- البارت الـ٥ .. الجزء الأول :

176 9 1
                                    


- ترمي الباب من خلفها بغلاظه وبعنفوان شديد وصدرها يعلو ويهبط في حركه تنُم عن غضبها الشديد قلبّها يختض بوجع كثيف على أخوها التي سحقه سُهيل بالكلام دون أدنى رحمه تلوم نفسها وتلوم هذا الزواج البغيّض .. ثم تنتزع نقابها وترميه على الأرض بعُنف ، تنظر إلى أنحاء الغرفه بأختناق لينعاد سيناريو ليّلة أمس في مُخيلتها فيزداد إختناقها ، قبل أن تلتف بجسدها الغضّ ناحية رهيّب الذي دخل إلى الغرفه ، تتجاهله بعدم أهتمام وقبل أن تُلامس أصابعها عروة الباب تطلق شهقه عنيفه أرتجت لها ضلوع صدرها وهي تستشعر كفه تلتف حول معصمها ويسحبها ناحيته : على وين بدون نقاب ؟!

 -  تبدو أمارات الهلع على ملامحها لتتحول إلى غضب مُخيف وكأنها تحولت خلال ثوانٍ معدوده إلى قطه شرسه ستقتلع عينيه بأظافرها ، ثم تنتزع معصمها من بين كماشته البشريه تصرخ فيه بصوتٍ مُناقض تمامًا لكونها أُنثى حتى خُيل لرهيّب أنها تنتمي إلى فئة القطط المتوحشه حقًا : شيء ما يعنيك ، مُصدق نفسك أنك صرت مسؤول عن تحرُكاتي !
-  يرمقها بنظره حاده جعلتها تُدرك تأثير تمرُدها عليه ، فيدفعها حتى يُلامس ظهرها الباب لتشعُر بتكسير عظام عمودها الفقري فتطلق آهٍ موجعه وصلت إلى حدود سمعه فيقترب بأتجاهها يحاصرها بكلتا يديه دون أن يسمح لها بالهروب من قبضته : جنونك بيوديك بداهيه ما تعرفي سقفها من قاعها ! وبخصوص مسؤوليتي عن تحرُكاتك هذا أمر مُسلم فيه وما عندك مجال للأعتراض أصلًا !

 لاحظ كيف لمعت زاوية عينيّها بقسوه رُغم أنها كانت تُثبت نظراتها ناحية كتفه المُتضرر أثر ضربات أخوها اوس .. ولم تنظر مُباشرةٍ إلى عينيه بل تُشيح بنظراتها عنهُ دومًا ! فهذا هو عقابها الخاص الذي تُعاقب به كُل شخص يجرحها في الصميم فتحرمه من مُعانقة عينيه لعينيها ولو بنظره خاطفه !  لتصل همساتها اللآذعه إليه بطُغيان وبنبره هامسه حارقه لا يمكنه نسيانها : مو قلت عايف قُربي ؟ ليه تلمسني ولو بطرف أصبعك ! عُد للألف قبل تفكر تقرب منيّ مره ثانيه ، لأن بنت العاصمه عايفه قُربك أضعاف ما أنت عايفها !
ثم تنحني من بين ذراعييه تستّل نفسها من قبضته وتبتعد بخطواتٍ واسعه غاضبه ، تقترب من التسريحه تأخذ مِنها عطر بطريقه عشوائيه قبل أن ترميه بكُل قوه ناحية المرآه ليتناثر زجاجها على أرضية الغرفه بطريقه مروعه والتي أصدر أرتطام العطر فيها صوتٍ مُخيف يُشابه صوت الأنفجار لحقل مليئ بالألغام ، فتُصيب معصمها قطعة زُجاج طائره تجرح طبقة جلدها الرقيّق !
 
يالله أنها تبتسم أمامه ببلاهه بعينيها الوسيعه والتي تحكي دواوين من العتاب اللآذع وكأن جنون مافعلته يُعتبر أنجاز عظيّم !
ولكن لحظه هل التقطت عطرًا أخر ؟! ماذا تنوي فعله تلك المُصابه بأعلى درجات الجنون في هذه اللحظه ؟ تنتزع غطاء العطر  وترش منه رشات متواصله على جُرح معصمها التي ينزف بشراسه !!!!
لقد أحتقنت عينيها بالدماء وتجعدت ملامحها بشده وهي تستشعر الحريق الذي أصاب معصمها نتيجة فعلتها المجنونه ، ولكنّها لم تتوقف بل على العكس تمامًا أستمرت برش رذاذ العطر على جُرحها دون توقف ! حتى كاد مخزونه السائل أن ينفذ !!
بدت كفها بالأرتجاف المُخيف وعلى صوت تنفسها المخنوق من الريحه الذي تسربت إلى رئتيها لتجحض ملامحها وتكُح بسرعه مُخيفه وبأنفاس مُتقطعه كادت أن تصمُت تلك الأنفاس إلى الأبد !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن