9 : صبر أيوب

1.3K 88 79
                                    

مِن خِلَال ذَلِك السُّؤَال وجوابه ، وَصلَت لِلحظة اَلتِي اِعترَف فِيهَا وَأقُول { إِنَّ الدِّين عِند اللَّه الإسلام }

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

التَضحيةُ فِي سبيل مَرضَاة اَللَّه ذاتُ أَجر عظيم، والتخلِّي عن كُلِّ شَيء فِي سبيل أَعظَم شَيء دليل على طِيب تِلك النَّفس اَلتِي اِصطفَت الإسلامَ على الدُنيَا الفانية 

ماريَا قد اُبتُليت فِي أَهلِها واختارت التَّخَلي عَنهُم إِكراهًا كي لَا يصُدوهَا عن دِين اَللَّه سُبحانه وَتَعالَى ، لَكِن القلب يَتَألم والرُّوح تَحِن لِأحبابهَا وَهذَا مَا يُفسِّر دُمُوع اَلحُزن اَلتِي بَللَت خدَّيهَا

 لَم يَتَخلَّى عَلِي عن رَفِيقَة عُمرِه بل كان يحتضنهَا بِحنان ويحاول تهدئتهَا بعطف ولين ، مَسح دُمُوع خَدهَا ثُمَّ خاطبَهَا مُواسِيًا :

 " لَا تَحزَنِي يَا حَبِيبَة القلب إِنَّه اِبتِلاء مِن اَللَّه تَعالَى وبإذن اَللَّه سنحاول حَتَّى يلين قَلب أَهلِك ولن نَتَخلَّى عن ذَلِك " 

اِزدَاد بُكَاؤهَا أَكثَر كُلمَا تَذكرَت كَلَام وَالدِها ، فمَا كان لَهَا سِوى أن تَقُول :

 " الأمر مُؤلِم جِدا يَا عَلِي ، لَكننِي سَأصبِر إِرضَاء لَربي " 

قبل عَلِي جبين زَوجَتِه ثُمَّ اِسترسل مُتحدثًا ، راغبًا فِي بثِّ الأمل فِي نفسهَا اَلتِي تُؤلِم قَلبَه إِن تَألمَت فَذكَر : 

" إِنَّ اَللَّه إِذَا أحبَّ عبدًا اِبتلَاه ، وقد اُبتلِي الأنبياء بِشَتى صُنُوف الابتلاء فِي أَنفسِهم أو فِي أَهلِيهم أو فِي المحيطين بِهم ، فَنبِي اَللَّه نُوح شَهِد مَصرَع وَلدِه على اَلكُفر ، وَنبِي اَللَّه لُوط اُبتُلِي فِي أَهلِه فكانت زوجته كَافِرة على دِين قومهَا ومعصيتهم ، وَنبِي اَللَّه إِبراهيم اُبتُلِي فِي أبيه فَكَان كافرًا "

تَلَاشَت شَهقَات مَاريا المُتَأَلمَة و تَوَقفَت دُموعُهَا عَن الِانهِمَار ، شَرَدَت و كَأنَّهَا تفَكر فِي أَمر تَلَاهُ قَولُهَا :

"إنِّي أَخَافُ عَلَيهِم مِن عَذَابِ السَّعِيرِ ، أَيُمَكنُنِي الدُّعَاء لَهُم وَ عَدمُ التخَلي عَنهُم ؟ "

أَومَأَ عَلِي بِرَأسِه مُطمَئِنا مُؤَكدًا و بِصَوتِهِ الذِي هَزّ كيَانهَا ، أَلقَى عَلَى مَسَامِعِهَا الآيَة الرَّابِعَة عَشَرَ وَ الخَامِسَةَ عَشَرَ مِنْ سُورَةِ لُقمَانَ : 

"قال الله تبارك وتعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} "

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن