وحي خيالي 💫

الفصل الاول-بمناسبة عيد ميلاد شيماء ❤️💃

هايا ...

هل يمكن ان تصيب الشدة طفلة بريئة بالتوحد ؟ ..

كانت بطلتنا الصغيرة هايا على مشارف احد تلك الامراض لكن الله قد انقذها بباب رحمة صغير يتخلل اصابعها و هو ملكة الرسم .. بين اب حاد الطباع و ام صامته .. نشأت هايا صاحبة الصغيرة ..

نزلت هايا ذات الخمس أعوام تصنع شعرها علي هيئة كرتين علي جانبي وجهها تضع الشرائط الورديه .. كانت تبتسم بغنج سعيدة بشعرها .. بينما شرائطها تتحرك معها عند حركتها علي الدرج ..

ليمتقع وجه والدها عند رؤيتها صارخا باسم الخادمه التي حضرت علي وجه السرعه ليقول بانزعاج جلي : ايه القرف الي انتي عملاهولها ده ..

لتقول الصغيرة دفاعاً عن تسريحتها : زي فله يا بابا ..

انتفضت أثر صوت والدها الاجش القائل : مش قولنا ميت مرة متدخليش في كلام الكبار ..

اخفضت بصرها بحزن ليكمل بنفس الغضب للخادمة : فكي القرف ده و اعملي ضفيره عدله بسرعه علشان متتاخرش علي الفطار و الحضانه ..

نظرت الى الخادمة قائلة بوهن محاولة التمسك بالامر حتى أخر رمق : هي فله وحشه ..

ليأتى صوت الخادمة الخافت : معلش يا حبيبتي ..

لتتحطم أول رغبات الصغيره فى الحياة و هي تلك التسريحه البريئة التى تفضلها الاطفال .. لكن حق الطفوله كان مرفوض فى ذلك المنزل ..

نشأت هايا في منزل يفتقر الي الحنيه فقد كان هذا القصر الشاهق يفتقر لاي دفئ في قلب اللواء مصطفى .. أراد تربيه فتاة صلبه و لكن تنشأتها زادت هشاشتها هشاشه و ضعف ..

في روضة الاطفال كانت تمسك بقلمها الخشبي بتلك الاصابع الصغيره ترسم فتاة تحمل ملامحها و بتسريحة شخصيتها الكرتونية المفضلة فلة .. لتبدء هايا طريقاً أشبه بالتوحد و هو تصوير رغباتها و أحلامها علي هيئة رسومات ... لكن الأمر لم يتوقف عند تلك النقطه بل ظل يتصاعد الي أن أصبح ردود أفعال كانت دائما هادئه و مطيعه و تنفذ الأوامر بالكلمة و لكن قلمها يشي بالكثير من الكلام المشاعر الغضب و البكاء .. كل تلك الانفعالات المحرمة الخروج كانت تخرج خلسه في دفترها الخاص بالرسم ليصبح عندها آلاف الدفاتر المكنزة بغرفتها .. ذلك السر الذي لم يعلم عنه أحد قط .. كانت تعيش حياة في الواقع و حياة اخري من وحي خيالها ..

استمر ذلك الوضع القائم بحياة هايا .. و كلما تقدم فى العمر .. زاد التحكم .. زادت دفاترها الخاصه بالرسم .. كانت تتمني دخول كليه خاصه بالفنون لكن هيهات بين ما تبغي و بين ما يتحقق .. فقد وجدت ان والدها العزيز قد قدم اوراقها لتلحق بكلية التجارة لكثرة فرص العمل و معرفته بالكثير من رجال الاعمال الذين سيوفرون لها فرصة عمل جيده ..