2 : آدم

1.5K 148 304
                                    

قِصَّته هَزَّت اِعْتقادي وشكَّكتْ فِي الحادي ، كَيْف لِروح مَيتَة أن تَعُود لِلْحيَاة ؟ 

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - 

كُنْت أَنظُر لَه بِذهول شديد ، كَيْف أَنَّه مُنْقَطِع عن العالم وَهادِئ ومسالم بِطريقة غَرِيبَة ..

رَغْم أَنِّي اِسْتيْقظتْ وَأَحدثَت ضَجَّة لَكنَّه لَم يَتَحرَّك إِنْشًا واحدًا أو يَتَأثَّر بِوجودي 

راقبت تِلْك الحركات اَلتِي يَقُوم بِهَا مُسْتغْربًا ،ولم أر اِلتفاتته أو اِنْتباهه لِي إِلَّا عِنْدمَا حَرَّك رَأسُه يمينًا وشمالا يُتمْتِم مِن جديد بِلغة لَا أُدْركهَا 

رَفْع ذَلِك السجَّاد عن الأرْض يطويه لِيعيده لِخزانته وحين اِنتهَى نظر لِي وابْتَسم ..جلس يُقابلني يَنظُر لِي بِصَمت ، وَبدوْرِي لَم أَجرُؤ على اَلحدِيث معه لِأنَّني لَم أَدرِي مَا أَقُول

 لَم يَدُم الأمْر طويلا حَتَّى نبس يسْألني : 

" مَا رَأيُك بِي جاك ؟ ؟ " 

نَظرَت لَه لِوهلة والْعديد مِن الأفْكار حَول مَا أُجيبه تزاحَمْتُ بِرأْسي ، لَكننِي اِكْتفَيْتُ فقط بِقَول : 

" لََا زِلْتُ لَم أَعرِفك بَعْد آدم . . . تَعلم لَقد اِلتقيْنَا البارحة فقط " 

لَم أَستَطع قَوْل كَلَام غَيْر هذَا ،لِأنَّني بِبْساطة لَم أكن مقتنعا بِمَا قُلتُه  ولا بشيْء آخر قد أقوله ،لكن ..أَلجَم آدم لِساني حِين نطق كلمات كُنْت مُتردِّدًا فِي نُطْقِها عِنْدمَا قال : 

" حَتَّى أنَا كُنْت مُنْخدِعًا بِمَا كان يقوله الإعْلام عَنهُم ، كُنْت أظنُّهم إرهَا ' ب ' يِ'ي ' ن مِثْلك "

 نَطقَت بِتلعْثم أُصحِّح كلامه : 

" أنَا لََا أراهم كَذلِك "

 ومجدِّدًا أخْرسَني وَكَأنَّه يَقرَأ أفْكاري : 

" لَكنَّك لََا تُنْكِر ، تَشُك أحْيانًا ولسْتُ ثابتًا على أَسَاس وَاحِد "

 لَم أَجِد مَا أقوله وأبرِّر لِأَنه بِبساطة كان مُحقًّا، أنَا لََا أكْرههم لَكِن كَملحِد كُنْت مُتحفِّظًا بِشأْنِهم ، لَم أُقَابِل اَلكثِير مِنْهم والْإعْلام كان يُشوِّه صُورتَهم وَلأَن البلد بِه أقلِّيَّات مُسْلِمة فَمُعظَم رِفاقي كَانُوا مسيحيِّين

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن