لَم تَكُن مُجرَّد كلمات كَتَبتهَا بل حديث قَلبِي اَلذِي اِشتَاق لِلقياهَا
_____________________________________________________________________________
جِئتُ لِوحدي هَذِه المرَّة إِلى المشفى ، وَقفَت خَلف نَفس الشَّجَرة اَلتِي اِنسحَبت حُور إِليها لِتستدعي أخاهَا ذَلِك اليوم . . .
كُنْت أُرَاقِب عن كثب تحرُّكَات تِلك الطفلة الصَّغيرة التِي تَلعَب فِي الحديقة ، الطفلة التِي رَأَيتهَا عِدَّة مَرَّات رفقَة ذات عَينَي العسل، اِقترَبت مِن الطفلة أحتضنهَا بِحنان ، فبراءتهَا كَونها مِن مَرضَى متلازمة دَاون لَا تُقَاوم . .
ناولتهَا كِيسا جميلا ففتحَته ، أَخذَت اللعبة التِي بِداخِله بَين يديهَا بِسعادة بَالِغة واحتضنتني مُجَددا ، عَدلت لَهَا نظاراتهَا الصغيرة التِي أَفسَد عِناقي ترتيبهَا
إِنَّ مِن أَجمَل وأسعد اَلأمور التِي يُمكِن أن يَقوم بِهَا أي إِنسَان على وَجه الأرض ، أن يَقوم بِرَسم الضِّحكة وإدخَال السُّرور على قلب أُولئك الأشخاص المميَّزين أَصحَاب مُتلازمة الحُب ، فَهم من يملكون قلبا لَطيفًا رقيقًا لَا يعرفون فِيه مَشاعِر الكُره والبغض والحِقد مُطلقًا .
إِنَّ نظرتَنَا اتجَاه أَصحَاب مُتلازمة الحُب والفَرح ، عليهَا أن تَكُون مُتواضعة ، فَهم أَفضَل مِنَّا بِصدقِهم وَحبهِم وابتسامتهم ، هُم أَصحَاب البراءة المطلقة والعاطفة الصَّادقة فِي القُلوب ،هُم لَا يستحقون إِلَّا اَلحُب ، فقلوبهم كَبيرَة وَطاهِرة وَنَقيَّة تحِب كلَّ النَّاس ولَا تَعرِف مَعنَى الحقد والكراهية .
اِستمتعتُ بِرفقة تلك البراءة تَحت مُرَاقبَة أحد الممرضات ، فَحُور لَن تَكُون مَعهَا إِلَّا بَعد نِصف سَاعَة حِين تَنتَهِي مِن عملهَا . . . سَألَت الطفلة بِفضول :
" مَا اِسمك أَيتُها اللطيفة ؟ "
أجابَتني وَهِي تَعبَث بِشعري الذِي أحبَّته كثيرًا وكانت تردد جميل كُلمَا تَلمسَه ، وقالت :
" بِيلا . . "
بِيلا وَيعنِي الجميلة ، اِسم يليق بِتلك الصَّغيرة ، لِذَا أَمسَكت يَدهَا أَقُول بِلطف :
" إِذن بِيلا الجميلة ، هل تَعرفِين مُمَرضَة لَطِيفَة تضع غِطَاء على رأسهَا هَكذَا "
مَثلَت ضاحكًا وصف حِجَاب حُور ، وَأنَا أضع الوشَاح الخفِيف اَلذِي كان على رَقبَة الصَّغيرة فَوق رأسهَا . . تَرددَت ضحكاتهَا البريئة على مَسامِعي وَأَومأَت بِتأكِيد تَردد اِسم عَسَليَّة العينينِ بِطريقة مُضحِكة :
" نَعم . . هُور . . هُور "
كَانَت تَنطِق الحاء هاء ، فلم يَكُن لِي سِوى أن أَهُز رَأسِي مُوَافقَة وأضيف :
أنت تقرأ
نحو نور الإسلام
General Fictionمن الإلحاد إلى الإسلام تغيرت حياة جاك بعد أن بدأت رحلته بسبب زميله في غرفة السكن الجامعي ليبدأ في البحث عن الدين الحق ... لكن الانطلاقة الحقيقية كانت بسبب فتاة ، فكيف عانق جاك نور الإسلام فلنتعرف جميعا على الإسلام و الحمد لله على نعمته