..
أهز ساقي بنفاذ صبر و حدقتاي ثابتة على الساعة المعلقة على الجدار، بضع دقائق أخرى فقط و ينتهي الدرس الممل.
السيد آرثر، أستاذ الرياضيات الجديد، لا يزال يثرثر و صدقاً لا أعلم ما يقوله، حتى ليانا التي يفترض بها أن تركز معه لم تفعل، كانت شاردة في النافذة طوال الحصة.
هذا مزعج.
"أليكسا، هل أنت معي؟" آرثر يجذب إنتباهي بقوله.
"بالطبع أنا معك سيدي"
يا رجل هل تمزح معي؟ أين من المفترض بي أن أكون، ألم تراني و أنا جالسة هنا منذ ساعة تقريباً.
لكن شاردة الذهن.
"حسنا إذاً ماذا كنت..."
إبتسامة واسعة حطت على ثغري في نفس اللحظة التي رن بها الجرس يقطع كلامه و يبدو أنه كان على وشك سؤالي شيئاً لن أجيب عليه طبعاً.
أياً يكن.
الطلاب نهضوا بسرعة من أماكنهم و صوت حديثهم العشوائي إرتفع فجأة يكسر الصمت الذي كان يغلف الجو قبل قليل، لمحت الأستاذ الجديد يأخذ حقيبته و يخرج بوجه غاضب بينما يتمتم بشيئ بين أنفاسه.
لست في ورطة، صحيح؟
مهلاً لحظة، هذا لا يهمني.
حملت حقيبتي و خرجت من الفصل متجهة نحو الكافيتيريا، مشيت على طول الرواق لكنني توقفت فجأة في وسط الطريق حين أدركت أنني لا أعرف مكانها.
يا إلهي.
إستدرت للخلف ألقي نظرة خاطفة، لمحت ليانا تمشي ببطئ و بجانبها فتاة شقراء تبتسم، لقد رأيت هذه الفتاة، نحن في نفس الصف.
كدت ألتفت مجدداً إلا أن جسد رقيق أحدهم إرتطم بي بقوة يعيق طريقي، تأوهت بألم و شتمت بصوت عالي جاعلةً من الطرف الآخر يخرج شهقة أنثوية خفيفة بسبب كلامي القذر.
فتحت عيناي، كانت فتاة ذات شعر أشقر و لباس مهندم تنظر نحوي بخوف و كأنني سأفعل لها شيئاً.
"آسفة أنا حقاً لم أراك" نطقت بنبرة مرتجفة، يا فتاة أنا لن أقتلك.
"لا بأس خطأي" رددت عليها بالمقابل لتبتسم بلطف.
"هل لك بإرشادي للكافيتيريا؟"
سألت بنبرة هامسة، مترجية ألا تكون قد سمعتني، لكن آمالي كلها تبخرت في الهواء حين أتاني الجواب منها.
"بالطبع، أنا ذاهبة لهناك الآن"
أردفت بحماس و سحبتني من ذارعي تجعلني أتبعها تلقائياً.
أكره طلب المساعدة من الآخرين.
أنا أعلم أنني معقدة، لكن لا أحب أن أظهر بمظهر ضعيف و مثير للشفقة.
أنت تقرأ
Burning
Acciónالجزء الأول من سلسلة أسرار مظلمة. كتبت: 2022/01/21 نشرت: 2022/05/11 إنتهت...