3 : بعد ثلاث سنوات

1.5K 128 289
                                    

ثَلَاث سَنَوات مِن النِّسْيان . . لَكِن نَظرَة مِنهَا أعادتْ تذْكيري مِن جديد
______________________________
كَانَت اَلسنَة الجامعيَّة الأخيرة اَلتِي قضاهَا جاك كصديق لِآدم مَلِيئَة بِالأحداث والذِّكريات ،فقد تَبادل كِلَا الصَّديقيْنِ اَلعدِيد مِن تَفاصِيل حياتهمَا 

 أَدرَك مِن خِلالِهَا جاك أنَّ مَا عَاشَه آدم لَيْس بِالهَيِّن أبدًا ، فقد عَلِم أنَّ وَالِد آدم كان مُدْمِنا وَهُو اَلذِي جعل حال اِبنِه كَذلِك

 كان ذَلِك الرَّجل لََا يَنفَك عن تَعذِيب وإذلَال وَالِدة آدم كُلمَا عاد لِمنْزِله مُنتشِيًا ،و قد وصل به الأمر لدرجة يجبر فيها ابنه على تعاطي المخدرات حتى أصبح مدمنا 

أَمَّا  اسْتمْرار سُوء حَالَ آدم حَتَّى بَعْد وَفَاة وَالدِه كان وراءه أَكثَر مِن سبب وَاحِد ..فتَرْك المخدِّرات لَيْس كَأخذِها والإدمان شَيْء يَصعُب تَركُه بِسهولة ،لِذَا آدم لَم يَستَطِع تَركهَا 

ومَا زاد الأمْر سُوءًا هُو دُخُول والدَته لِلمشْفى نظرًا لِآخر تَعنِيف تَعرضَت لَه ، وَكذَا تَدهوُر حَالتِها النَّفْسيَّة اَلتِي أَدَّت بِهَا لِلْمصَحَّة العقْليَّة 

كان آدم يَزُور والدَته مُتخفِّيًا لِكي لَا يُظهِر مَا يُخفِيه تَحْت قلنسوته اَلتِي لَو نزعهَا سيتوَضَّح إِدْمانه مِن خِلَال مَلامِحه و لكي لا تراه هي أيضا فتزيد على حالها مرضا حسبه ،زيارته لِوالدته لَم تَكُن تَحسن مِن حَالَتِه أبدًا ، بل تزيد مِن تَفاقُم المشكلة

 لَقد كان يَلُوم نَفسَه لِمَا آلتْ إِلَيه وَضعِية أُمِّه فقد كان يَعلَم بِأَمر تَعرضِها لِلْعنْف لِأَنه كان يَتَعرَّض لَه أيْضًا ، لَكنَّه لَم يَستَطِع الدِّفَاع عَنهَا يوْمًا ..وَإِن حَاوَل كان يَتَعرَّض لِضَرب يُرْدِيه مُغمَى عليه ، الأمر اَلذِي يَدفَع بِوالدته لِتفدِيه بِنفسِهَا

 كان ولدًا مُجْتهِدًا مُنْذ الصِّغر رَغم إِجبَار وَالدِه لَه على العمل بِسنِّ مُبَكرَة لِيجْلب بَعْض النُّقود اَلتِي يصْرفهَا على المسْكرات ..لَكِن والدَته كَانَت تَحفزَه وتشجِّعه دوْمًا على إِنهَاء دِراسَته كيْ يُخْرجهمَا مِن الذُّل اَلذِي يعيشانه ، وَكَان يضع ذَلِك الهدف نُصب عينيه

 سنة وَاحِدة دَفعَت بِحياته لِلْأسْوأ، كَانَت بِدايتهَا آخر شَهر مِن حَيَاة مِن لَا يَستَحِق أن يُسمَّى بِوالِده ومَا تَلاهَا ،وَبِسبَب ذَلِك قد ضَيَّع آدم وتأخر سنة وَاحِدة مِن دِراسَته 

 لَكنَّه عاد لَهَا بِفَضل زَوْج والدَته سُليْمَان.. ذَلِك الرَّجل اَلذِي كان سفيرًا مُشَرفا لِلْإسْلام أمامهمَا ، فقد دَفْع بِآدم لِيتعالج وَيكمِل دِراسَته وأيْضًا لِينْطق الشَّهادتيْنِ رفقَة والدَته فِي اليوْم اَلذِي غَادَر فِيه كِليْهِمَا مِن مَرافِق العلَاج 

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن