04

57 11 23
                                    

وصل يونغي الى المنزل في احد الأيام و هو في قمة غضبه ...
يا الهي إنه يبدو كالبركان ...
كان يرتدي ملابسه السوداء ... كان يمشي بسرعة مع محاولة من رداءه باللحاق به متعلقا بكتفيه ...
لم يلقِ بالا للخادمة آنا التي هرولت لاستقباله ...
انطلق من فوره يناديني بصوت حاد قاسي :
-أين انت و اللعنة عليك ؟
كنت أغسل وجهي و لم أقم بتنشيفه لأنه منذ رآني قام فورا بسحبي من يدي و صعد بي نحو غرفته و أنا ألحق به محاولة فهم ما الذي يجعله غاضباً هكذا ...
أمرني بالجلوس على الأريكة و هو جلس على السرير مقابلا لي ...
يا الهي ... يونغي حتى و هو غاضب ييدو وسيما

اخرج هاتفه و فتح فيديو كان قد صوره في وقت سابق لعدة مبان اختفت و تلاشت أمامه ...
و بعض السيارات التي تبخرت و لم تترك اثرا حتى و كانها لم تكن
وسعت عيناي و انا انظر الى ذلك ...
بدا علي التوتر واضحا جدا ... و شحب وجهي ...
-م ... ما هذا ؟
-فسري لي انت و اللعنة ما هذا ؟
-ا ... انا ؟
زفر يونغي بغضب و اقترب مني و هو يكاد ينفجر في وجهي ...
-اسمعيني ... ساعد حتى ثلاثة ... اقسم ان لم تفسري لي ما يحدث فساقوم بقتلك ... صدقيني لن اتردد لحظة في ذلك ...

-و ما ... و ما ذنبي أنا ... صدقني لا ... لا ذنب لي
-من قال أنه يود العودة لعالمه ؟ همم ؟ ... من قال أنه كتب كل هذا ؟ " انا ... كتبت هذا ... كله ... ألست مبدعة ؟ " هل تذكرك هذه الجملة بشيء ؟ ...
كان ينطق بغضب و يصرخ بشدة ...
-انا لم ... لم اقل هذا ...
-سأبدأ بالعد الآن ... ان لم تخبريني ... فسأقوم بقتلك ... هل كلامي واضح ؟
-لا ... لا اسمعني فقط ...
-اي عالم ستعودين له ؟ و ما الذي كتبته ؟ و لما يختفي كل شيء ؟
-لا استطيع اخبارك ... ارجوك تفهم ما امر به ... لا يمكنني ...
-ان كنت لا تودين الموت في هذا العالم ... عالمي أنا فتكلمي الآن ...
-اسمعن...
-في قانوني أنا ... كل شخص ثمنه رصاصة ... و هذا القانون ينطبق عليك انت ايضا ...

-ما استطيع اخبارك به ... انك ستكون بخير ... لن تختفي ... انت الشخصية الرئ...
عندما ادركت انني انجرفت بالحديث اغلقت فمي بيدي و ارتجف جسدي ...
-الشخصية الماذا ؟
تكلم بصوت هادء كان اكثر اخافة من صوته الحاد ...
و اثار الرعب في نفسي ...
ما الذي خطر ببالي لاجعله هكذا ؟ لاجعله بهذا البرود و القسوة ؟
تنهدت عدة مرات محاولة استعادة رباطة جأشي ... و تنظيم أنفاسي ... عندما علمت ان لا مهرب من اخفاء الامر عنه و بانه قد يقتلني فعلا و بدم بارد نطقت :
-ساخبرك ... لكن عدني الا تقوم بايذائي ...
-لن افعل ... اعدك ... تكلمي ...
-حسنا ... ما ساقوله سيبدو مجنونا و لكن ... حسنا أنا كيم تايلا ... انا مهندسة تكنولوجيا ... و كاتبة ايضا ... لقد كتبت رواية ...
تنهدت قليلا و وضعت يدي على قلبي اتحسس نبضاته العنيفة
-اكملي لن اقوم بايذائك ...
-لقد كانت الشخصية الرئيسية هي انت ... هوسوك ... آنا ... كل هذه الشخصيات انا من كتبتهم ... كنتم انتم محور روايتي ... ما اختفى من العالم كان ثانويا ... لا فائدة منه ...
-هل تسخرين مني الان ؟
-لا ... لا اقسم لك لاا ...

ارتجف جسدي مجددا و كدت ابكي ... لست في موقف احسد عليه ابدا ...
-ارجوك ... انا لا اكذب اقسم لك ...
-معك خمسة عشر ثانية لتثبتي لي انك لا تكذبين ... و بعدها ساتخلص منك ...
-المقهى ... الذي تجلس به انت و هوسوك ... تدخل انت و تجلس في طاولة ... بجوار مكتبة صغيرة ... كنت هناك قبل يومين من ظهوري ...
-ماذا ؟
-اسم الكتاب الذي كنت تقرأه هو " شقة في باريس " ... قرأت منه خمسة صفحات ... ثم اتى هوسوك ...
استقام يونغي من مكانه بعد انتهائي من حديثي و ذهب ناحية النافذة ... بات يعلم الان انني اذكر تفاصيل دقيقة في حياته ... لا يعلمها الا هو ...
-و ما الذي يضمن لي انك لا تراقبينني ؟
-تبا لك ... لما ساراقب طبيب جراحة عصبية متعجرف و بارد مثلك هه اخبرني ؟
-اذكري تفصيلا آخر ...
-لقد فوتت عملية طفلين ... نقلتها الى طبيب اخر ...
الطفل الاول يعاني من تضيق الشريان السباتي ... و الاخر لديه تشوه في عموده الفقري ...
فكر يونغي للحظة في كلامي ... كيف لي ان اعرف مثل هذه التفاصيل و انا لا امتّ للطب باي صلة ...

كان وجهه خاليا من التعابير ... افهم ما يمر به ... اظن هذا رد الفعل الطبيعي بعد ان ادرك ان عالمه ليس حقيقيا بل انا من دونته ...
جلس على السرير محاولا تهدئة نفسه ...
ثم ذهب ليخرج بعض الاوراق من احد الرفوف و اخذ قلما و قدمهم لي ...
-اعيدي كل شيء كما كان ...
-ك ... كيف ؟ لا يمكن ...
-ما هو الغير ممكن ؟ الم تقولي ان هذا كله من نسج خيالك ؟ ... و الم تقولي ان هذا كله من تاليفك ؟ اذا اكملي الرواية الان و اعيدي كل شيء كما كان  ... و اكتبي انك اختفيتي ايضا لانني لن اضمن لك ان ابقيك حية لو رايتك مجددا ...
-لا يمكن ... يجب ان اعود لعالمي ... كي اكمل الرواية
-اذا عودي ... اين الطريق انا ساوصلك بنفسي ؟
-لا استطيع العودة ... عليك ان تحبني حتى اعود ...
-تحلمين ... لدي حبيبة بالفعل ...
-لا يهمني ... هذه الطريقة الوحيدة لاعود الى عالمي ...
ضحك بصوت عال ثم عادت ملامحه باردة مرة اخرى
-و انا لن افعل ... لنرى كيف ستعودين ...

رمى كلامه بقسوة و خرج من الغرفة و قام باقفالها ... قمت باللحاق به و طرقت على الباب ...
- افتح الباب ... يونغيي ... قلت انك لن تؤذيني ... افتح الباب ...
-ستظلين هنا حتى نجد حلا لهذه المشكلة ... و ان اردتي اقفزي من النافذة ... ستنكسر رقبتك لان الغرفة عالية ... سارتاح منك حتى ...
جلست خلف الباب و بدأت افكر كيف ساخرج ...
كيف لمتبلد بارد متعجرف ان يقع في حبي ؟
و هو عنيد ... يا الهي ...
بقيت جالسة خلف الباب و غفوت ...
كيف له حتى ان يمتلك حبيبة و انا لم اذكر ذلك في روايتي ؟
سمع صوت فتح الباب بعد ساعتين تقريبا ...
نهضت انا واضعة يدي على كتفي ... فقد فتح الباب بهمجية ...
-الا يمكنك ان تكون لطيفا قليلا ؟
صرخت به و هو دخل ... نظر الي و انا ائن من شدة الم كتفي ...
لم يتكلم بل استمر بالنظر الي ... ثم اقترب مني و ازال يدي عن كتفي ...
-لا تضغطي عليه سيؤلمك اكثر ...
-انه يؤلمني بسببك ...
-كوني ممتنة انني لم اقم بقتلك ...

├┬┴┬┴ يتبع ... ┬┴┬┴┤

رأيكم ...
.
.
.
توقعاتكم ...
.
.
.
لا تنسوا التصويت و ترك تعليقات مشجعة لي

داخل روايتي 📖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن