٥- عواقِب الهوَى

660 69 372
                                    




قبل هذا الأوان مُنذ بِضعة أيام :

ليليان :

"جيداء عمي يعقوب ينتظرك.. في مجلِسه ". قُلتها وأنا ألتقط أنفاسي فقد قدمتُ هرعه من شدة وجوم وجهه، بالمناسبة لم أره مُبتسمًا طوال الواحد والعشرون عامًا التي قضيتها في ممرات هذا البيت، لكني رأيته مبتسمًا خارجه.. مِثل تلك الليلة التي كان يجاور كحلاء خارجًا من المنزل في آخر المنطقة..

اصفرّ وجه جيداء أمامي وأخذت يدُها بالارتجاف كعادة سرمدّية عند القلق لا الخوف.. لم أرَ قط هذه الفتاة خائفة من شيء تموت قلقًا ولا تخاف.

"هل كانَ غاضبًا؟" قالتها بخفوت ترفعُ مُقلتيها بقلق نحوي

"نفسُ النبرة ولم يبتسم".

" ليلي هل رأيتِ أبي مبتسمًا قط؟" تهكمت، سؤالٌ وجيه حاولت تكبدّ الابتسام لأنني بدوت قلقة أكثر منها..
لا أحد يعلم كيف يُفكر هذا الرجل، لو كان رجلًا غيره لقتل ابنته منذ زمن أو حتى أصمت ألسنّة الحي عنها فهو يستطيع، يُحرك عصاه فقط ليعمّ السكون لكنه لم يفعل..
ترك الناس يتحدثون وترك الإشاعات تدور وعندما برد الموضوع أتى لإضرام نار الفتيل مجددًا..

تركت جيداء مذكرتها من يدها تمرّ بهدوء من جانبي..
نزلت للأسفل ، قمتُ باتباعها حتى دخلت داخل الغُرفة التي يقف بها عُدي و عمي ..
توقفت على جانب المدخل حيثُ كانت هُناك نخلتين من كل جانب اتخذتُ إحداهن غطاءً لي وكان الظلام معاوني..

حسنًا أعلم التنصت ليسَ بالأمر الجيد..
لكن هُنا والآن يجب أن أعلم ما الذي سيقوله بعد الصمت المُطبق لأيام!

أُريد أن أرى أيضًا..
هُناك نافذة.. لا يُغطيها زجاج أو ما شابه، حجمها صغير تبدو مربعة الشكل لكِنها مرتفعة بعض الشيء، فما كان مني سوى أنّ أحضرت صندوقًا خشبي يُستخدم لجمع التمر أو الفواكه.. لتُصبح زاوية جلوسه مرئية، لكن فقط نصفُ رأسي العلوي من استطاع أن يصل فلا أزال أواجه صعوبة للرؤية..

وقفت جيداء مُقابلة لوالدها بينما عُدي كان في آخر الغرفة يأخذها ذهابًا وإيابًا بوقع خطواته..

" هل ترين ما حدث لائِقًا بك يا ابنة يعقوب!"

صرخ من اللا مكان جاعلًا جيداء تجفل لتُغمض عينيها، ترفعُ كتِفها نحو أذنها لتخفيف حدة الصوت، حتى أن خطوات عُدي توقفت..

وقفَ عمي يبسط كلتا يديه على جانبي جسده وهو يقول " ابنتي أنّا المكدسة بالأخلاق تخرجُ في منتصف الليل مع رجُل ليسَ مِنا !" لازال صوته مُرتفعًا ولازال يشتاط غضبًا، رفعت جيداء سبابتها قليلًا تقول بتدارك كمن يُصحح معلومة :

جَيداءْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن