06

41 5 4
                                    

تحدث أبي مع الشرطة طالباً منهم البحث عني على أنني مفقودة ... في هذه اللحظة بالذات خرج جميع من كان في المنزل منه ... كانت خطتهم أن يبحثو عني في المقاطعات القريبة و المدن المجاورة ... ظنناً منهم أنني قد هربت ... وبخروج الجميع من المنزل كانت السماء تمطر ...
و أصبح المطر غزيراً بشدة بينما كنت أنا أحترق هناك لشدة الحر
أعانق يونغي بكل ما أوتيت من قوة و أبكي بصمت
لم أكن أود أن أخسره ...
الألم يكتسح كل جسدي و بالأخص قلبي ...
فليمسح أحدكم تلك النقطة !
رفعت عيناي لٱنظر إليه ... تلك العيون القططية و رموشه الطويلة ... ملامحه الهادئة تلك و شعره ذو اللون الأشقر الغامق ...
أظن أن المطر سمع أمنيتي ... ولحسن الحظ أن أبي و من معه كان أمر اختفائي هو شاغلهم الوحيد ...
لم يكترثوا بنافذتي المفتوحة ...
و أنا لا أزال أتأمل جماله الاستثنائي رأيت جفونه تنسدل على عينيه ثم فتحها مجدداً ...
لحظة !
هل تحرك للتو ؟!

__________________

ظننت أنني أهلوس و سرعان ما استبعدت تلك الفكرة عندما أردف بصوت رجولي عميق :
-ما الذي تحاولين فعله ؟
ابتسمت بجنون رداً على ذلك بينما قام بابعادي عنه و تراجع للخلف ...
-ماذا دهاكِ ؟
-يو ... يونغي ... لقد ... أنا سعيدة ... حقاً
أردت احتضانه مجدداً و لكنه أوقفني ...
-لا تقتربي ...
توقفت و تلاشت ابتسامتي من فورها و لكن داخلي يشتعل من السعادة
-ما سبب هذا الابتهاج المفرط ؟
نفيت له برأسي و أردت الخروج و لكنه قام بامساكي من معصمي ...
-هل حدث شيء ما ؟
تحدث بصوت لطيف عكس أفعاله القاسية و نظراته الباردة ...
-لا تكترث ...
توجهت الى الدور السفلي و جلست مع الخادمة آنا التي كانت تعد القهوة ... و هي بالفعل أعدّت لي فنجاناً و احتسيته بتجاهل تام لذلك الذي قام بتوديعي و خرج من المنزل ...
-أعتذر لكِ نيابة عن السيد يونغي ...
-لا داعي لذلك ...
-إنه هكذا دائماً ... بارد و غير مهتم و...
-أعرفه بالفعل ...
اختصرت ردي و أكملت ارتشاف قهوتي شاردة بما حدث ...
و بوصول يونغي الى المشفى حيث كان قد وردهم طفل بحالة مستعصية و كانوا ينتظرونه كي يقوم بعملية جراحية له ...
قابلته بارك شين برداءها الأبيض و مشت معه الى غرفة العمليات ...

__________________

يونغي لم يكن بكامل تركيزه ... هو يعلم أن هناك شيئاً يشتته ...
جميع الطاقم الطبي في تلك الغرفة تهامسوا بالشيء نفسه ...
-الطبيب يونغي ليس على طبيعته ...
كانت يده ترتجف و هو يمسك بالمشارط الطبية
هوسوك كان يقف بجانبه مراقباً جرعة التخدير التي تسربت لجسد ذلك الطفل ...
-يونغي ... أنت ترتجف ...
همس له من تحت قناع الوجه خاصته و لكن الآخر أردف محاولاً إثارة الطمأنينة في نفس تلآخر :
-أنا بخير ...
بدأ يونغي بعد مدة ليست بطويلة بالتعرق ... و زاد ارتعاش يديه حتى سحب هوسوك ما بيده مدركاً بأنه قد يؤذي الطفل أو يسبب له مشاكل أخرى بحالته الغير متزنة هذه ...
-يونغي اخرج ... بارك شين نادي الطبيب البديل بسرعة ... و أعطوه جرعة تخدير أخرى أقوى بضعف واحد ...
ألقى هوسوك بأوامره و خرج برفقة يونغي الذي كان يكابر و يقول أنه بخير و يمكنه إتمام العمل الجراحي ...
ساعده في الجلوس ثم نزع عنه قناع الوجه ...
-انظر إليّ ... ما بك يا رجل ؟
-لا شيء أنا بأفضل حال
-أنت ترتجف ... هل أنت مريض ما الذي حدث ؟
-لا شيء ... اريد اكمال..
-تريد ماذا ؟ لن تكمل العمل الجراحي بحالتك تلك ... اهدأ ... بمَ تفكر ؟
-أريد الذهاب للمنزل ...
-يونغي ... أنت متعب ... فقط أخبرني ما الذي حصل أنت لم تكن هكذا قط ... الجميع لاحظ أنك لست بخير ...

__________________

خرج يونغي متجاهلاً أسئلة هوسوك التي لم يجد لها أجوبة ... تركه و عاد إلى المنزل مباشرة ... هناك ما يشتته و هو يعلم ذلك جيداً ... و لأنها ليست عادته فهو قرر أنه بحاجة لإراحة نفسه و تخليص عقله المزدحم بالأفكار منها ...
توجه فوراً إلى سريره و جلس محدقاً في اللاشيء
الآن أنا فقط ... و لا أحد غيري يمكنه مساعدته ...
لاحظتُ دخوله الفوضوي ... أكملتُ قهوتي ثم صعدت إلى غرفته ...
-يونغي ...
عندما لم يرد أدركت أن هناك شيئاً قد حصل
-أنت بخير ؟
لا زال محدقاً في الفراغ ... إنه لا يرمش حتى ... خشيت من شيء واحد في تلك اللحظة ... أن يكون الزمن قد توقف ثانية و هذا أكثر ما لا أريده في الوقت الحالي ...
-كف عن تجاهلي يوني ...
نزلت الى مستواه و نظرت مباشرة في عينيه ...
-تايلا ...
نطق بهدوء ... و يااااه ... يا لشدة جمال اسمي الآن !
لم استطع أن أجيبه ابتسمت فقط و شردت ...

__________________

استأنف يونغي حديثه ...
-ماذا لديكِ على الثامنة مساءً ؟
-ماذا ؟
كنت مصدومة من سؤاله ... أيعقل أنه ... لا لا ... أزلت الأفكار من رأسي عندما استقام و أردف بصوت رجولي عميق ...
-أجيبيني ...
-هل أحببتني فجأة ؟
-لا تستطيعين اجباري على ما لا أريده ...
-اذاً ماذا تريد ؟
-سأدعوك على العشاء ... كوني جاهزة على الثامنة
-لكن ... لا أستطيع ... أنا ...
-اممم ... هذا ليس اقتراحاً ...
بالتفكير بالأمر ... أي فتاة سترفض الخروج مع مين يونغي ؟! لست أنا طبعاً ... يالي من محظوظة !
رمى كلماته ثم استدار ينتقي ملابساً من خزانته
يختار قميصاً و يعيد آخراً ...
كان مهتماً جداً بها الأمر بشكل غريب مختلف عن العادة ...
لحظة ! ... ما الذي سأرتديه و أنا انتقلت إلى هنا بملابس النوم خاصتي ...

__________________

-انتظري ...
استوقفني بكلمة واحدة منه و قدم لي علبة متوسطة الحجم ... ثم أكمل : ارتدي هذه ...
هل يونغي اشترى لي ملابساً للتو لنخرج معاً للعشاء ؟ هل كان يخطط لذلك قبلاً ؟ قلبي ينبض بقوة ... ينبض بجنون ...
أخذتها منه بأيدٍ مرتجفة و خرجت من الغرفة تاركةً إياه يختار ملابسه ...
كنت بعد ساعة أتأمل ملابسي أمام المرآة ... مدهوشة ... كانت باللون الأسود و النيلي ... يا إلهي كيف عرف ألواني المفضلة ؟ أيعقل أنها صدفة ؟
كانوا على مقاسي تماماً ... و تداخل الألوان يبهرني ...
توقفت جامدة مصدومة فقط ... يااااه !!!
أفزعني صوته من خلفي بهالته الجذابة و صوته العميق الذي وقعت بحبه منذ اللحظة الأولى التي سمعته بها ...
-هل أعجبك ؟
كيف لا ؟! بحقك إنهم أجمل ما ارتديته في حياتي كلها !
-شكرا لك ...
-إنهم بألوانك المفضلة ...
ماذا قال للتو ؟ كيف علم ؟
-من أخبرك ؟ ...
-أنت الشخصية الرئيسية في روايتي ...
هل استخدم جملتي ؟!
أنا الشخصية الرئيسية ؟ و في روايته ؟ يا لحظي !
و قبل أن نخرج من المنزل و هو يمشي بجانبي بخطى هادئة أخرج هاتفه و أجرى اتصالاً
-هل قمتي بتحويل العملية ؟ كيف لا ؟ يبدو أن مخالفة تعليماتي تجعلك سعيدة بارك شين ... لا تبرري ... طلبت منك تحويلها و لو حدث لذلك المريض شيئا فهو على مسؤوليتك ...

__________________

يتبع ...
.
.
.
توقعاتكم ؟ آرائكم ؟
.
.
.
لا تنسوا الضغط على زر النجمة و كتابة تعليق
و شكرا لكم على الدعم ...
استمتعوا ... 🧡

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

داخل روايتي 📖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن