لا يشبهك احد

Aplastic anemia

"لا أحد  يعيش معك صراعاتك الداخليه سوي الله، الله هو السند الوحيد."

شعرت بالخجل من ابي كانت عيناه متعبه جدا ( انا اسفه)
سيارة الاسعاف تهتز بقوه اكاد ان اتقيء ورائحتي بصل يارب ما هذا العار عقلي كان يصرخ ( انت السبب يا عبدالرحمن انت السبب يا الله ساعدني)

حمدت الله ان الجميع يرتدي كمامات وواقي للوجه بلاستيكي اظن ان الرائحه تصلهم بشكل اقل كانت صفارات الانذار والشرطى على جوانب الشوارع تخليها كان نظام حجر القطيع ( اي كنا نخرج طوال النهار ونحبس في منازلنا في المساء مثل الخراف عطلت الصلوات واقفلت المساجد وكم كان الامر محزن)

المستشفيات واقسام الشرطى فقط من يعمل ٢٤ ساعه ،درست اونلاين واحببتها بشده لا حاجه للقاء احد

اخذ الاطباء الكثير من الفحوصات ترجيت الممرضه ان تعطي ابي حبوب الضغط و وجبة افطار ولم تتأخر افطر ابي وتم نقلي لطابق العلوي كنت اشعر بالخدر لم اخف من شيء لم اقلق على شيء كانت الغرفه بسيطه سرير وتلفاز ودورة مياه صغيره
وقع والدي على تصريح لنقل الدم او اي اجراء ضروري و اجبر على العوده بعد ان اعطوه تصريح رجوع كانت عيناه قلقه وحنونه ( استودعك الله يا ابنتي )
( اسفه )
الشيء الوحيد الذي شعرت به الاسف على ابي .. بعد رحيله فتحت الخزانه كان يوجد لبس مستشفى بنطال وقميص غسلت جسمي و شعري بصابون معقم كانت رائحتي مختبر لكنها افضل من البصل بمراحل

خرجت لأجد ممرضه وطبيب في وجهي شعرت بالخجل من مظهري المخزي الحمدلله اني وضعت الحجاب على رأسي جلست على السرير بأدب
كان طبيب شاب بعيون خضراء وشعر بني وابتسامه لطيفه سألني نفس الاسأله التي سألني اياها اطباء المركز الصحي والطوارئ

( كم عمرك؟ مما تشتكي ؟ هل فقدتي الوعي من قبل؟ هل لديك مشاكل في العاده الشهريه ؟ منذ متى بدء ظهور البقع ؟ هل  عانيتي من فقر الدم؟ هل نقل لك دم؟ هل يوجد اي شخص من عائلتك عانى من اي نوع السرطان ؟ اممم هل لديك حساسيه من اي دواء؟كيف تشعري الان ؟ )

والاجابات نفسها حاولت اضافة بعض الاكاذيب للمتعه مثل اني اشعر بالموت والحقيقه اني بخير لا اعاني من شيء  و اريد العوده للمنزل

( انا بخير متى سوف اخرج من هنا)
( اوه اممم اظن ان عليك البقاء معنا حالتك تحتاج لبعض الفحوصات لاشيء اكيد لا تقلقي )
( انا في قسم الاورام السرطانية هل تظن اني لم الاحظ) قطع كلامي دخول طبيب اخر لم ينظر في وجهي وانا ايضا نظرت للأرض كانت رائحة عطره رهيبه خفيفه جدا وتعطي جو من الغموض  بعكس رائحتي ركزت في حذائه الجلدي الاسود

وهو لم يوجه لي اي كلمه ( اعطو المريضه دم كامل وحدتين وبعد ذالك جرعات كورتيزون ) كان يتحدث الانجليزية بلهجه بريطانيه قليلا( ارجوا اعادة  فحص الدم الساعه ١٢ عشر ظهر سوف امر لزيارتها غدا )
سأله ( التشيخص )
( مبدئيا انيميا  اللاتنسجي) قذف كلمته ورحل نظرت لطبيب بخوف احس اني فهمت ما قاله زميله
( لا تقلقي ) قالها ورحل نمت بتعب لم اهتم بأكياس الدم المعلقه رغم انها تثير الغثيان وتجعل خيالي يسرح بعيدا تخيلت جرائم قتل ودم ملوث وزومبي انا فعلا مجنونه

نمت واستيقظت على اذان الفجر صليت ونويت الصوم اذا كتب الله لي الصوم كتبت قصتي بشغف رغم ما اعانيه لا اعرف كيف لم اخف في ذالك الوقت بعد اقل من ساعه افطرت على ابرة كورتيزون وريديه ومحلول بلازما وضعوا امامي طعام لم اشتهيه بل اثار غثياني و اخرجته في الممر

عند الحادي عشر اتصل اخي عزيز اخبرني انهم منعوه من الدخول اخبرني انه احضر لي طعام وملابس وحاسبي الالي
ارتديت عبائتي لم انتظر الاذن من احد نزلت الطابق الاراضي وجدت اخي وامي في قاعة الانتظار ،  انفجرت من البكاء وهيه تضمني وتقبلني انها المره الاولى التي اشعر فيها بحب امي تمنيت ان ابقى في عناقها ما حييت

لكن انتشلني صراخ حارس الامن ( مالذي تفعلانه نحن في وباء ممنوع العناق والقبل ) شرحت له امي بدموع ما حدث البارحه وانها قلقه علي واخبرته وهيه تبكي اني الان في وحدة الامراض السرطانية ولا تعرف ما هيه مشكلتي  تعطف الرجل مع والدتي ونظر لي بحزن  جعلني اشعر بالخجل
سمح لي بأخذ امتعتي وتكلم مع اخي وامي ووعدهم انهم سوف يتصلون بهم رحلت امي واخي وانا اشعر بالالم احسست بالوحده الشديده والفراغ
عاد اخي بسرعه واعطاني كيس ( استمتعي) كان لبن مثلج

لم استطع الصبر التهمت الثلج في المصعد كنت اكل الثلج احطمه بأسناني واكسره بمتعه فتح باب المصعد فجأه اجفلت عندما رأيته  احمرت خدودي خجلا انني أكل في نهار رمضان المثلجات نظر لي  ذالك الطبيب الوسيم بهدوء رائحة عطره اعرفها لقد زارني امس.  دخل المصعد انكمشت بخجل وانا احاول  اخفاء اللبن
( عليك ارتداء كمام ؟ ) كررها  بالانجليزيه ( عليك ارتداء كمام ) هل يظن اني اجنبيه نظرت انعكاسي على المرأه شاحبه باهته مريضه وبلا ذرة جمال

عندما فتح الباب سحبت حقيبتي ومشت بسرعه نحو الغرفه وقف ينظر لي حتى دخلت الغرفه
( انها المريضة الجديده يبدوا انها شفيت بسرعه )

فتحت حقيبتي اخذت شور جل وشامبو غسلت شعري وجسمي ازلت كل الروائح القذره مشطت شعري وتعطرت اردت ان اشعر بالنظافه

جلست على السرير فتحت حاسبي وبدأت بالدراسه دخلت الممرضه وسحبت الدم وانا امثل القوه في اقل من ٢٤ ساعه غرست في جسدي اكثر من ١٢  ابره حاولت ان لا ابكي تصنعت القوه

بعد ساعتين دخل بطوله الفارع كان مثل رجال الفضاء لا ارى سوى عينيه وبرفقته ممرضه فلبينيه سمينه رفع ورقه من الطاوله ( اسمك مها ) ابتسم ( كيف حالك اليوم )
لم ارد نظر لعلبة اللبن الفارغه ( عليك اخذ اكل صحي هذا الشيء لن ينفعك)
تأمل وجهي قليلا ( متى ظهرت الكدمه تحت فكك ( منذ ثلاث ايام)
( نسبة دمك الان ٥ افضل من السابق )
( انت تظن اني مصابه ب انيميا الدم اللاتنسجي )
رفع حاجبه لمح حاسبي بطرف عيناه( طالبة طب)
( نعم)
( اجل انتي مصابه بهذا المرض بدء بالحديث عن المرض والعلاج وانا اسمعه احسست اني حاله ولست بشر تحدث عني امامي بدون احساس كأني قضيه وسوف يربحها لم ابكي ، انا حتى لم احزن
( لا تخبر ابي)
( يجب ان نخبره انتي قاصر)
( اذا لا تخبره انت ، انت جلف لا تجد استخدام الكلمات ) نظرت لعيناه وانا اقولها لمحت صدمه خفيفه وخرج
***