مجددا!"

عصبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن