(ايزانا): من صدمتك هذه يمكنني القول انك لا تتلقين زيارات في العادة.
إيماءة حركت رأسي فكلامه صحيح، اريح بكياني المتعب فوق الوسادة:
-ستغزوا الثلوج شوارع اليابان و اراضيها قريبا.. (إيزانا): ثلوج.. -اتعرف انني لم المس الثلج قط. (إيزانا): حقا؟ مستحيل! -نعم فمنذ تشخيص اصابتي بهذا المرض الخبيث وانا ملازمة الفراش. (إيزانا): اذا سأحرص على احضار كيس ثلج لك مستقبلا! قبل ان تفارقي الحياة. -كيس ثلج ؟؟!! الموت علينا حق ونحن نجهل وقتها، فقد يكون ملاك الموت خلفك يتجهز لقبض روحك قبلي حتى!
خرجت قهقهات متعالية بصوته الاجش ليستأنف الحديث:
(إيزانا): لم اتعرف قط على انسان بهذا التفكير، وعلى فراش الموت لاتزالين تفكرين بطريقة ايجابية، الم تسلب منك الحياة راحتك و طمأنينتك، فقد هجرك الجميع، انك وحيدة بلا رفيق او انيس وستلقين حتفك عاجلا وليس آجلاً! -لن ينفع تشبتك بما حرمتك منه الحياة.. ماذا عن اعادة النظر فيما منحتك؟ فالحياة عادلة في كونها ليست عادلة مع الجميع، انها تعطي وتسلب فهذا قانون الحياة، فبينما يتذمر الفرد من حذائه البالي هناك من يمشي حافي القدمين ومن يجالس الفراش غير قادرا على الحركة.
زفر يتفادى النظر في وجهي، افهم وجهة نظره فكلانا نعاني من عين مشاكل الهجر و الفراق لكن من زوايا معالجة مختلفة كاختلاف الليل و النهار، والنور والظلام.
استحوذ الصمت على الغرفة رقم ١١١، فقط صوت سعالي من وقت لآخر، امسح الدماء من حواف شفتاي.
(إيزانا): اذا في يوم من الايام اتى لزيارتك شخص يدعي كونه شقيقك الغير الشقيق ماذا ستكون ردة فعلك عندها؟ -سؤال غريب، لكني سأحبه بالطبع. (إيزانا): رغم... -نعم، فعلاقة الاخوة لا تستمد سمكها بضرورة ارتباط الدم او العرق او الهوية، فقط الشعور بالانتماء، والحب النقي والاحترام تجاه شخص ما كافي لجعل العلاقة بين الطرفين وطيدة. (إيزانا): انك غريبة حقا... -بل انت المتشائم!
- ᓚᘏᗢ -
قضيت وقتا ممتعا نتشارك الافكار التي كان معضمها سوداوية ومتشائمة لتقابل إشراق و ايجابية وجهة نظري للاحداث، استمتعت في كل مرة اراه يقلب مقلتاه بضجر و يقهقه بسخرية، عندما اهدم اطروحته مقرة على صواب خاصتي، فأفكار إيزانا كوروكاوا تيقنت منذ هذه اللحظة انها يجب ان تدفن بعيدا لنحرص على استمرارية الوجود البشري.
دلف خارجا يدفن يداه داخل جيوب معطفه الاحمر كرمز عصابته الخاصة (تينجيكو)، احببت سماعه يتحدث اكثر واكثر حول مدى قوتها وتفاخره بمنظمته الاجرامية الصغيرة، لا اريد افساد الجو لذا انصت بحرص و هدوء.
-رافقتك السلامة حظا سعيدة في معركتك هذه! فلتزرني في المستقبل القريب!
اكتفى ذو الارجونيتين بإيماءة خفيفة يليها سكون الغرفة المريب.
- اتمنىانيداومزيارتههذهلي.
𝒯𝑒𝓃𝒿𝒾𝓀𝓊𝓍𝒯𝑜𝓂𝒶𝓃
- ᓚᘏᗢ -
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
𝒮𝓅𝑒𝒸𝓉𝓇𝓊𝓂 𝑜𝒻 𝓁𝒾𝑔𝒽𝓉 ------------
تسابقت الثلوج لضم صفيحة الارض مكتسية إياها بكومة من الصقيع وقد بُصِمت بأقدام الاطفال الراكضين للعب بينها. قُرِع باب الغرفة ١١١ إنتفضت الشقراء بجسدها الذي أهلكه المرض من على السرير بسرعة، والتوتر قد تمكن منها.
(الممرضة):انستي اكنتي تنتظرين شخصا ما ؟ (إليـا):لـ-لا.. فقط لم اتوقع قدومك الان. (الممرضة): احضرت لك الدواء وقد اصرت الطبيبة على مراقبتك حتى تتناوليه امام ناظري.
(إليـا): لقد كلمتها من قبل، وقد اخبرتني ان الدواء ليس ضروري طالما عمليتي غدا. (الممرضة): لكنها ترى الان تناول الدواء اهم من التفكير في العملية فكما تعلمين نـ-نسبة النجاة ضئيلة، ألازلت تفكرين بالخضوع لها؟
داهم تفكيرها احد معارفها الجدد ومن منا لم يتعرف عليه، إيزانا كوروكاوا.
