٦- بينَ الأزِقة و إضاءة السِراج..

553 63 268
                                    

"وكأنها لِبهائِها ولِحُسنها
خُلِقت من الياقوتِ والمُرجان
عجزت حروفّ النورِ في وصف التي
أهوى و أعجز حُسنها تبياني".

˚ ˚

هُناك أُناس ترزق بما لا تستحق.. قد يكونُ ابتلاءً، امتحانًا دنيويًا. لا يجب علينا دومًا نشرُ خيبتنا أو ما يكدرّ صفونا
كي لا نتعرض للتقليل من مشاعرنا.. أليسَ نحن من يحدد مقدار الألم أو ما يثير حنقنا عامةً ؟ .

ألهذا أخبئ خوفي من أمي عن جيداء ؟
كي لا تراه أمرًا عابرًا أو تقول سيمضي، لا أريد شخصًا يقول لا بأس !
هُناك بأس يتكدس أمامك! ليست الكلمات الإيجابية دومًا نافعة.. بعض الأحيان تريد شخصًا يسخط معكَ على سخطك الذي أنت تُدرك بأنه ليس بالهين..

أخافُ مصارحتها.. أخاف أن يُقلَلَ من خوفي أو يُقال بأنه أمرٌ مبالغ به .

أنا محبوسة هنا.. داخل المستودع فقط لأنني لم أُخبر أمي بأن جيداء تُصاحب بهاء
أو بالمعنى الأصح لما جيداء من تواعد الأمير وليست سُمية ؟

يا لخيبة أمكِ بك !

" فاشلة أنتِ وهي من تحصلُ على كُل شيء ".

" والدها شيخ وخليلُها أمير، أنتِ؟ لا أب ولا أمير ".

" رمضاء أنجبت شمسًا تحرق مالا تستطيع أخذه " .

" تركضين خلفها بلهاءً ضاحكة، هل تظنين بأنها تريد حُبكِ ؟"

" سترين سوفَ تتخلى عنكِ بمجرد أن ترتمي إلى حُضنه ثم ستأتين لتندبي حظك في حُضني ".

لكِن حُضنكِ لم يُفتح لي البتة ..

احتضنت رأسي بينَ ساعديّ أحاول إخماد صوتها المتكرر في رأسي.

حتى بصيص النور لا يتواجد هُنا، أقبع بين الظلام وصناديق الخشب وما يجاورني من مخلوقات خفية ..
لا أعلم حتى كم بقيت، كان نور الشمس يدلف من أسفل الباب لكِنه الآن تلاشى لذا بالتأكيد غابت.

لا أُريد البقاء بينَ أفكاري ان طالت مدة حبسي.. كان هذا ما يجول خاطري قبل أن تفِرّ شهقة مرتعبة مني إثرّ مرور شيء عليّ،
نهضت بسُرعة أنفض لباسي ويديَ فلم يتبقى شيء لم أصطدم به ولم يقع، حينما توقفت عن الدوران في الظلام مِثل المجنونة،

أدركت رائحة زيت السراج .. نزلت بجسدي إلى الأرض بسرعة أتحسس بيدي ما أوقعت حتى أمسكت به.. بقيت أخدش طرفَ الإبرة الملساء بداخله حتى اشتعل الفتيل و أضاء المستودع من حولي..

جَيداءْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن