هُو دِين يضع مَصلَحة الإنسان فَوق كُل اِعتِبار ، يجعلني سُلطان نَفسِي بِكلِّ وَقار
______________________________اِستيقظ عَلِي بِأنفاس مُتثاقلة يتوجه لِلحمام لِلوضوء وَأداء صلاته ، لَمح الضَّوء الصادر مِن غُرفَة حُور فابتَسم بِسعادة كَونه نجح فِي الحفَاظ على أمانَة والدَيه
اِفترَش سجَّادَته فِي صَالة المنزِل ، هُنيهَات وقدمت شقيقَته تضع سجَّادة خَلف خاصته تَتخِذ مكانًا لِلصلاة وَرائه ، صَليَا معًا ثُم اِنفرَدَا بِالدعاء
رَفع عَلِي يديه يَدعُو اَللَّه بِكل إِلحَاح ، يَسأل اَللّه أن يَقضِي لَه حاجَته ، كمَا دعَا لِراحة قَلبِه فالحُب وصلٌ والوصل أصدقُه الدُّعاء لذا قال:
"إلهي إنّي أحببتها، وأرادها قلبي نصيبًا جميلًا طيّبًا كما تحبّ وترضى، فَحل بيننَا وَبين مَعاصِيك ،، اللهم إِني أَطلُب حلالك فسهله لي واجمع بَينِي وَبينِها فِي خَير "
كان يَرغَب بِهَا زَوجَة لَه ، وَكَان يَستعِيذ بِاللَّه مِن أن يقع فِي الحرَام أو يَنظر لَهَا نَظرَة زَائِغة أو أن يَبقَى مَعهَا فِي خَلوَة يُوسوِس فِيهَا الشَّيطان لَه ، أَرَاد أن تَكُون لَه فِيمَا يُرضِي اَللَّه
مُنذ أن اِلتقاهَا بِذَلك المشفى وَقلبِه قد تعلق بِحب عفيف نحوهَا ، لَم يَتَجاوَز حُدودَه أو يَختلي مَعهَا ، هُو لَم يَتَجاوَز حَى الكلَام مَعهَا خَارِج مَجَال عَملهِما ورغم كُل ذَلِك هُو قد أحبهَا
تَذكر والدَاه اللذان زاراه فِي حُلمِه حِين اِشتَاق لَهمَا ، والدَاه اللذَان فِي يَوم وَاحِد فقد كلاهمَا ، دعَا اَللَّه أن يرحمَهَا وَيغفِر لَهمَا ، إِذ قال :
"اللهم إنَّهما في ذمَّتِك فقهِما فتنةَ القبرِ وعذاب النارِ أنتَ أهلُ الوفاءِ والحمدِ، اللهم اغفر لهُما وارحمهُما إنكَ أنتَ الغفورُ الرحيم"
أَطَال فِي دُعائِه وَأختِه تُراقِبه مُبتسمَة ، سمعَت شهقاته المنخفضة ومحاولته السيطرة على نَفسِه ، تَقدمَت ناحيَته تَسأله :
" أَأنت بِخَير أخِي ؟ مَا اَلذِي دَهَاك ؟ "
لَم يَستَطِع عَلِي التحَمل إِطلاقًا وَقَال بِصَوت مَبحُوح ، يُعيد إِحيَاء شُعور مَهمَا حاولوا دَفنه فلن يَترُك خالجَهم ، إِذ قال :
" اِشتقتُ لَهمَا يَا حُور . . رغم مُرور كُل هَذِه السنِين مَا زِلتُ أَشتَاق لَهمَا ، غدوتُ رَجُلا لَكِن حنانهمَا يَنقُصني وفراقهمَا ترك بِداخِلي فراغًا لَا يسد وألمًا لَا يُشفَى وَحُرقَة لَن تنطفَىء "
فَرَّت دَمعَة مُتَمردَة مِن عَيني شقيقَته وَردَت عليه بِنبرة تُنذِر بِاقترابهَا مِن البُكاء وبنفسهَا جرح لَا يَندَمِل :
" لَا ألومك أخِي فالشوق يذبحني كمَا يَفعَل معك ، خُصوصًا وَأننِي لَا أستطِيع حَتى تَحسس الترَاب الذِي يفترشانه "
أنت تقرأ
نحو نور الإسلام
General Fictionمن الإلحاد إلى الإسلام تغيرت حياة جاك بعد أن بدأت رحلته بسبب زميله في غرفة السكن الجامعي ليبدأ في البحث عن الدين الحق ... لكن الانطلاقة الحقيقية كانت بسبب فتاة ، فكيف عانق جاك نور الإسلام فلنتعرف جميعا على الإسلام و الحمد لله على نعمته