( ٢ )

62 6 1
                                    

-
: وربي بوريك كيف تصبين المويا وأنا بعز نومتي
ضحكت ضحكة مُستفزة جداً وقالت : أعلى ما بخيلك أركبه
وركضت بكل قوتها مكتب جدها وسمعته آخر كلام
( وش قصرت معك يا شجاع  ! عشان تروح وما ترجع كبريائك أهم من أمك وأبوك  !!  )
دخلت بكل سرعة وما طقت الباب  : مين شجاع  ؟
ناظرها وأستغفر وتنفس ونطق بهدوء : علمتك تدخلين بدون ما تدقين الباب  ؟
: جدي كن..
قاطعها وقال  : بعدين وش هالفضول أبلش جيل ليه تسألين  ؟
عندك شيء !
راحت له وبأسف باست راسه ونطقت  : أولاً أنا آسفه جدي عشان ما طقيت بالباب بس جابر كان يلحقني ونسيت من دون قصد وثانياً حقك علي ما يحق لي اسأل الفهد آل شاجع بتدخل السموحه يا بعد حيي
أبتسم وهو يتأمل ملامحها الفاتنة وكلامها الحكيم ونطق  : والله وكبّرتي يا جُمانة وصايره تتفلسفي على جدك عاد تعرفين قلبي حساس لك
ضحكت ضحكتها الجذابة ونطقت  : يووه يا جدو لا تسمعك بس الست غالية بتبلشني فيها عاد نعرفها غيروه
فتح عيونه بكبرهن ونطق  : نعنبو دارك شذا الكلام لا وتنادي جدتك بأسمها
ركضت لعند الباب وهي تعرف ملامح جدها صارت حاده وأبتسمت ونطقت  : يووووه قلبوي حبوووه فاتن جدتي
صرخ عليها وهو يبتسم  : جُمانة ما نسيت الكلام الي على الفطور بوريك وأنا جدك
ضحكت وركضت فجأة تدقت راسها بصدر ضخم وقالت بصراخ  : وجعااااه شذا جسم أو حديد رفقت راسها وشافته معصب عشانه كان شارد  ونطق ببحته المُعتاده  : ليه يا آنسة جُمانة ما تناظري وتمشي برزانه أحسن من ركض البزارين  ، وبعدين قولي ماشاء الله عيونك حاره علي
عبست ملامحها وقالت  : جُمانة بنت طلال بكبرها  ، وأخت الجاسر صارت بزر  ! تدري يا أخوي ما هقيتها خصوصاً منك
أبتسم بجذابه وحاوط وجها بيدينه بالنسبة له كأنها طفله مقارنت فيه وقال  : خليك كذا معبسة طالعة تجنني
بعدت إيدينه بغضب وعفويه ونطقت بحده  : بلا أحساس هذا طلع معك ~ حطت إيدينها على قلبه ~ أشك عندك قلب هنا
سكت وهو يتأملها عشان كلامها كله صحيح تربيت جده وش تتوقع أولوياته منصبه ما عنده وقت للضحك والمزح بالنسبة للحُب يشوفه غباء وبالاصح ما يفكر فيه وما عنده وقت يفكر مشى وخلاها راحت لغرفتها وهي حدها معصبه ما تحس أنه أخوها أبد ولا مره طلعوا مع وكل صديقاتها يزعجوها بالاسأله
-
~ بغرفة جاسر  ~
دخل وأخذ بيجامة باللون الأسود وراح الحمام ( الله يكرمكم ) يأخذ دش طلع ورمى كل جسمه على السرير فكر بكلام جُمانة ما عطى لكلامها أهمية مب أول مرة يسمعه لا شعورًا نام بعمق  ..

        « يوم السبت بالبنان وتحديدًا ( بيروت ) »
-
بحزن وعيونها مليئة بالدموع تنطق : يعني رايحه  !
تشيك على أغراضها نطقت : يب غادتي
غادة : الغيّد وقسم مب لازم تروحين خليك عندهم جراحين وأجد مب لاقين غيرك  !
أبتسمت بحزن على أختها ولاحظة دموعها المحجرة بعيونها : أفا تبكين يا بعد قلبي ، كلها ثلاث شهور وجايتك بعدين ما مليتي 26 سنه وأنتي مقابلة هالخشة  ؟
ضحكت غصب : مين يمل من هالزين عاد بحصّنك من عيون عيال وبنات السعوديه ، ينخرعوا من هالجمال بسم لله ماشاء الله
أبتسمت وهي تحس بضيقه بتترك بيتها شغلها الي متعوده عليه والأهم ( أهلها ) ونطقت بهدوء  : خلصتي فلسفة  ؟
هزّت راسها بالإيجاب ( نعم ) ونطقت : قررت  ..
الغيّد  : لعله خير
غادة :الخير بوجهك  ، مير قررت وقت أخلص شغلي بجيك
ضحكت وهي تضيف آخر لمسة بشنطتها ونطقت : أمداك تشتاقين  !
حضنتها بكل قوتها ونطقت بحزن : إذا ما أشتقتلك لمين أشتاق يا دبة
فتحت عيونها الغيد ونطقت  : أنا دب..
قاطعتها وهو يدخل  : نشارك الحضن  ؟
ضحكوا عليه ونطقوا مع  : تعال
حاوطهم بيدينه وصاروا صغار جداً بالنسبة لضخامة جسمه ونطق : ليه بنياتي زعلانات  ؟
غادة نطقت  : الغيّد حقنا بتروح يرضيك  ؟
هزّ راسه بمعنى ( يب ) وبهمس بأذن غادة قال  : نتفك منها
الغيّد بالعالمها ومب صوبهم كُل همها كيف بتروح وتترك أهلها تسافر بس يكونوا مع وإذا عندها شغل ما يكون خارج لبنان
غادة  : غويزي
نطق بحده : أصغر عيالك
نطقت بحزن  : مب وقتك هالحين الغيّد ليه مالها حس  ؟
لاحظ هالشي وخرها من حضنه وسندها بيده على كتوفها بمعنى بيشوفها تفاجأ من عيونها الغرقانه دموع وخشمها وخدودها  الأحمر نطق  : أما ليه هالدموع ، الدكتوره الجراحيه الغيّد بكبرها تبكي مثل الأطفال ، ما هقينا عاد مسويه ما بنزورك ومعد بترجعين
الغيد من بين شهقاتها  : ش ج ا ع ي
غادة بخوف نطقت بسرعه  : وش فيه
نطقت وهي تبكي  : بشتاق له
غادة  : احه يالغيّد صغرتي 16 سنه لورى تخيلي شجاعك يشوف هالمنظر
نطق من وراها  : أصلاّ شايفة ودائماً مب بس الحين  ، أنتو بعيوني صغار وأكثر مما تتصورو
نطق بصدمة وهو يمسك شواربه  : أفا يبه وذول وش تقولهن
ضحكوا الكل بمنظر أخوهم ومن صدمته ونطق شجاع : صغنون خصوصًا أنت
فتح عيونه بكبّرهن ونطق : يبه هذا وأنا البِكر  ، وشوف هالطول والعرض والشنب ، وتقول صغنون  الله يهديك يا أبو غازي
أبتسم وعيونه على بنته ودلوعته الغيّد : لاحظتوا أن أجمل عيون بالكون غرقانه دموع  ، وأنا مثل الي يسبح فيهن وهو تايه  ؟
نطقت غادة : صح لسانك يا أبو غادة
ناظرها وبشبه عصبيه : خير وين غازي البِكر والرجال بعد ، صح منطوقك يا أبو غازي أبرد عليك ببيتين
أبتسمت أبوه وهو يعرف أبنه عنده عرق الشعر من آل شاجع ونطق  : أسلم
ونطق وهو يتأمل عيون أخته :

طُحت ببحر عيونك يالغيّد  .. وياصعب غرقانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن