الفصل الثاني

48 5 111
                                    

لم تملك الوقت الكافى للهروب فاول الاسبوع تبقى عليه ثلاثة ايام و لديها الكثير لتحضيره ان كانت ستذهب .. دقت باب مكتب والدها ما ان سمعت تصريح الدخول حتى قالت بهدوء : ممكن اتكلم مع حضرتك ..

اماء لها لتكمل هي : الشركة اتصلت بيا .. المكان بتاعها بعيد اكتر من ساعتين فمش سهل اروح و اجي كل يوم .. كنت طلبت منهم لو فى حل او حاجة و لسه متصلين بيا امبارح .. فى سكن يقدروا يوفروه ليا ..

نظر لها مالياً يحاول فهم ما تقول .. هي لم تطلب منه شيئاً قبلاً لكن أجنت هي .. قال و هو يعيد نظره الى الاوراق امامه : سكن لا تقدري تاخدي عربية ..

بالفعل كلمات متوقعه لذلك اكملت الكلمات التى حفظتها جيداً : يا بابا لو سمحت أنا هقنعك .. اولا أنا هقعد مع المديره بتاعه قسم التسويق .. يعني مش صغيره دي ٣٦ سنه مش صحاب بقي و الجو ده و ابقي مركزة في حاجات تشتتني عن الشغل .. ثانيا هتعلم منها ازاى اتعامل فى الشغل صح .. ثالثا و ده الأهم البيت جنب الشركة اوي يعني اقدر اروح مشي من غير المساس بمعاد الفطار المقدس و لا اهمل الفطار زي ما حضرتك عودتني .. رابعا مش هضطر اسوق و لا اتاخر فاسوق بتهور انت عارف يا بابا من هنا لحد الشركة في ٤ إشارات يعني لو يوم حصل عارض و اتاخرت هضطر أقف في الطريق ٤ مرات غير طبعا الطريق في رادار ٦٠ و ٨٠ يعني حتي مش هعرف اسوق بسرعه و هروح متأخر الشغل .. يرضيك اكون مهمله في مواعيد العمل بتاعتي .. اتاهل اني امسك القسم ازاي دلوقتي ..

جمعت كل الأسباب التي تؤثر به فوقف مصطفي صامتا يناظرها بتردد فهو لا يحبذ سكنها مع فتاه غريبه و لكن أسبابها كلها مقنعه جدا .. نظر لها بحزم ثم قال : اسال عن البنت اللي هتعيشي معاها و المكان الأول ..

كادت تقفز من السعادة لكنها لن تعرض نفسها الى خطبة اخلاقيه الان لتقول بحماس : طبعا طبعا يا بابا بس بسرعه مش عايزة اضيع فرصه الشركة دي .. دي واحده من اكبر شركات المقاولات في السوق و قبلوني بعد ما طلع عيني ..

- قولت خلاص يا بنت ..

و للحق كانت صحيفة تلك السمارا بيضاء ليوافق مصطفي على مضض شرط ان تكون هنا يوم الخميس بعد العمل و تتحرك صباح السبت .. و اي اخلال بالاتفاق يعني الغاءه و سيرفض العمل حتى ان مضي علي ذهابها اليه اعوام .. كانت تعلم ان والدها يعنى ما يقوله نصاً لذلك قطعت له وعداً و لم تعارضه حامدهً الله انه وافق فى الاصل ..

ببداية الاسبوع كانت قد جمعت اشيائها جميعاً و اتجهت الى الشركة .. قامت باجراء المقابلة مع المدير الذي استدعي سمارا لتتعرف عليها و تذهب معها الى المنزل و تبدأ من الغد ..

كانت سماراً تكبرها بعدد سنوات لا بأس به لكن ملامحها لا تعطيها اكثر من 25 عاماً .. تحمل ملامح لطيفة هادئة لا تخلو من الحزم و الانضباط قالت بعقلها انها تبدو ابنة اللواء مصطفي اكثر من ابنته فعلا .. ابتسمت لها هايا مرحبه لتتحركا معاً الى المنزل ..

وحي خيالي 💫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن