هُنا بداية ثورة الحب والمشاعر بداية تورد الخدين و استحياءُ المُحبيّن ،بالأمس من كان أبعَدَّ مِن خيالي ولم يخطُر لي الوصول إليه اعترفَ لي بِحُبِه ! نعم ( بَهاء) بالأمس قال أنني أسيرةُ قلبه وأفكارُ ليله وأني من اختارها.. هل تُصدقين يا مُذكراتي العزيزة بِأن مَن تغزلنا بِه في دجى الليل أصبح اليوم مُلكنا ،أظُن أنني سأسجل هذا اليوم كأسعـ......
"جَيّداء .. جيداء! أين انتِ منذُ الصباح اتفقنا بالأمس أن تذهبي للسوق !".
هذا صوت أمي وأنا جيداء.. معنى أسمي يُعبر عني.. أيّ حسنةُ النساء طويلةُ الجيدّ ولا أظنُ أنني أقل من ذلك.
"جيداء هل أصابك الصمم!"
صُراخ أمي أفاقني من شرودي بجمالي، تركتُ قلمي فوق ثمينتي أدخلتُها بالدرج سأطلبُ مِن سُمية حرقها عندَ أقربِ مُصيبة لأنَّ ما بِدَاخلها سيجعل أهلي يَصلِبونَنِّي لأُصبِحَ عبرةً لِمَن لا يعتبر...
"أنا هُنا يا رَمضاء هل تصرُخين على وحيدتك مُنذ الصباح الباكر"
خرَجتُ من بابِ غُرفتي و أنا ألفُ وشاحًا على رأسي ليُقابلني وجهُهَا مُتجهمًا مُمسِكَةً بصفيحةِ حديدٍ رقيقة ومِن حيثُ لا أحتسب سمعتُ صوتَ الرنين في أُذنيّ..
"أُمي !"
"أخرسي ،هل تنادين امك بإسمها يا قليلة المَرّبَى ؟ ثم لستِ بوحيدتي أين ذَهب عُدي صغيري وفلذة كبدي "
...عُدنا من جديد قِردُها وفلذةُ كبدها يبلغُ من العمر السَابِعَة والعشرون ،قُلت مُردِفَةً وأنا أمسحُ مكان ضربتها
"أينَ الخدم اليوم ؟ ليسَ يوم اجازتهم!"
"الخدم ليسُ مسؤولين عن طلباتِك هيا.. هيا تحركي "
..................................................................................................................
أنا خارجة لمُقابلة سُمية ...السوق؟ كان ذريعة لأنّنَي إن لم أحكي لأحدٍ عن بهاء قدّ أموت مِن فرطِ كِتمان المَشاعِر أنا مُستعِدة لتعليق لوحةٍ أعلى جبيني يُكتب فيها " أنا مَن أسرَتُ قلبَ بهاء" نطقتُ الجملة بصوتٍ خفيض لِتأخُذَ الابتسامةُ مجراها على ثناياي.. ها أنا أركضُ بينَ أزِقةِ اليَمامة بِفُستاني المُسدل على جذعي أخِذً بياضَ الغيوم و زركشةَ الورود، كما سُميتُ جيداء كانت أُمي تُكنيني بـ "جعداء " من اكتسى بلونِ الخُمرة كانَ أجعدًا يَتخطى انتصافةَ ظهري أغطي مقدِمتهُ اليوم بوشاحٍ ورديّ.
ضغطتُ مكابِحَ قدمي لأنظُرَ لِسُمية تقِفُ عِندَّ بابِ منزلها توبخُ أخاها المُغطَى بالوَحل ..
"ألا لعنةُ الله على إبليسكَ يا سِراج أَلم تَقُم أَلِيس بِغَسلِكَ قَبلَ قليل ؟ ان استقالت المرأة مِن عملها فلا لومَ عليها..."
أنت تقرأ
جَيداءْ
Randomبينَ شِتات الحُب تَشتَتَتْ جَيّداء. شهقةٌ فرّت من جيداء، انسكب الحبر و انطمس الورق .. -------------- سلامٌ من اللهِ ورحمةٌ على مَن سكَنت الفؤاد وجلبت السُهاد بعد ماملئَت الأفكارَ حتى فاضت لتُقرر البوح.. هل تأذنين لي بلقاءٍ ياحسناء ؟ لنكونَ أنا و انت...