part 3: بحث مدرسي

1.6K 116 78
                                    


اشعر بالدفئ يتخلل عظامي.. فقط لانني اجلس امامك
•••••••••••

تأتي عواصف تحملنا وتلقي بنا علي اول طريق لا نعلمه، نتعلم كيفيه اخذ اول خطواتنا فيه، نأخذ نفسا محمل بأمل بأن نصل لنهايته دون التعثر.. هل للألم نهاية؟.. هل الموت يكفي؟.. نتسأل عن ضعفنا وعن مواجهتنا لطريق حياتنا ولكن عند اول عقبة نفقد عقولنا.. هكذا هي الحياه.. لا تحملك علي الورود بل يجب عليك ان تتخطى شوكها والجروح التي ستخلفها

قلب ليس بخير.. وقلب هادئ.. شخصين..المسافة بينهما حياه من المشاعر ومحيطات من البعد..

"هل تسمحين لي بالجلوس؟.."

هل تسمحين لي برؤيتك بهذا القرب والنظر لك.. هذا ما لم يبح به، ينظر لعينها ويرجو أن توافق على مشاركته جلستها.. حبس انفاسه ينتظر جوابها واعينه عليها وكأن الوقت تجمد به وهو ينظر لعينيها، النظر لاعينها أشبه بالذهاب الى البيت..

هي ليست غريبه لكن وجوده هنا فاجأها، اول مره تراه هنا لانها هنا كل يوم.. رمشت تخرج من تحديقها بغرابه فيه كأنه كائن خرج لها من عالم موازي وهي تهز رأسها موافقه بعد ان رأت انهم جذبو الانظار بوقوفه امامها.. خلع سترته السوداء واضعا لها علي ظهر المقعد مما سمح لها برؤيه التيشرت الابيض، جلس امامها وهو يقول بهدوء وصوته الجميل ذو البحه التي لم تعتاد عليها بعد كلما سمعت صوته

"شكرا.."

كانت هادئه مسترخيه نادرا ما يراها تسترخي هكذا هزت رأسها بلا عليك تنظر له نظره هادئه ثم استدارت غير مباليه بجلوسه او فتح حديث تنظر لزخات المطر.. شهر ديسمبر.. شهرها المفضل في السنه لتساقط الثلوج والامطار،الثلج.. هذا ما كان يتساقط امامها الان.. ابتسامه هادئه حلت علي شفتيها وعينها لمعت لرؤيتها لتساقط الثلج غير مدركه لاعينه العسليه التي لمعت كشمس كانت غائبه وحلت بعد ابتسامتها، لديه جسد قوي ولكن قلب ليس قوي امام ابتسامتها..

احيانا الصمت ينفع، لانه يشعر بالحياه فقط لجلوسه امامها في صمت هكذا..انماله تحكه للمسها، الشعور بها.. لديه رغبه في ان يغني كلما نظر لها.. اخرجت نفسا ساخنا من شفاهها وهي مازالت تنظر للخارج، النظر لها اشبه بحلم ولا يريد ان يخرج منه.. ليس لديه الامكانيه التي تخوله ان ينظر لها دون سبب، قصه حياته الان تدور حول النظر لها والشبع من رؤيتها والتي يشك بأنه سيأتي يوم ولا يشعر بها في اضلعه.. نعم اضلعه لانها تخطت كل شئ لديه.. يريد ان يبدد كل هذا الذي حولها وجعلها دافئه.. يرغب بتوقف الوقت الان بتجمده كما يحدث بالخارج ولا يكون بينهما شئ فاصل.. نعم انه الصقيع الذي يشعر به وهي بعيده عنه هكذا..

الوقت تجمد عندما رأها تبتسم ابتسامه حقيقيه، قلبه تجمد ثم عاد للحياه كأنزيم تغيرت درجه حرارته وتوقف ثم جاءت ابتسامتها وجعلته يعمل من جديد، كم هو صعب رؤيتها من بعيد هكذا دون لمسها.. اخذ نفسا هادئا يحاول به تهدئه قلبه ولا يظهر شئ علي وجهه، لا يظهر نظرته لها.. مع اقتراب النادل منهم مما جعلها تبعد اعينها عن الخارج وتنظر للنادل بعد اختفاء الابتسامه وحل مكانها ملامح هادئه غير التي كانت تنبض براحه منذ قليل.. يحاول ان يكون هادئا ولكن عند النظر لها يبدو كأحمق غارق في اللون البني، لون اعينها وشعرها..!
وضع النادل كوب القهوه امامها ثم نظر لكاي كي يسأله ماذا يطلب بأحترام علي الرغم من استغرابه لتواجده لانها دائما تجلس بمفردها هنا

مسابقه الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن