السابع عشر من ديسمبر
4:00 قبيل الغروب
بعد مكوثي لفترة هنا وملازمة كفوفي و ايامي القاتمة مذكرات ايميثوس غادرت منزلي الابكم والذي أصبح بؤرة من البؤس أخذت أدراجي نحو المكتبة الطقس العاصف يجعل الغروب رمادي اللون يقيم العزاء على روحي المنهكة بين شارع و شارع رصيف يحمل أجساد ذات ارواح مفعمه بالحب و منها بائسة مثلي و اطفال لا يفقهون سوى الركض و العب هنا و هناك.
و قفت في اقرب مقهى لعل ضجيج عقلي يهدأ و كفوفي تتوقف عن الارتجاف و بالفعل لم البث الكثير من الوقت و دفء كوب القهوه لازم كفوفي ارتشف القليل منها و عقلي يعاود الشرود نحو ذلك الكتاب الذي بأخر لحظه من مغادرتي للمنزل وددت حمله بين طيات معطفي ولكن لا فألقيته فوق منضده بجانب الباب و غادرت شعرت بالسوء فقط بالتفكير بشخصا كإيميثيوس ما بال القدر الذي يجمعني به بكتاب فقط و يخطفني من لذة اقتناء الكتب الى لعنة حلت بي تجعل دواخلي تزداد قتماً و كمداً.
بعد شرودي بالكثير و الكثير من ايميثوس و تحليل معاناته و مذكراته المشؤومه وصلت المكتبه وفي نهاية الرفوف وقفت بجانب النافذه منذ خروجي من المنزل لم التفت لأي شخص ولم ارى حتى ملامحهم أردت فقط الهروب بعيداً من الكتاب و بالفعل قضيت باقي اليوم بين الرفوف شاهدت الغروب الذي يتخلله اللون الرمادي و تساقط الثلج ببطء و انهيت كوب قهوتي .
9:00 مساء
"سيدي نصف ساعه وتغلق المكتبه الثلج بالخارج يزداد
عليك العوده قبل أن تأتي العاصفه"" حسنا طابت ليلتك "
بمجرد أن تخطى باب المكتبة هبت العاصفه للحد الذي جعل جسده ينكمش رغم ثقل ثيابه و تطايرت خصلاته الفحميه للخلف لم يبالي وانما التفت نحو طريق العودة يدندن بموسيقى ما سمعها ذات يوم وكان كل ما يدرو في ذهنه رغم هروبه من المنزل وصفحات ذلك الكتاب ها هو يعود له و لحظه انبثقت ابتسامه جانبيه ساخره لما حدث .
" أكان يقول قبل بعض ساعات بأن القدر يجمعه بالكتاب
أدرك أن هذا بالفعل حقيقه "توقف يحدق بالمنزل من الخارج اغمض عيناه لدقائق ربما و نفس عميق أثلج رئتاه و تقدم يخطو فوق درجات السلم يصعد وفي كل خطوة يفكر ماذا سوف يرى اليوم من نصوص تسمم فؤاده دفع باب المنزل و خلع معطفه الثقيل على ذراع الكنبه و تخللت أصابعه خصلاته يدفعها عن جبينه للخلف نفس عميق اخر أدفئ رئتاه و تقدم نحو حجرته ومن بعض الادراج يسحب ملابس مريحة للمنزل و نحو السرير اسقط ذاته ينصت لصرير الرياح من النافذه و ما زالت العاصفه بإزدياد دون إدراك منه غفى و سقطت الاجفان فوق بعضها و اختفى دجى عيناه إلى عالم آخر .
أنت تقرأ
أوراق مكتظة بالأسى .
Romanceفي بدايات الشتاء في أوائل أيام ديسمبر في نهاية كل عام أقتني كتاباً ملوث بالحبر ليسرد قصة ما مليئ بأسطر تنتهك زمهرير منزلي الأبكم لتحتويه كفوفي من الصقيع . - جانيميد - • تحذير : تأثير نفسي ، أضطراب ، أوهام . كُتبت في العاش...