..
أستلقي على سريري أحدق في سقف غرفتي بفراغ، الساعة السادسة مساءاً، عادة ما أكون في المكتبة في مثل هذا الوقت، لكنني الآن في هذه الوضعية منذ ثلاث ساعات.
أي بعد عودتي من الثانوية.
أنا أفكر في ما جرى معي سابقاً.
ظننت في بداية العام الدراسي قبل أسبوع أن هذه السنة الدراسية ستكون الأفضل، بعيداً عن المشاكل العائلية و المشاكل النفسية و العقلية، الهلوسات و الكوابيس.
لكن حقاً لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن.
أغمضت عيناي بإرهاق عندما مرت جملة كايل في ذهني، لماذا عادت المشاكل لتتبعني مجدداً؟
لم تغادر جملته تلك رأسي أبداً، الطريقة التي قالها بها و النظرة، و كأنه مستعد لقتلي إذا تطلب الأمر.
أجل إنه مستعد للقتل حقاً.
يا للسخرية.
هل كان يجب أن أراه أنا من بين الجميع؟
"اللعنة"
تنهدت مرة أخرى و إستدرت على جانبي، وقعت حدقتاي على الصورة الموضوعة على مكتبي المنظم.
صورة لفتاتين.
إبتسمت دون الشعور بذلك، كانت صورة لي و لأختي التوأم في عيد ميلانا السابع، لقد كنا سعداء حقاً.
أتذكر حين إلتقطنا الصورة كنا في حديقة سنترال بارك أين كنا نسكن سابقاً قبل موت أبي بثلاثة أشهر.
كانت الحياة سهلة حينها.
أما الآن لا ألتقي بأختي كثيراً كوننا لا ندرس في نفس الثانوية، و بما ثانوية هاريسون توفر لطلابها السكن فهي تبقى فيه.
إشعار وصل لهاتفي جعلني أنهض من الفراش و أتجه للمكتب حيث هاتفي، حملته بين يداي و جلست على الكرسي، لا يوجد أحد يراسلني غير سالار، لكنه قال سابقاً أنه في تدريب الملاكمة.
ألقيت نظرة على الرسالة التي وصلتني، رسالتين صوتين من نفس الشخص، كان الرقم مدوناً بإسم متكون من ستة حروف، إسم مألوف جداً، إسم لم أنطقه على لساني منذ مدة ليست بالقصيرة، لقد كان إسم أختي التوأم.
أليكسا.
إنها هي، أليكسا أرسلت لي رسالة على هاتفي، و ليست رسالة نصية بل هي صوتية.
ما الذي يجعلها تتصل بي و هي نفسها التي قالت سابقاً أنها تريد أن تتبرأ منا و تذهب للبحث عن عائلة فاحشة الثراء للعيش معهم.
قالت هذا الكلام عندما وجدت الثلاجة فارغة تماماً.
قربت الهاتف من أذني و فتحت التسجيل الصوتي الأول.
أنت تقرأ
Burning
Actionالجزء الأول من سلسلة أسرار مظلمة. كتبت: 2022/01/21 نشرت: 2022/05/11 إنتهت...