5. دمـيـة - الـجـزء الأول

42 4 0
                                    

ابتسم جيلبرت بمكرٍ وهو ينظرُ ناحية روبي بعلوٍ وغرورٍ بينما هي طريحةً على الأرضِ ،متسخةً بذاك الوحل البُني تزحفُ ببطى وخوف عنهُ إلا أنه يلحقُها إلى أن أصبح ظلهُ فوق رأسها ،مد جيلبرت يدهُ ليجذُبَ رأسها من شعرها بأزرٍ للأعلى وهي تقاومهُ إلا أنها لم تستطع عليهِ، وقال بحقدٍ شديدٍ

"هذا لأجلها"

ثم ركلها على بطنِها عدة مراتٍ إلى أن سعلت روبي دمًا وقالت لهُ والدمعُ في عينيها يسيلُ كنهرٍ جارٍ لا صوت لهُ

"كفى رجاءًا ... رجاءًا ... جيين ساعدني ... رجاءًا لا"

إلا انهُ لم يصغي لها ثم فجأةً رمى راسها على الأرض بأزرٍ ،لتفقد روبي وعيها وحينها حملها جيلبرت إلى العربة ويدهُ ممتلئةً بدماءِ روبي التي كانت تنزفُ من قدمها ورأسها.

في تلك الأثناء وبالتحديد الاجتماع الذي يقام في قصر الإمبراطور لوكاس دي فير ،كان التوتر واضحٌ على وجوه أغلب النبلاء الحاضرين وذلك لأن طبول قرعِ الحرب قدّ أقتربت ؛بسبب التمرد الذي حدثَ على حدودِ المملكة ،مُخلفًا خلفهُ جثث أبرياء لم يكنْ لهم ذنبٌ في أي شئ ،قال الإمبراطور لوكاس ذو الشعر الأبيض والمقلةُ السوداء بأنفعالٍ وحنقٍ على دماء الضحايا

" أين كنتم حينما حدث ذلك؟ وكيفَ لجواسيسهم أنْ يدخلوا إلينا وبيننا؟"

لم يجب الإمبراطور أي أحدًا منهم واستمر الاجتماع عدةُ ساعاتٍ في محاولةِ فهم ؛ لماذا مملكةُ راسيل قد تقوم بتمردٍ على الحدود ، وفي نهاية الاجتماع الذي انتهى بأمرٍ من الامبراطور بنشر العديد من الحرس في كل أنحاءِ المملكة وأن يحظُر التجوالُ في المساء ومن يُخالفُ الأمر سيُسجن ، ثم أمر الإمبراطور على جانبٍ الدوق جين بأن يبقى في القصر وأن لا يعود إلى قصره اليوم ،فلم يبقى لجين أي خيارٍ سوى أن يبقى ولذلك قرر جين أن يُرسل رسالتين ،الأولى لروبي والأخرى لماركو يخبرهم فيها بأنه لن يعود إلى القصرِاليوم.

(قصر ميدن)

في الساعة الثامنة ليلًا وصلت رسائلُ الدوق إلى قصرهِ ،سلم الخادمُ الرسالة إلى ماركو وحينها تفاجأ ماركو ممسِكًا بشعرهِ وركض بسرعةً إلى فيرونيكا ،التي كانت ترتجِف من رسالة الدوق التي أرسلها لروبي التي لم تكن موجودة في القصر،فقد خرجت متوجهةً إليهِ فكان السؤال الأول الذي أتى إلى فيرونيكا هو لما قد يرسلُ رسالة لروبي وهي معهُ ؟ ،استنتجت فيرونيكا الأمر بسرعةً وقالت بنبرةٍ كلها خوف وهي تعضُ شفتيها

"ماركو أخبر سيزار أن يجهز العربة إلى قصر الإمبراطور حالًا ،... الدوقة ... الدوقة ... في خطر!!"

تحرك كل من في القصر بتوترٍ وعجلةٍ وخرجت فيرونيكا برفقةِ سيزار إلى قصر الإمبراطور.

(بعد ساعة ونصف في قصر الإمبراطور)

أفكارُ أمنية اليأس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن