طُحت ببحر عيونك يالغيّد .. وياصعب غرقاني

( ٣ )

-
نطق بهدوء : ناويتن تدورين عن ماضي شجاعك  !
نطقت بنفس الهدوء : ليه لا  ؟
لف يناظر بعيونها الوساع وبحده نطق  : تستهبلي  ؟
أبتسمت من نظراته ونطقت : وشرايك لو  ..
قاطعها وتنفس بهدوء ونطق : وصلنا  ، وحطي ببالك شغلة يالغيّد  ، ركزي على شغلك فقط وخليك من ماضي ما يبيك أبوي تفتشين عليه  ، أكيد مب لصالحك أبد
وهي تنزل وتهزّ راسها وتنطق : ولا يهمك
أبتسم لها بحُب ونطق : أعرفك
فتحت ذراعها ونطقت : مب ناوي تودع أختك
أبتسم لها وحاوطها ونطق : مع إني أكره الوداع هذا أولاً وثانيًا
قاطعته وهي ترفع نظرها له بنسبه لطوله ونطقت : تكره العاطفيه وتغلبك عيون الغيّد  ؟
أبتسم بجذابه ونطق : احه يالثقة  ، عاد صدقتي وشرايك هالحين تقلعي وتفكيني من خشتك  ؟
نطقت ببتسامتها المُعتاده : مب من قلبك  ، يا أبو الشباب
نطق وهو ماسك يدها يمشوا طريق الطيران : مين قلتك تاركك  ، أصلاً عندي كم شغلة أخلصهم وأنقل عندك عشان ما أضمن سلامتك لحالك
لفت له وبفرحة وحماس نطقت : منجد  ، بتروح معي  !
هزّ راسه بمعنى ( لا ) ونطق : مب الحين ، أوعدك جايك بأقرب وقت
نطقت بحزن : تمام ، أنتبهلك وللأهل
مسك إيدينها ونطق : ولك ، يا بنيتي الوحيدة
أبتسمت له ونطقت  : لنا إلقاء قريبًا بأذن لله
كملت طريقها بعد ما نأدوا أسمها وركبت طيارة موجهة
( لمملكة العربية السعودية )
-
                       (في الطيارة )

بعد ما جلست بمقعدها نطقت بحزن وهي تناظر صور أختها وأبوها : بشتاق لكم
نطقت بتدخل : عشان ما تشتاقي لي جيتك  ، شوفيني  !
أنخرعت وبخوف ودهشة  نطقت : أنت.. ي وش جابك هنا  ؟
رجعت راسها لورى وسطحت جسمها على سرير الطايرة وحطت سماعاتها ونطقت بهدوءها المُعتاد : زيك  ، أنتقلت شوفيني شذا الصدف  ، مو غريبة  ؟
أبتسمت لصديقتها بحُب ونطقت : مب غريبة على الصديقات ، يقولك القلوب عند بعضها
مسكت يدها ونطقت : لا تقولين يا الدكتورة النفسية إنك بالمشفى ( ... )
فتحت عيونها بنطق وقاطعتها : أحلفي  ، إنك بوه  ؟
ضحكت وبصدمة  : متأكدة  ؟
حضنتها ونطقت : يمه يخوف يخوف ، تونا كنا معاً بنفس المشفى  ، والحين ننتقل نفس المكان ، بنفس الوقت شعور حلو صديقتي الصدوقة عندي ، كل ما أشتاق أجيها وشلون ما أجيها نعنو دارتس يا بنت
ضحكت على عفويتها ونطقت : أشش ، يالحايليه تراك من لبنان جايه مب من وسط حايل  !
ضحكت بصوت عالي ونطقت : لا ياشيخه  ، شدخلنا حنا من السعودية ومصيرنا رجعنا وبيرجعوا الأهل بعد ، ولا شرايك
نطقت بذهن شارد : يب صادزه على قولتك  ، عاد أحس ذي أشارات من الله عشان يلتم شملنا ، تصدقي حتى لو عرفت أهل أبوي ما رح يعرفوني عشان هذا وعد أعطيناه لأبوي ، تخيلي ألقيهم قدام عيوني وما أقدر أقولهم أنا بنت شجاع ..

                              « بمكان بعيداً ما »
-
عبست ملامحه فجأة من إزعاج الجرس وبنفس الوقت رنّات جواله فتح عيونه ببطء أخذ جواله رد بدون مايشوف المُتصل نطق : همم
أستغرب شذا الرد خصوصًا من هالشخص ورد وملامح الصدمة على وجهه نطق بصوته المُهيب : وينه الجاسر  ؟
فتح عيونه بكبرهن وقام تحنح ونطق بصوته المبحوح : وصلت يا الفهد آل الاشجاع ، لبيه  ، وسم  ، وآمر  ، حظرت اللواء  ؟
أبتسم يعرف حفيده ويدري أنه نقطه ضعفه الوحيد  ! نطق عليه بصوته المُهيب كالعادة : وينك فيه ؟
نطق بصوته الفاتن : جايك  ، ثواني

-
يمشي وهو يلعب بمفتاح السيارة ويدندن   :

لالا .. لا تضايقون التَّرف لا تضايقونه
لالا .. لا خلَّوه يجنيّ من حياته ثمرها
-
نطق من خلفه وهو يبتسم وبصوته العذب :

لالا  .. وحرام من عقبْ الرضى تزعلونه
لالا .. شوفوا عيونه كثر نوحه دَمرها

لف كل كيانه لمسمع الصوت ونطق :
يالله انك تحيه هالصوت
وصله ونطق : سلمت ، كأنك رايق  ؟
أبتسم ونطق : كالعادة ، القهوة حقك عندي بدون حلف
ضحك بالخفيف ونطق : بدون حلفان ، عندي منوبات لفوق راسي هاليوم ، مفوض يبو نيف
فتح عيونه وكأنها جاته فكره ونطق  : بأذن لله يبو جاسر
ضحك ونطق : توقعت
وكأنه ذكر شيء نطق :  إلا بقولك
لفت له ونطق : سم ، وآمر ، ولبيه
نطق : جعلني منحرم منك ، الدكتورات المنقولات وصلوا
نطق : بكرة أظن يدومون

                        ~ بمكان بعيد جداً  ~