7. إلـيـكِ مـنـي -الـجـزء الـأول

42 6 2
                                    

ما أنْ تفوه بجملتهِ التي أثارت الرعب في نفوسِ الحاضرين ، دوى صوتُ صريرًا عالي للأبواب ،دخل على اثرهِ الحرس إلى القاعة المزاد، مرتدين ذلك الزيُ الأبيض المخططِ بنقوشٍ ذهبيةٍ على حوافهِ ومن خلفهِ شعارُ مملكةِ راسيل البارز المُلفت للأعيُنِ ، مسلحين بالسيوف الحادة والقِسِيّ ،حينها تحدث أحدُ المجرمين في خوفٍ شديدٍ قائلًا بملامحٍ خاليةٍ من الحياة

-"كيف عثروا علينا ...لقد هلكنا ... لقد هلكنا "

سرعان ما غمروا الحرس قاعة المزاد و شرعوا في القبضِ على المُجرمين دون أي تساهل ،حتى دب الهرج والمرج في الأنحاءِ من صوت صرخات الحاضرين للمزاد و تأوهات المصابين الذين يتوسلون برجاءٍ الرحمة من الحرس ،حتى امتزجت أصواتهم معاً كسمفونية المنية التي تعلقُ في الأذهانِ من المرةِ الأولى ولا تغادرهُ ،لكن المجرمون بدورهم لم يتوانوا عن المقاومة في محاولةٍ يائسة للفرار ،مستغلين الجلبة الحاصلة التي شتت الحرس ؛ فالضحايا متناثرين هنا وهناك ، حينما أدركت مونيكا وشيرل بعدهم عن الأبصار ، تبادلوا النظرات في صمتٍ قاتلٍ كما لو أنْ لهما عقلٌ واحد وفكرٌ واحد ، حينها عزمُ على الهروب منْ بابِ المخرج الخلفيِ الذي لايعرفُ عنه سوى القليلُ ، فمشيَ في ذلكِ الممرُ المظلم بخطواتٍ خفيضةٍ حتى لا يصدروا أي ضوضاء قدّ تُلفتُ الأنظار إليهما ، حينها توقفت شيرل وهي تمسكُ بيدها على مُهجتها قائلةً بصوتٍ خفيضٍ

" مونيكا .. مونيكا "

التفت إليها مونيكا بنظرةٍ غاضبةٍ قائلة

" ماذا هُناك ؟ يا شيرل "

فتحدثت شيرل بذعرٍ " سحقاً ،لقد مررنا من هذا الرواق أكثر من مرةٍ ،يبدو أننا تهنا ! "

نظرت إليها مونيكا في حالةٍ من الأستنكارِ ثم قالت لها بثقةٍ

" اتبعيني فقط "

ثم أخرجت من جيبها الحلوى و ناولتها لشيرل حتى تستعيد طاقتها و عافيتها من جديد ،بعدها أكملَ المسير في ذلك الرواق المظلم براحةِ بال ،لكن الأمر الذي لم يكُن فالحسبان هي شجن التي كانت تُراقبهم مُنذ لحظةِ هروبهما  إلى الرواق المُظلم ؛ فهي كانت تمشي خلفهما مُختبئةٍ في ظلالِ الظلام وبخطواتٍ بطيئة مُتحاشيةٍ أبصارهما ، ثم فجأةً شعرت شيرل بدوارٍ شديدٍ حتى سقطت على الأرض

" مون..يكا ... ساعديني "

راقبت مونيكا بصمتٍ شيرل وهي تلفظُ أنفاسها الأخيرة حتى ماتت شيرل ، حينها أبتسمت مونيكا ابتسامةً خبيثة وقالت في نفسها وهي تُقهقهُ

" أخيرًا ... أخيرًا المالُ لي ...لن أشاركها بشئ ، تخلصتُ من هذهِ الحمقاء أخيرا ! ، تناولت الحلوى دون أن تشك بي "

في تلك اللحظة تقدمت شجن حتى تباغت مونيكا وفي يدها خنجرٌ صغير ،بحقدٍ وغضبٍ ملأ حشاشة فؤادها ،فكانت تلك المشاعرُ مُنعكِسة على مُقلتها بوضوحٍ شديدٍ ، طعنت شجن بذلك الخنجر الصغير مونيكا على مؤخرةِ عُنقِها، بينما الأخرى مُنغمسةٍ في خططِها بسعادةٍ لم تدم سوى لحظاتٍ ضئيلةٍ ،أنتثر دمُ مونيكا على الجدار وسقطت على الأرض ،وهي تتأوه بألمٍ شديدٍ ، تلونت مُقلة عينِ مونيكا بالأسى وأصفر وجهها بينما هي تُقلب رأسها تارة يمينًا وتارةً يسارًا ؛تريد معرفةَ من طعنها ،لكن رؤيتها كانت تُصبحُ ضبابيةٍ أكثر فأكثر لم ترى سوى وجهًا مشوشًا غير واضحٍ وشعرٍ لونهُ أسودُ ،تحدثت حينها مونيكا بأنفاسٍ مُتقطعةٍ وبصوتٍ شجيِ

أفكارُ أمنية اليأس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن