4 : حورا من الجنة

1.7K 145 465
                                    

أَصبَحت عَينيهَا إِدمَانِي المُرِيح، الإِدمَانُ الذِي دَفَعنِي لأَشُقَ طَرِيقِي نَحوَ نورِ الإٍسلاَمِ

____________________________________________________ 

كان جاك مُتعبا نظرا لِقلَّة نَومِه آخر ثَلاثَة أَيَّام ومَا زاد حَالَه سُوءا هو الصُّداع الذِي كان يُلازِمه دائمًا حِين يَشتَد بِه التَّعب ، وَفِي الثَّواني التِي سَبقَت تَهاوِي جَسدِه على كُرسِي الحديقة لَمحته صَاحِبة عَينَي العسل

كَانَت تسير بِالاتجاه المعاكس لَه مُتجهَة نَحو المكَان الذِي كان فِيه ، فَلَاحظَت تَرنُحَه فِي مِشيَته وعلامات التَّعب البادية على وَجهِه

وَهِي تسير مُتَقدمَة أَكثَر نحوه خَمنت أنَّه قد تَلقى خبرًا سيئا ، فقد مَرَّت عليهَا العدِيد مِن المواقف المشابهة وَردُود أَفعَال وانهيارات مُختلفَة فِي هَذِه الحديقة . . لِأشخَاص فَقدُوا عزيزا دَاخِل جُدران ذَلِك المشفى

لَكِن كُل تخمينهَا ذاك ضُربَ عرض الحائط عِندمَا لَاحظت أَنفَه الذِي يَنزِف وضغطه الشدِيد على رَأسِه ، وقبل حُكم مِهنتهَا فَإِن الإنسانية التِي تحملهَا دَفعَت بِهَا لِتفقد حَالَه

اِقترَبت مِنه تَسأله بِقَلق عن حَالَه، لَكنَّه لَم يُصغ لِأي كَلمَة قالتهَا فدماغه تَرجَم كلَّ صَوت خَارجِي كطنين فِي أذُنه ، ظَلت تنده عليه حَتى رَفع نَظره نحوهَا ، وَقَابلَت قُزحيتاه الخضراويتين عُيونهَا العسليَّة

تَنهدَت بِراحة لِاستجابته فنبهَته تُشير لِنزيف أَنفِه ، قَدمَت لَه مناديلا وَرقيَّة كَانَت بِجَيب مِئزرِهَا ، تَرَاه يَنظُر لَه دُون أن يُمسِك العلبة لِذَا فَتحَتها تُقَربهَا لَه تَسمَح لَه بِسَحب أحد المناديل يُوقف بِهَا ذَلِك الرُّعَاف

شكرَهَا مُمتنا فقالت أَنه واجبهَا ، أخبرَته أن يَبقَى مكانه ريثمَا تَطلُب المساعدة . . اِبتعَدت عَنه قليلا تَقِف فِي زاويَّة الشجَرة تَتصِل بِأَحد مَا

هُنيهَات بَعْد ذَلِك وَقدَّم رجل مِن المشفى يَرتدِي مَلابِس طِبِّية ، تَحدثَت الفتَاة عن حَالَة جاك ، فَقَام بِإسناده ومساعدته لِلوصول إِلى المشفى

_______________________________________________________

ساعدنِي ذَلِك الرَّجل ، بَعد أن طَلبَت مِنه الفتَاة القدوم ، وقد كان يُشبههَا كثيرًا ، وَذلِك مَا يُفسر أَنهَا كَانَت تُنادِيه بِأخي .

لَقد بَقيَا بِجانِبي حَتى تأكدا أَننِي بِخَير ، دَقائِق بعدهَا وقدمت أختِي لِينَا التِي كَانَت تَبحَث عَني بِقَلق بَعد أن أخبرتهَا أَننِي دَاخِل المشفى .

 تَقدمَت نَحوِي وسألتني عن سبب وجودي هنَاك ، فأخبرتهَا أَنه مُجرد تعب بسيط وَيمكِن أن نُغادِر بَعد قليل .

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن