8 : لذا سأهتدي

1.4K 105 76
                                    

حِين وَقفَت أَمامِي مِن جديد ، تَأكدت أَننِي لَن أَندَم يومًا على حُبهَا ، ولن أَتَنازَل عَنهَا مُطلقًا

-------------------------------------------

جلس عَلِي فِي سَريرِه اِستعدادًا لِلنَّوم بَعد أن صَلَّى فَرضه وَخصص نصيبًا مِن وَقتِه لِآيات اَللَّه كمَا يَفعَل دومًا ، تِلك كَانَت عادته اَلتِي يحمَد اَللَّه عليهَا 

وَلجَت شقيقَته حُور لِغرفَته بَعد أن اِستأذنت لِلدُّخول ، وَضعَت قَارُورة الميَاه قُرب اَلسرِير وملابسه اَلتِي كوَّتهَا قَبل قليل علَّقتهَا خَلف اَلباب لِيرتديهَا صباحًا

 شكرَهَا شقيقهَا بِامتنان فابتسمت تَتَمنَّى لَه لَيلَة سَعِيدَة، غادرت لِتتفَقَّد اَلغاز فِي المطبخ كمَا يُوصيهَا شقيقهَا بل ويتأَكَّد من ذَلِك بِنفسه أيْضًا 

رنَّ هَاتِف عَلِي اَلذِي تَوسَّط لَفظ رَفِيقَة العُمر شاشته ، لِذَا ردَّ على المكالمة سريعًا رَغبَة فِي سَمَاع صَوت محبوبته وحلاله قَبل أن يَنَام

 سألهَا عن حالهَا وَأَهلهَا وكيف مرَّ اليوم الأوَّل مِن المؤتمر ، ولم يَتَوانَى عن إِخجالهَا بِبَعض الكلمات المادحة لَهَا ، كلمات كان يودُّ قَولها مُنذ زمن والآن قد تَحرَّر مِن قَيدِه وَبَات يُلقيهَا على مَسامِع زَوجَتِه بِأريحيَّة

 اِستشعر ضِيقًا فِي نَبرَة زَوجَتِه وَكَأن هُنَاك مَا تُريد إِخباره بِه لَكِنهَا مُتَرددَة فِي ذَلِك ، فَبادِر يسألهَا قائلا :

 " إِن كُنت تُريدِين شيئًا مَا فلَا تتردَّدي فِي طَلبِه ، فَأنَا لَن أَتَهاوَن فِي السَّعي لِتحقيقه لَك يَا زَوجَتِي "

 وَضعَت ماريَا يَدهَا على قلبهَا تُهَدئه ، الدُّنيَا لَا تسع السَّعادة اَلتِي تَغمُرها حِين تَتَحدَّث مع عَلِي وتكون بِجانِبه ، كان خَيْر خِيَار لِقلبِهَا

 تَنهدَت بِتَعب تَصُوغ كلماتهَا لِتخبِره : 

" أردتُ أن أستأذنك ، وَالدِي يُريد مِنِّي مُرافقتهم لِلكنيسة فالغد أحد كمَا تَعلَّم "

 قَالَت ماريَا الكلمات الأخيرة بِخفوت فَهِي مُجبَرَة على الامتثال لِطَلب وَالدِها ، حَاوَل على إِخفَاء الإحباط اَلذِي حاوطه كي لَا يَنعَكِس على صَوتِه وَأَجاب :

 " يُمكِنك الذَّهَاب بِرفقتهم يَا زَوجَتِي ، فلَا تتوقَّعي أن أَمنَعك عن مُمَارسَة مُعتقداتك بِحريَّة "

 ساد صَمت مُؤقَّت وسط مُكالمتهمَا ، تَنهدَت ماريَا تَنبِس بِنبرة هَادِئة يتخلَّلهَا بَعض العتَاب : 

" هذَا لَيس عادلا أبدًا ، لَيس عدلا مَا تَفعلُه بي يَا عَلِي " 

" لِماذَا ؟ مَا اَلذِي فعلته يَا رَفِيقَة عُمرِي ؟ "

نحو نور الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن