الفصل الثالث : الليلة الزرقاء الجزء الثالث و الأخير

89 8 4
                                    

حل المساء، وبدأت السماء تظلم، وغربت الشمس ببطئ، مغطية ستار ما حدث في اجتماع تحديد مصير ابنة الشيطان، والتي إنتهى بها الأمر معلقة حتى إشعار آخر.

وفي اليوم التالي...

داخل أكاديمية جوجيتسو، والذي كان بها المزيد من الحراسة والتعزيزات الشديدة هنا وهناك، أصيب المشعوذين بالصدمة، إزاء قوة مفيستو الغير بشرية، وأصبح للمشعوذين الآن مصدر قلق آخر بالاضافة الى تطهير اللعنات.

داخل الأكاديمية، وفي أحد غرف الضيوف المهمين جدا (VIP) كان يتواجد ثلاثة ضيوف ساهموا بشكل كبير في الحادثة قبل يوم، ميرا، وصاحب النظارات يوكيو، والرجل الخبيث مفيستو.

أمامهم يجلس صبي ذو شعر أبيض، وعينين زرقاء لا مثيل لهما في الجمال والروعة، ولكن كان القلق بادٍ على ملامحه الوسيمة، كان صبي اعتاد القول بأنه الأقوى، حتى رآى سقف جديد للقوة، سقف جعله يعيد النظر في حساباته من جديد، لم يكن سوى نابغة عشيرة ساتورو، غوجو ساتورو المشعوذ الأقوى في عالم جوجيتسو.

"أوي أيها اللعين مفيستو، هل أنت متأكد من إقحام هذا الطفل في هذا الأمر؟"  كانت جلسة ميرا غير محتشمة بالنسبة الى فتاة، وتحدثت ببرود ووقاحة مع مفيستو، لم تبدو خائفة منه على الرغم من ذلك.

" بلى، لا داعي للقلق، إنه مجلس جليس، وأنا متأكد بأن غوجو أهل لهذه المهمة، أليس كذلك يا غوجو؟ "

كان غوجو مرتبك وكان يلتزم الصمت حتى اشار اليه مفيستو في الحوار، مما جعله يبدي المزيد من الاهتمام بينما تحدث: "ولكن هذا غريب عند التفكير في الأمر، لماذا اخترتني انا بالضبط؟ لماذا ليس غيتو؟ او على الأقل كلانا.."

ابتسم مفيستو بنبرة غامضة، وأغلق عينيه وهو يهمهم، وتجاهل سؤال غوجو، ثم قام الأخير بتوجيه سؤاله الى غوجو مجددا" أنت لها، أليس كذلك يا غوجو؟ "
"نعم، سوف أكون أهلا لهذه المهمة!"

اجاب غوجو بهدوء، بينما شعر بأنه مجبر على فعل ذلك بأي حال.

"مع ذلك، انا لست موافقه على هذا، انا لا استطيع الوثوق وترك يومي مع هذا الطفل الغريب!، كان يمكنك اختياري لجعلي أتكفل بها بدلا من ذلك!! " تحدثت ميرا بانزعاج بسيط.

"من تنعتينه بالطفل؟ الم تلاحظي نفسك؟"  اجاب غوجو ببرود وهو ينظر اليها، كان مفيستو جانبا، لكن هذا لا يعني بأنه خائف من جميع المشعوذين الآخرين، كان مفيستو فقط من يتم وضعه جانبا في قائمة غوجو، انه لا يهتم باظهار الاحترام للبقية بشكل اعمى.

انزعجت ميرا من كلمات غوجو، وكانت على وشك الرد، الا أنها تنهدت بحدة وصمتت، لم تكن ترغب في جعل الأمور أكثر حساسية مما هي عليه في الوقت الحالي.

"اذن نحن متوافقين مجددا الآن، صحيح؟" ابتسم مفيستو بينما ابتسامته الغامضة تحولت للمكر والخبث، وكأن خطته التي كان ينوي تنفيذها قد دخلت حيز التنفيذ بالفعل.

"نعم، سوف أحاول بذل قصار جهدي لجعل الفتاة يومي تتحكم في قوتها، أستطيع ان أعدكم بذلك على الأقل!"

تحدث غوجو بصدق وهو ينظر الى مفيستو، ثم الى ميرا ويوكيو الذي التزم الصمت ولم يقرر التحدث بأي كلمة منذ بدأ النقاش حول غوجو.

سحب مفيستو هاتف من جيبه، وقدمه الى غوجو وهو يبتسم اليه، كان غوجو مرتبك قليلا حيث قام برؤية سجل الاتصالات، وكان هناك رقم واحد مجهول الهوية.

"اذن بالتوفيق لك، أيها المشعوذ الشاب، سوف اترك صغيرتنا اللطيفة يومي بين يديك، وإن حدث وإحتجت إلي، أو فقدت يومي قواها، تأكد من الإتصال بي قبل ان تتصل بأولئك العجائز الجبناء~"

"هذا يعني أننا لم يعد لدينا سبب للبقاء اليس كذلك؟"

وقف يوكيو بينما بدى ان صبره قد نفذ بالفعل من البقاء في هذا المكان، وكان يستعد للمغادرة.

"نعم، لنحزم أمتعتنا، هذا المجتمع لا يزال يشعرني بالقشعريرة كلما أتيت إليه"  تحدثت ميرا بانزعاح وبعض الاشمئزاز وهي تقف أيضا.

بينما أخذ مفيستو قبعته وإرتداها بلطف وبدأ يرسل تحياته الى غوجو قبل ان يغادر ثلاثتهم اخيرا.

تنهد غوجو بأريحية، ثم بدأ ينظر من حوله، تلك الفتاة التي اراد إنقاذها، يبدو أنه نجح في ذلك، رغم حدوث المزيد من المتغيرات التي لم تكن لتخطر على باله على الإطلاق، لكنه رغم ذلك شعر بالراحة، تلك الفتاة لم تمت في النهاية، لذا يمكن لغوجو ان يعتبر نفسه قد فاز وتجنب اسوأ ما قد يحدث.

كان غوجو يفكر في ذلك بشكل مطول جدا، ولم يدرك انه خطى أولى خطواته داخل البيت حتى أحس بوجود الوحش الذي بداخل تلك الفتاة، كانت هالة ضعيفة ومتكسرة، ومحطمة، وتثير الشفقة، جعلت قلب غوجو يعتصر الما بينما هو يغلق الباب من ورائه، لقد تأكد من أنها لن تسبب لهم أي خطر للوقت الحالي، لذا كان غوجو يتصرف براحة في بيته.

فتح غوجو باب الغرفة التي إنبعثت منها الهالة الضعيفة، ثم دخل إليها بهدوء، رآى تلك الفتاة نائمة في سبات عميق، بشرتها البيضاء شاحبة، وآثار العرق تملئ جسدها، بدت وكأنها جثة، وليس جسد يستريح أخيرا بعد تعذيب طويل.

ابتسم غوجو وعينيه لمعتا قليلا، رغم مظهرها المتعب والنائم، رآها غوجو كفتاة جميلة جدا.

"ارتاحي الان، تستحقين هذا بعد كل ما حصل لك مؤخرا"

أطفئ غوجو الأضواء، وبعد وهلة، خرج وأغلق باب الغرفة ورائه، تاركا يومي نائمة بعمق شديد.

**************

اللعنة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن