H O N E Y

الذُل

استيقظت في الغرفة البيضاء تمامًا لدرجة العمى
لم تُكمل استيقاظها بعد حتى دخلت عليها الممرضة
" كيف تشعرين سيدتي ؟ "

بقيت صامتة تنظر للممرضة بعيون مفتوحة تُشير بأنهما ستخرجان في أيةِ لحظة
" سيدتي هل أنت بخير ؟ "

عاودت السؤال تتحسس الحرارة على جبينها
لكن الصمت كان الجواب مجددًا فلم ترتح لذلك

وجدتها تنظر حولها فخمنت قائلة مبتسمة
" هل تبحثين عن زوجك ؟ إنه في الخارج لقد سائت حالته قليلًا لخوفه عليك "

وجدت أنها تشير بيدها لتقترب فاقتربت لتسمعها تهمس بصوت مبحوح
" اتصلي بالشرطة الآن ...فورًا "

كشرت الممرضة مصدومة بما سمعت فصفنت بها مستغربة
" هـ-هـل تقصدين زوجك ؟ "

حاولت النهوض لكنها عجزت عن هذا فاقتربت الأخرى لمساعدتها وما إن فعلت حتى استجمعت قواها وشدتها من ياقتها " هذا الرجل ليس زوجي اتصلي بالشرطة الآن ! "

لم تكد الممرضة تمتص الصدمة حتى فُتح الباب بقوة

...

~ قبل ساعتين ~

خرج الطبيب يتنهد بتعب لإنهائه العملية ليتفاجأ برجل أمامه يفقد وعيه
فهرع نحوه بسرعة حتى جائت إحدى الممرضات وحملاه نحو غرفة ليمدداه على السرير
اعتدل الطبيب في وقفته وهو يمسح العرق قائلًا
" وكأن هذا ما ينقصني "

أحنت الممرضة رأسها لأسفل " يمكنك الذهاب سأعتني به "
ابتسم لها شاكرًا ثم خرج

بدأت تُركب له المصل المغذي وما إن غرزت الإبرة في جلده حتى استيقظ واستقام بجذعه مفزعًا معه الممرضة
" أين هي ؟ "

" من تقصد ؟ ،استلقِ عليك إنهاء المغذي ! "
خاطبته الممرضة بحسم

لكنه لم يأبه لها فانتزع من يده الإبرة وخرج من الغرفة مسرعًا
استطاع التقاط الطبيب قبل دخوله المصعد ليسأله
" كيف حالها ؟ "

" إنها بخير حاليًا،استطعنا إيقاف النزيف بصعوبة ، وقد اشتبهنا بأنها ربما جناية ، هل تريد استدعاء المباحث؟ "

نفى سريعًا برأسه وقال " متى ستستيقظ ؟ وهل يمكنني أخذها للمنزل ؟ "

استغرب الطبيب منه بشدة لكنه أجاب " تحتاج على الأقل ساعة حتى زوال مفعول المخدر لكن إخراجها يعتمد على حالتها بعد الفحص "

تجاهل كلام الطبيب مما جعله يقطب حاجبيه باستغراب " قليل أدب "

وتوجه مبتعدًا ثم توقف لوهلة ناظرًا للأرض حتى بدأ يركض بسرعة نحو الغرفة فتفاجأ بالممرضة تخرج من الغرفة وتقف في وجهه " سيدي غير مسموح لك بالدخول "