( ١ )

96 6 0
                                    

في الصباحًا  « بالبنان وتحديدًا  ~ بيروت ~ »

بأحد الفلل الفخمة بتصميمها المُبهر بألوان هادئة ترابية
نائمة بعمق وكأنها الأميرة النائمة بجناحها الكلاسيكي  ..
يرن المنبة وتعبس ملامحها فجاة وكأنه قطع عليها أحلام ما تبيها تنتهي  .. قامت وتدري ما عندها مناوبة اليوم لسبب اخذت دوش ولبست بيجامة باللون الأسود تاملت وجها ببتسامة بينو غمزاتها وعيونها الفسفورية وبياضها الناصع وشعرها الاشقر وفمها الدائري ونطقت  : آه يمه شكثر أحبك وأحب ملامحك 
طلعت من غرفتها متجهه مكتب أبوها تبي تعلمه بموضوع وتشوف رأيه دخلت بكل سرعتها  :  يب.. ه
رأحت صوب أذنها وهمست :  أبوي بالحديقة يسوي رياضة
شهقت برعب : بسم لله خرعتيني معليه الآيام جايه  .. أجل بروح عنده ومنها أسوي رياضة 
ضحكت بخفة ونطقت  : محد ماسكك
كانت تمشي بسرعة وما سمعت أبد  ..
:  يبه لحظة بمشي معك
يحُب صوتها وملامحها الي نسخه عن أمها وقف فجأة ونطق  : صباح الخير يا أجمل ما خلق ربي
ضحكت بخفة ونطقت  : صباحي بوجهك يا بعد هالحي  .. إلا بقولك يبه ليه ما صحيتني بسوي رياضة  ؟
مشوا وهو يقول  :  خُشيت أصحيك وكأنك لوحة فنية نائمة
بسم لله عليك .. بعدين ما عندك مناوبة هالاسبوع أي على هالطاري ليه شصار بالدنيا وأنتي بدون دوام
ضحكت بخفه على كلام أبوها ونطقت  : أصلاً جيت أعلمك دوامي برأ بيروت مع شطارت بنتك وخبرتها الي طالعة لأبوها يبغوني أناوب بالمستشفى حقهم جأني خبر أمبارح
أبوها ولازل يمشي  : طيب يبه وينه فيه أي مدينة 
قالت  :  لا حبيبي مو مدينة تقصد أي دولة  !
تنحنح وحس بشعور غريب  :  وين طيب  ؟؟
تمشي وبكل طاقة وحبت هالطاري أجابت  :  المملكة العربية السعودية يبه بلدنا 
وقف فجأة وفتح عيونه بصدمة وكأنه ما سمع زين  : ه.. هاه عيدي
(  تدري أن أبوها يضيق خاطرة ولا مرة بادرت وسألته عشانه منعها لا تدقق بالشيء إلا إذا جاء هالوقت وقالها كل الي تعرفه إنهم من السعودية وأمها لبنانيه بس ما تدري وينهم فيه عائلتهم ولا مو معروفين وليه أبوها ما علمهم لين هالحين  تدري فقط بأسمها الرباعي تناست هالشيء عشان أبوها وسمعت كلامة وما تبي تعرف شيء أبد )
فقالت : يبه بروح هناك إنتقل بسبب خبرتي الكبيرة وأنت بسبب سفرك وتوك جاي ما علمك الدكتور رامي فقلتله أنا بقولك بس ليه حسيت ما تبيني روح وتكدر خاطرك هالحين سكتت  ..  ~ وكملت ~ يبه وش فيك علمني ترى شكبري ولين هالحين مصمم على عنادك وساكت ~ مسكت ايدينه وبحنان يشع من عيونها  ~ فضفض لي يبه ترى أدري خاطرك في آل شاجع شوقك واضح من عيونك إذا ما فهمتك مين أفهم أجل  ؟
-
( يومنها جابت طاري آل شاجع كأن أحد قبض قلبه وحس بحنين وشوق يداهم قلبه لأهله خصوصاً أمه وأبوه من 30 سنه ما عمره شافهم تجيه أخبار من أحد معارفة هناك درس وصار من أحسن الجراحين بالبنان وتزوج وربى عياله أحسن تربية وما قصر معهم أبد صارت بنته آخر عنقود من أحسن الجراحين نسخه عن أبوها بعملها وذكائها وجمالها نسخه عن أمها  ) 
تنهد بعمق وتكلم  : بتعرفي كل شي بوقتها يا قرة عين شجاع
هزت راسها بنعم
ما تبي تلح عليه أبد ونطقت  :  وش قلت يبه وأفقت أروح  ؟  ~ وكملت وهو يتأملها ~ إذا ما تبي أروح بشوف لي عذر عادي وأكمل عندك بالمشفى حقن ..
قاطعها وهو يدري أنها من زمان نفسها تروح السعودية وتعالج وتنقذ أرواح أصحاب بلادها ويفتخروا فيها نطق  : روحي يبه أدري فيك محدن أختارك إلا عشانك الافضل طبعاً بعد أبوك
أنصدمت من موافقته بهالسرعة وفجأة ضحكتت لا شعورًا على كلام أبوها الاخير  :  هالله يالنرجسية منحقك يا شجاعي لو ما أنت ما وصلت للي أنا فيه هالحين وأكبر نعمة وجودك معي يبه  ~ ضمته وبهمس ~ مصير الغيّد بنت شجاع تعرف وش كاتم وتعالج جروحك وتسعدك وخذها وعد مني 
أبتسم أبتسامة تجذب الي يشوفه وبانت غمازته اليسرى محد يصدق أبد أنه أبوها يفكروا أخوها الكبير  :  أعرفك يالغيّد أعرفك
كانت بتتكلم وقاطعتها  : شذا الكلام شذا الغزل يا حسرتي عليك يا نفسي  هذا مصير كل بنت كبيرة شوفوا الدلع ~ وبصراخ  ~ شوفوا يا عالم الظلم كل هذا  ..
وقاطعها بضحكته وحضنها بحنان وهو ينطق  :  ليه تغاري من أختك  ؟
أبتسمت الغيّد وتكلمت  :  ما ظنيت تغار تتريق أعرفها كل همها الفاشن حقها والموضة هذا الي تغار منه يبه
ابتسم أبوها وهمس لها بذنها  :  جاني خبر بتفوز المصممة دالين وتطلع الاولى
بكل ثقة تكلمت  : محدن يستحقه غير غادة بنت شجاع ولا وش رأيك يالغيّد تشكي  ؟
الغيّد أبتسمت بحُب لختها وقالت  :  أشك بأسمي ولا أشك في نجاحك
ضحكت غادة بنرجسية وقالت  : ها يبه وشرايك ببنات شجاع  ؟
وهو بكل نرجسية قال  :  يا حظهن بشجاع
هنا الغيّد وغادة ضحكوا بصوت عالي وأبوهن أبتسم بحُب ودخلوا   يفطروا  ..
-

طُحت ببحر عيونك يالغيّد  .. وياصعب غرقانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن