الفصل التاسع عشر

559 31 44
                                    


آستمتعوا بالقراءة.

_________________________________

حينما يبنى عالمك الصغير حول بيئة تفتقر إلى لحظات تواصل آجتماعي أو حتى لمرآى أفق إيجابي.. يترسخ في نفسك بذور الوحدة والإعتزال.. وبلا شك حين ستنموا وستصبح يافعا ستؤثر طفولتك الهزيلة على نسيج تفكيرك ورؤيتك للعالاقات.

يمكنك أن تكون لك القوة لتطور من شخصيتك، أن تخرج من ظلال الماضي وتتحول إلى الأفضل.... تستمد قوة من داخلك لتعزز من ذاتك.. ولجعلها تشع كالشمس في سما حياتك.. تتجاوز حدود الظروف القاسية التي شكلت طفولتك.. وتحول نفسك إلى شخص يستحق التقدير كملك في عالمه الخاص.

ومع ذالك.. يمكن أن يكون كبيرا عليك تطوير الروابط الإجتماعية.. فالعزلة التي صاحبت طفولتك تترك أثرا عميقا على قدرتك على التواصل.

فعندما يبقى الفرد محاصرا في عزلته كل سنوات صغره.. بدون أن يخلق بيئة آجتماعية تعتمد على الصدقات أو العلاقات الإجتماعية، يتطور داخله آليات دفاع نفسية ويصبح درعا قويا يحمي هويته من الحياة الإجتماعية.

وقد يصل به الأمر للإعتماد على التفكير المسبق.. كأداة فعالة للتحضير والتعامل مع ما سيحدث مستقبلا، سواءا كان غدرا من صديق.. خيانة من حبيب.. أو حتى مواجهات قرارات مأساوية.

في عزلته.. يصير الفرد خبيرا في آستخدام قوته العقلية لصياغة سيناريوهات مختلفة.. يسبق الأحداث ويتوقع تفاعلات الآخرين.. وتكون هذه الآليات النفسية مثل دروع تحميه من آثار الخيبات والإنكسارات الإجتماعية أو العاطفية.

عقلها الذي نما في ظل طفولة مليئة بالعزلة.. آعتاد على توهم أفكار وهمية وتصنيع أحداث وخيوط قصص لا أصل لها كوسيلة لحماية نفسها والإبتعاد عن أي مخاطر قد تؤذيها مستقبلا وكذالك لتجنب التعرض لنفسها لمواقف غير مرغوب فيها.

لذا طبيعي جداً.. أنها توهمت بأن جيون حين بدأ يكتشف جزءا من جوانب شخصيتها العنفانية، أحس بالندم لإرتباط بشخصية همجية مثلها.

وهي كذالك.. عنيفة.. وتعترف دائما بعدوانيتها، لا تنكر أبدا.. لكنها بذلت جهدا كبيرا لضبط أفعالها.. ومهما حاولت إلا وتجد نفسها محاصرة في دوامة من الصعب التحرر منها.

عيونها الخضراء.. التي أفاقت بهم متلئلئان بآبتسامة مبهجة.. أضحو الآن يسكوبان دموع الإنكسار بلا حدود.. وتحول يومهم إلى عاصفة من الحزن والتشويش.

البكاء الذي كانت تكبته داخلها.. فجأة، آندلع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.. نوبة من البكاء آجتاحتها.. وجسدها كان يرتجف مع كل شهقة تتألم بها، كأنها تحمل عبئا ثقيلا من الألم تريد تفريغه.. ومع كل دمعة، وكل شهقة.. كان يعتصر قبضة يده بقوة في مقود السيارة.

Let's Get Marriedeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن