6 :كيف اقتنعت؟

1.3K 118 115
                                    

هُو دِين يضع مَصلَحة الإنسان فَوق كُل اِعتِبار ، يجعلني سُلطان نَفسِي بِكلِّ وَقار
______________________________

اِستيقظ عَلِي بِأنفاس مُتثاقلة يتوجه لِلحمام لِلوضوء وَأداء صلاته ، لَمح الضَّوء الصادر مِن غُرفَة حُور فابتَسم بِسعادة كَونه نجح فِي الحفَاظ على أمانَة والدَيه

اِفترَش سجَّادَته فِي صَالة المنزِل ، هُنيهَات وقدمت شقيقَته تضع سجَّادة خَلف خاصته تَتخِذ مكانًا لِلصلاة وَرائه ، صَليَا معًا ثُم اِنفرَدَا بِالدعاء

رَفع عَلِي يديه يَدعُو اَللَّه بِكل إِلحَاح ، يَسأل اَللّه أن يَقضِي لَه حاجَته ، كمَا دعَا لِراحة قَلبِه فالحُب وصلٌ والوصل أصدقُه الدُّعاء لذا قال:

"إلهي إنّي أحببتها، وأرادها قلبي نصيبًا جميلًا طيّبًا كما تحبّ وترضى، فَحل بيننَا وَبين مَعاصِيك ،، اللهم إِني أَطلُب حلالك فسهله لي واجمع بَينِي وَبينِها فِي خَير "

كان يَرغَب بِهَا زَوجَة لَه ، وَكَان يَستعِيذ بِاللَّه مِن أن يقع فِي الحرَام أو يَنظر لَهَا نَظرَة زَائِغة أو أن يَبقَى مَعهَا فِي خَلوَة يُوسوِس فِيهَا الشَّيطان لَه ، أَرَاد أن تَكُون لَه فِيمَا يُرضِي اَللَّه

مُنذ أن اِلتقاهَا بِذَلك المشفى وَقلبِه قد تعلق بِحب عفيف نحوهَا ، لَم يَتَجاوَز حُدودَه أو يَختلي مَعهَا ، هُو لَم يَتَجاوَز حَى الكلَام مَعهَا خَارِج مَجَال عَملهِما ورغم كُل ذَلِك هُو قد أحبهَا

تَذكر والدَاه اللذان زاراه فِي حُلمِه حِين اِشتَاق لَهمَا ، والدَاه اللذَان فِي يَوم وَاحِد فقد كلاهمَا ، دعَا اَللَّه أن يرحمَهَا وَيغفِر لَهمَا ، إِذ قال :

"اللهم إنَّهما في ذمَّتِك فقهِما فتنةَ القبرِ وعذاب النارِ أنتَ أهلُ الوفاءِ والحمدِ، اللهم اغفر لهُما وارحمهُما إنكَ أنتَ الغفورُ الرحيم"

أَطَال فِي دُعائِه وَأختِه تُراقِبه مُبتسمَة ، سمعَت شهقاته المنخفضة ومحاولته السيطرة على نَفسِه ، تَقدمَت ناحيَته تَسأله :

" أَأنت بِخَير أخِي ؟ مَا اَلذِي دَهَاك ؟ "

لَم يَستَطِع عَلِي التحَمل إِطلاقًا وَقَال بِصَوت مَبحُوح ، يُعيد إِحيَاء شُعور مَهمَا حاولوا دَفنه فلن يَترُك خالجَهم ، إِذ قال :

" اِشتقتُ لَهمَا يَا حُور . . رغم مُرور كُل هَذِه السنِين مَا زِلتُ أَشتَاق لَهمَا ، غدوتُ رَجُلا لَكِن حنانهمَا يَنقُصني وفراقهمَا ترك بِداخِلي فراغًا لَا يسد وألمًا لَا يُشفَى وَحُرقَة لَن تنطفَىء "

فَرَّت دَمعَة مُتَمردَة مِن عَيني شقيقَته وَردَت عليه بِنبرة تُنذِر بِاقترابهَا مِن البُكاء وبنفسهَا جرح لَا يَندَمِل :

" لَا ألومك أخِي فالشوق يذبحني كمَا يَفعَل معك ، خُصوصًا وَأننِي لَا أستطِيع حَتى تَحسس الترَاب الذِي يفترشانه "

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن