1_ 7) داخل الشاشة

78 10 8
                                    


'لي عيونٌ وآذان،
قلبي مُترَف بالألغام،
أسعى لإرضاء جوفها الفارغ،
لكنّ لسانها يفتقر للإحساس بالأذواق،
كل مدى يكبر رأسها أكثر فأكثر، أخالُها ستبتلع العالم عمّا قريب'

مذكرّات قزم.

__◦࿚༺.༻࿙◦__

حريق،
حريق ناشب بين أنسجةِ وجهه،
كذئبٍ ينهش لحمه بقسوة..

تأوهات متفرقة تصدر من حنجرته المُختنقة، قد أدمعت عيناه المحتقنتان، طالت شعيراته الدموية بؤبؤه الأسود، وخصلاته المُلامسة لبشرته تزيد من ألمه أطنانًا.

كان يلهث، يمسح وجهه بردائه المتمزق، لكن آثار الدماء لا تزال مخالبها داخل جلده.

بصعوبة فتح عينيه، أين هو؟ داخل مبنى القبة، المكان مُظلم، بهديرٍ حانق دفعه الألم.

_ألا يوجد بئرٌ لعين ما هنا!؟

أدخل سيفه داخل غمده، بعسرٍ يبحث في هذا الظلام عن مخرج، استمع لصوت الفئران جيدًا، خطواتهم فوق المواسير، صوت قطرات المياه يخترق أذنيه، قطرة قطرة في ظل هذا الهدوء والنور الشحيح من السماء، كان وجهه لا يزال يحرقه لكن بطريقة أخف من السابق.

◦•●✿࿚༺.༻࿙✿●•◦

.
" داخل الشاشة"
.

صباحٌ ليس ككل صباح، فاليوم بدايةُ مرحلةٍ جديدة، إنه أول يومٍ له في ذلك المكان الشاسِع، الذي يضُم عددًا هائلًا مِمّن هُم أمثاله، صرحُ العِلم، حيثُ تتعرف لما لم تفكّر به قُبلًا، إنها المدرسة.

انطلق صوتُ المنبه، صفيرٌ مع موسيقى هادئة، ورُغم هذا نهض فَزِعًا، توتّرُه لم يسمح للنومِ الهانئ بزيارته، فكان ليله ممتلئًا بأحلامِ اليقظة.

نهض الصغير بحماسٍ به مسحةٌ من التوتر، ركضًا حيثُ ينام عمّه، هريكلس.

كان عمه شابًا في منتصف العمر، شعرُه طويلٌ، نهاياته مصبوغةٌ بالأصفر، ينام بنصف جذع عارٍ، والغطاءُ الخفيف مُلقً على الأرض، والتي اكتظت ببواقي الطعام وأكياس المشتريات، حتى تجمع الذباب في الغرفة.

تخطّى كيران كلّ هذه الفوضى نحوه، دومًا ما استنكر من عمّه عدم اهتمامه بالنظافة، ووبّخه كثيرًا أيضًا!
لكن الأخير كان يقابل هذه التذمرات بابتسامةٍ ساذجة، وأحاديثٍ من أمثال

[ ابنُ الأخ الصغير ينصح عمه!
ياللُطفك!
إلهي لقد أصبحت رجلًا! ينقصك الشارب.
ما رأيك بكأسٍ من الجِعة؟]

عصبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن