03

53 13 21
                                    

نظر الي بعيون شبه غائبة عن الوعي ...
-لما تنظر الي هكذا ؟
-لنفترض انني اخطأت السمع ... تريدينني ان احبك ؟ من انت لكي اقع في حبك ؟
-ارجوك ... انها الوسيلة الوحيدة ...
-الوسيلة الوحيدة لماذا ؟
-لا استطيع اخبارك ... فقط ساعدني ... ارجوك يونغي ...
-استديري و افتحي الباب و انزلي من سيارتي حالا ... و لا تعترضي طريقي ثانية
اقتربت منه و عانقته ... حتى و هو غاضب يجعلني احبه ... انه رائع بصورة مختلفة ...
عانقته بكل ما اوتيت من قوة ... و اغمضت عيناي ...
أما هو فضحك بسخرية ... و ازال يدي عنه و ذهب ليفتح الباب خاصتي ...
-اخرجي ...
ادركت في هذه اللحظة و هو ينطق بكلماته بكل برود و تجاهل كم هو عديم الاحساس ...
من لي ان الوم غير نفسي ؟ انا من جعلته هكذا ...
نزلت من السيارة بعد ان فقدت الامل ... و مشيت على الطريق محتضنة نفسي لشدة البرد ... و سيارته مرت من امامي و لم يتوقف حتى ... و لا ذرة شفقة واحدة ...

عدت الى منزله بعدما تلاشت سيارته ... و اصبحت بعيدة ...
قررت ان افعل ما بوسعي حتى يستمع الي ...
انا ادري جيدا اين يعمل و في اي مشفى ...
لذا استقليت سيارة اجرة ... لحسن حظي انني كنت امتلك بعض النقود في جيب معطفي ...
وصلت حتى باب المشفى و انتظرته هناك ...
ساعة ... ساعتين ... و أنا واقفة انتظر السيد يونغي ان يحضر ... البرد نهش عظامي ... اكاد اسمعها تحتك ببعضها ...

قربت يداي من بعضهما افركهما بقوة و انفخ عليهما ...
خرج اخيرا ... بالمناسبة لقد ذكرت سابقا انه يجيد التجاهل ...
بالفعل مر من امامي دون النطق بحرف ... دون ان تلتفت حتى حدقة عينه لي ...
يدس يداه في جيوبه و يرتدي قناعا ابيض يخفي فمه و انفه تحته ...
تحرك نحو سيارته بخطى بطيئة مسحوبة ...
احببت طريقة مشيه ... يا لي من مبدعة !
مدحت نفسي ثم سعلت فجأة بحدة ... و سقطت ارضا ...
لم يكن قد ركب في سيارته عندما حدث هذا ...
في هذه اللحظة كل الممرضين هناك تجمعوا حولي ... اما هو فاقتحم هذا الحشد و تحسس جبيني و عندما ادرك انني اكاد اتجمد ثم حملني و وضعني في سيارته ... و نزع معطفه و قام بوضعه علي ...
كنت ارتجف و انا بالكاد اشعر بجسدي ...

و هكذا حتى وصلنا الى منزله ... و قام بحملي حتى غرفة نومه و وضعني على السرير ...
و ما ان كاد يخرج حتى امسكت يده و عيناي بالكاد مفتوحتان ...
-لا ... لا تتركني ...
افلت يدي و جلس على حافة السرير دون النطق بكلمة ...
-انت ... تنهي دوامك ... في ... السابعة ... مساء ... لما ... لما خرجت ... باكرا ...
كان كلامي متقطعا ... انطق به و كانني ثملة ...
-و ما ادراك بساعة انتهاء عملي ؟
ضحكت و انا بالكاد اتحرك ...
-انا من كتبت هذا ...
-ماذا كتبتي ؟ لم افهم ...
-انا ... كتبت هذا ... كله ... ألست مبدعة ؟
قلت و اسقطت رأسي على الوسادة ... اااه رائحة عطره تملأ المكان ... و غفوت و انا ارتجف لشدة البرد الذي اشعر به ...
بقي بجانبي حتى الصباح و لم ينم ... كان يعطيني الادوية و يضع كمادات دافئة على وجهي حتى هدأت ...

عندما نهضت وجدته أمامي يمسك هاتفه و يتصفحه ... ابتسمت بخفة و تأملت تفاصليه ... عن قرب هو يبدو أكثر وسامة مما كنت اتصور ...
شعره الحالك المبعثر بطريقة جميلة ... و رموشه تنسدل كل لحظة و هو يطالع هاتفه ... و اصابعه تتحرك بسلاسة عليه ... وجهه المتورد بخفة ... قميصه الابيض ... اااه يليق به هذا اللون !
-لما تحدقين بي ؟
لم يرفع عيناه عن الهاتف كيف رآني ؟
-م ... ماذا ؟
ابعد هاتفه و اقترب مني بسرعة مضيقا عيناه و مقلتاي تتجول بينهما ...
وضع يده على وجنتي و انا لا زلت احدق به ... كم يده دافئة ...
-لا يوجد حرارة ... انت بخير الان ... اخرجي من غرفتي ... آنا تعالي الى هنا ...
نهضت احاول ان استقيم بتوازن ... لا ازال اشعر بالتعب ... سعلت مجددا لينطق :
-هناك على جانب السرير يوجد دواء للسعال ... خذي قرصا اذا اردتِ ... و انت آنا ... غيري ملاءات السرير ...

وجه كلامه مباشرة للتي لتوها فتحت الباب ... ثم استقام بدوره و جلس على اريكة تموضعت بجانب السرير ...
-شكرا لك لا اريد شيئا ...
نطقت بصوت خافت و خرجت من الغرفة ...
لحظات قبل ان افتح البوابة ...
-توقفي ...
-ماذا الآن ؟
-احضرت لك انا قرصا ... خذيه ... لا يجب ان تخرجي هكذا ...
مد يده يناولني اياه و لكنني فتحت الباب و خرجت ...
-لا اريد شيئا ... شكرا لك على كل حال ...
كانت ردودي باردة خالية من اي مشاعر ... لا اكاد اصدق انه فظ بالتعامل ... ما الذي دهاني ؟ ...
اريد العودة الى عالمي و لو كلفني هذا قتله ...

مشيت نحو الخارج بخطوات بطيئة ... لا اعلم اين ساذهب ...
تبعتني آنا ... ساعدتني على المشي جيدا ... و اعادتني الى المنزل ...
-يبدو ان لا مكان لك كي تذهبي اليه ...
اومئت برأسي بخفة ثم ادخلتني غرفة الضيوف رغم رفضي ... لا اريد ان اكون معه في نفس المنزل ... على كل هو ليس المذنب في هذا ... انه مجرد شخصية خيالية ... لا اكثر و لا اقل ...
خرج يونغي من المنزل مجددا و استقل سيارته ...
كان هناك الكثير من الاشياء التي اختلفت ...
فأنا لم اكمل الرواية ...
كان من الصعب على شخصيات الرواية ان تكمل حياتها لوحدها ...
بدأ يونغي يلاحظ ذلك ... ذات يوم تحولت اشارة المرور الى خضراء بسرعة ... و اختفت بعض الابنية الثانوية ... و اختفت عدة شخصيات لم يكن لها دور مهم في القصة و لم اكن انوي جعل دورها كذلك ...

__________________

يتبع ...
.
.
.
رأيكم ...
.
.
.

انا اقوم بتعديل الجزء الجديد من المنزل المظلم ✰ سوف اقوم بنشره غدا في فترة الظهيرة ان شاء الله
و لا تنسوا شروط خلف القضبان ...

داخل روايتي 📖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن