02

54 11 7
                                    

نظرت حولي و كأنني انتقلت لعالم خيالي ... ليس بالمعنى الحرفي ... تلفتت حولي مرارا ... كان كل شيء مألوفا ... السيارات ... المباني ... الأرصفة و الطرقات ... كيف لا ؟ ... و كل شيء هنا من تصميمي أنا ... و من خيالي ...
كل شيء هنا أنا قمت بتدوينه ...
و لكن هذا مستحيل ...
كيف هذا ؟ ... لطالما شاهدت هذا في افلام الخيال ... و لكن ليس في الواقع ...
كيف اكون في روايتي ؟ ...
بدأت أسمع الحوارات التي قمت بكتابتها بنفسي ...
وضعت يداي على رأسي و صرخت بكل ألم ...
بكيت و جلست على الأرض و أنا أتنفس بقوة و كأن الهواء يكاد ينفذ مني ...
جيد إنني لم أجعل هواء هذه المدينة ماءاً !

حاولت استعادة انفاسي و لكن هذا مستحيل ...
كلما فكرت بما حدث راودني شعور مؤلم ...
أود العودة الى حيث كنت ...
الى عالمي ...
نظرت الى ملابسي ... لا ازال ارتدي معطفي و ملابس النوم خاصتي ...
دسست يدي في جيبي حيث وجدت تلك الورقة ...
التي القيتها هناك حتى ادون لها تفاصيل اخرى ...
لفت انتباهي تلك العبارة الاولى التي تربعت على اول سطر ...
/ لكي تعود على يونغي أن يقع في حبها /

وسعت عيناي و بدأت ارتجف ... كنت اخطط لجعل خادمة يونغي ترحل ... و على ذلك البارد ان يقع في حبها حتى تعود ...
اقسمت في نفسي انها المرة الاخيرة التي اكتب بها رواية ...
ما الذي سأفعله الآن ؟
عاودت قراءة تلك الجملة ... ماذا لو كانت المفتاح لعودتي انا الى عالمي ؟

على كل حال ... اين ساجد يونغي الان ؟
التفتت حولي مجددا محاولة ان اعيد توازني و ركزت في اسم الشارع الذي انا به ...
ادركت ان منزل يونغي بعيد عن هنا مسافة ثلاث ساعات تقريبا ...
اوقفت سيارة اجرة و قمت بارشادها الى منزل يونغي ... و نزلت هناك ...
مشيت عبر الممر الطويل حتى بوابة منزله ...
و انا اقف تحت المطر هناك و قد بدأت اتبلل بالكامل ... تأملت المنزل الذي يقبع به ... اااه يا له من منزل !

انه متقن التصميم و الديكور ... انه رائع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ...
فتحت لي الخادمة الباب و هي مستغربة ...
تذكرت ان يونغي كان خارج المنزل يتناول الطعام مع هوسوك ... هذا كان اخر ما دونته ...
-عفوا ... كيف لي ان اخدمك ؟
-منزل الطبيب مين يونغي صحيح ؟ ...
-اجل هو ... ما الذي تريدينه ؟
كانت تسأل و ملامح الاستغراب طغت عليها و هي تتاملني ... فتاة بملابس النوم و معطف ... تقف امام الباب و هي مبللة بالكامل ...

-من فضلك انا اريده في شيء ... ارجوك ...
-هو ليس هنا الان ...
-اعلم ... انه في المطعم يتناول الطعام مع الطبيب هوسوك ...
-ك ... كيف عرفت ؟ ... من انت ؟
-دعيني ادخل اكاد اتجمد ...
سمحت لي بالدخول بعد تردد ... ادري ان قوانين يونغي قد نصت على عدم ادخال احد للمنزل ...
اعلم هذه القاعدة جيدا انا من دونتها بنفسي ... ليتني لم افعل ...

داخل روايتي 📖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن