" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣ / ١٢ ربيع ثاني ١٤٤٥فضلًا لا أمرًا :
قبل قراءة الرواية إبدئي بذكر الله
وصلَّ على محمد اللهم صلَّ وسلم عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرا
ولا تنسوني ووآلديّ من الدُعاء
إستغفر الله العظيم من كُل ذنب عظيم
اللهُّم أِجعلها شاهدةٍ لي لا عليَّ
بسم الله ما شاء الله لا حول ولاقوة إلاّ باللهيذبحني إني أشوفك بس مقدر أجيك
أطالعك لين يذبل خاطري وأبتعد
تطمني لو أموت من الوجع ما عليك
حزين " موجوع قلبّي " كملي وش بعد ؟
غريب لاقى وطن داخل ملامح يديك
من علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد !
أبيك وأخاف وأرجع أعترف ما أبيك
أنا أنتظر شخص راحل وأنتظر للأبد
يعيش شعر الجزاله لو يموت الركيك
وتعيش صُدفه تجيبك في يدين الوعد
يابخت غيري إذا ينساك او يلتقيك
ويا حرّ صدري لو إني قلت شوقي برّد !
طالت مشاوير حُزني بالمنافي هذيك
كُل شخص يرحل يحُط بذكرياتي وتدّ
تعبت وأسف على حُزني وموتي وشيك
مدري وش أقول ولكن ما لدمعي عدد
الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك
وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !- في إحدى مجالس " قرية الضبّاع " في مكان تُحيط بهِ الهيّبة ويُدك الرجال الأرض بأرجلهم ضاربين بأكفهم تحية _ وقّار _ للشخص وللمكان وتحديدًا في مجلس " سُهيل آل هزاع " يقف بطوله الفارع وجذعه العريض صدره يعلو ويهبط من جدية الموقف ! يزفر أنفاسهُ الحارة ثم يرفع رأسه بعينان تتوقدان نارًا لحظات خاطفه فقط وثانيه تبعتها أُخرى ليرفع معصمه مدقِقًا النظر بالساعة ثم يلتفت لجده قائلًا بصوتٍ أشوس وبلامُبالاة تجعل الدم يتجمد في عروق الحاضرين : خمس دقائق تفصلنا عن وصول الشرطة ، أختم هالمسرحية بكلمة حق يا جد ! كلمتك دايم ترجح لها كفة الميزان حُط النُقاط على الحروف وأترك عنك هالعاطفة !
- هارون أنفغر فاهه ووقف مشدوهًا ليتحفز جسده ، يفرك يديه بتوتر ، بعينان جاحضتان ودم فائر ، يصرخ بطريقة لا تمُت للأدب والوقّار بصلة ، يزمجر بصوته مُتعديًا على هيبة الشخص الذي يترأس صدر المجلس ليلبس ثوب البدائية والوحشية وبكُل تبجح : ومن هو الذي حطك علينا وليّ ؟ بأي حق تبلغ عني للشُرطة وتتهمني باطل ياولد نيّاف !
- ترمشُ عينا ضاري بسرعةٍ جنونية يتنهد باِضطراب جازمًا في قرارّة نفسه أن دفة الحديث وصلت لنُقطة لا يُحمد عُقباها وأن ذخيرة التبريرات قد نفذت حتى أخر رمقّ !
يُحرك رأسه بعدم تصديق ليتمسك بآخرِ قطرة أمل لعل فتيّل الشمعةِ لا ينطفئ ولعّل نهاية ولده هارون لا تكون بهذه الطريقة المُخيفة والمؤلمة ! ليقول بصوتٍ مُتحشرج وبوجه واجم ونبرّةٍ حمائية : من سلطك على ولدي يا رهيّب ! من وين لك كُل هالعنجهية الذي تمارسها علينا ؟
- تتجعد ملامح رهيّب بإستياء مُريع ، ويتغضن جبينه بعدم إعجاب قاصدًا أبنَ عمه ينظر له نظرةٍ من عُلو دون أن تؤثر بهذا الجبل الشامخ أي كلمة قُيلت ، يسمح لهالة الشموخ أن تُحيط به ليميل ثغره ببؤس عاجز عن كبح لجام تهكمه وسُخريته ، رافعًا سبابته مؤشرًا بِها على هارون الذي يرتعد خوفًا كقطة هاربة : ولدك هذا يا عمي يشكو علّه نفسية ، فهو جدير بالرحمو والشفقة ! والسجن هو المكان الذي بيداويّه !
- حكَ سُهيل دقنه الذي غزاها البياض بكثافة ، ناظرًا لهم بنظرات تقذف حُممًا بركانيه أصابتهم جميعًا بمقتل ، ملتفتًا بصلابة ليتكلم بصوته الرخيّم موجهًا كلامه لحفيده القابع إلى جانبه بخطواتٍ بسيطه : لاتزيد النار حطب يا رهيّب !
ثم يوجه سهام نظراته الى ولده ضاري قائلًا بحسم جعل ضلوعهم ترتعد من هيبة الموقف : هارون يستاهل ما جاه يا ضاري ، ولدك سلك درب الجنون وتعدى على كُل الخطوط الحمراء للدين ولقرية الضبّاع ! دلالك له هو سبب فساده !
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !