|3|: ثانوية هارتيز

64 8 2
                                    

..

يتردد صدى صوت المنبه المزعج في أرجاء الغرفة، تدحرجت في سريري ببطء مترددة في تركه.

فتحت عيناي ببطء و نظرت للساعة مدركة أنه حان وقت الإستيقاظ، بدل القفز من السرير كالعادة أغوص في الأغطية أكثر و أدفن وجهي في وسادتي.

أشعر بالركود و الخمول، و تبدو فكرة مواجهة هذا اليوم أمراً مربكاً، خاصة بعد التهديد الذي تلقيته في اليوم السابق.

أنا لا أريد مواجهة هذا اليوم، إنما أريد أن أبقى في غرفتي طوال اليوم ملفوفة بالبطانية و مغلفة بالدفئ.

أعلم أنني سأنهض في النهاية، لكن لا رغبة لي حقاً.

نهضت بعد دقائق أخرى و فتحت النافذة فتسللت أشعة الشمس من خلال الستائر الرقيقة، راقبت بهدوء الحي الهادئ بينما أمد أطرافي و آخذ نفساً عميقاً، أنظر للساعة مجدداً أستوعب أن الوقت لا يزال باكراً.

سمعت صوت جدتي المتذمر من الأسفل و هي تناديني.

هل قلت من قبل أنني أكره المدرسة كثيراً و أكره كايل أكثر، و طبعاً دون نسيان ليونيل.

دخلت الحمام و فتحت الحنفية، لامس الماء البارد وجهي فسرت قشعريرة في كامل جسدي، فرشت أسناني و عدت لغرفتي، إرتديت ملابسي و نزلت للأسفل حيث جدتي.

"صباح الخير"

قلت بهدوء و سرت لأسكب لنفسي بعض القهوة، لم ألحظ أي وجود لأليكسا فعلمت أنها لا في سبات في غرفتها التي تشبه مقبرة لحد كبير.

حتى الدببة لا تنام بقدرها.

جلست على الطاولة أرتشف قهوتي الساخنة بصمت، عيناي مثبثتان في نقطة ما، آخذ رشفة قصيرة من القهوة، تعبير جدي يرتسم على وجهي و القليل من القلق محفور عليه، أنا أفكر ملياً في ما قد سيحدث لاحقاً في الثانوية، بدأت أتخيل سيناريوهات سيئة و أشياء فظيعة قد يفعلونها بي.

فظيعة للغاية.

ربما يحبسونني في مقر خططهم و يجعلونني فأر تجاربهم، أو سيجعلون كل الثانوية تتنمر علي بمن فيهم الطلاب الأصغر سناً، سيكون من المشين أن أتعرض للإذلال من أطفال أصغر سناً مني.

يداي قبضتا على الكوب عند مجرد التفكير في هذا، آخذ رشفة أخرى و أطيل وضع مقدمة الكوب بين شفتاي.

صوت إرتطام قوي من الأعلى أخرجني من شرودي، تلاه شتائم قذرة معظمها بلغة أخرى، و لا أحتاج لقول مِن ثغر من خرجت هذه الألفاظ.

هناك إحتمالين.

إما أنها وقعت من السرير عندما تحركت لجذب اللحاف، أو أنها إصطدمت بالباب عندما كانت تسير نحو الحمام مغلقة العينين.

جدتي تنهدت تهز رأسها بقلة حيلة و عادت لتصفح الجريدة، راقبتها بهدوء، هل سينتهي بي الأمر هكذا، أشرب القهوة في الصباح الباكر و أقرأ الجريدة؟ لا يمكن، أنا عازمة على أن أصبح مصممة أزياء.

Burning حيث تعيش القصص. اكتشف الآن