.."أنت لا تريدين العبث معي، لأنني سأنهي أمرك حينها أيتها الذكية"
إرتجفت حدقتاي و نبضات قلبي تسارعت أكثر، كان واقفاً أمامي، شاهقاً فوقي، تعبير مهدد على وجهه، عيناه باردتين و كلماته حادة و مهددة، كل كلمة قالها ترسخت في عقلي تأبى الخروج منه.
إبتلعت ريقي ببطء و تراجعت خطوة صغيرة للوراء.
أنتم حتماً لا تفهمون شيئاً...صحيح؟
حسنا.
لنعد لما حصل البارحة.
قبل أربعة و عشرين ساعة.
↠↞↠↞↠↞↠↞
كأس قهوة ساخنة، سماء رمادية، و أمطار قليلة، ريكو في حضني أداعبه بلطف.
رائحة الشاي تسللت لأنفي، و المدفأة المشتعلة تبعث الحرارة لغرفة الجلوس حيث أتواجد الآن، إرتشفت من قهوتي ببطء و نظرت للساعة القديمة المعلقة على الحائط مجدداً.
جالسة على الأريكة و بطانية ملفوفة حولي، أستمتع بالجو الهادئ، و الأضواء المنبعثة من المصباح تلقي وهجاً هادئاً في الغرفة، كتابي مفتوح و موضوع على سطح الأريكة، أنظر للكتاب بشرود غارقة في أفكاري بينما أستمر في مداعبة فرو ريكو الأبيض، تنتقل حدقتاي من الصفحات إلى النافذة بين الحين و الآخر.
كانت قطرات المطر تضرب النافذة المغلقة، و صوت البرق ينبثق أحياناً، مما يجعل ريكو يجفل فأهدئه بفرك فروه بلطف.
نظرت للساعة مرة أخرى، كانت الرابعة و عشر دقائق، أنا أنتظر مجيئ صديقي حتى نذهب معاً للمقهى المجاور، و ها هو مجدداً يتأخر عن الموعد.
أنا من ناحيتي شخص دقيق في مواعيده، أصل دائماً في الوقت المحدد أو قبل دقائق، بالنسبة لي الوقت ثمين، أنا لا أجرأ حتى على إضاعة ثانية واحدة منه، كانت عادتي هذه غريبة لبعض الناس، لكنها جزء عميق من شخصيتي.
الإلتزام بالوقت ليس مجرد قاعدة بالنسبة، بل هو أسلوب حياتي.
قرع الجرس أخرجني من أفكاري، وضعت ريكو على الأريكة بلطف و إستقمت ناحية الباب، فتحته بهدوء، و أنا أعلم من الزائر، كان سالار مستند على دراجته النارية، عيناه ناعستين و شعره الأسود كان مبعثراً بطريقة جميلة، سروال جينز أسود يلتصق بساقيه و قميص أبيض بسيط، فوقه سترة جلدية سوداء.
إرتديت حذائي الرياضي و حملت هاتفي، خرجت من المنزل بعد تأكدي من إغلاقه جيداً، مشيت بهدوء نحوه، لم يلاحظني كونه كان مركزاً بمراقبة السماء، الأمطار توقفت منذ مدة قصيرة، و السحب الداكنة أصبح أكثر صفاءاً الآن.
أنت تقرأ
Burning
Actionالجزء الأول من سلسلة أسرار مظلمة. كتبت: 2022/01/21 نشرت: 2022/05/11 إنتهت...