- البارت الـ١٥ .. الجزء الثاني :

93 6 1
                                    


- في مجلس سُهيل :
- ينطق جواد بدفاع غزير : لو كان لي خاطر عندك ياجد ولو واحد بالمية فأسألك بالله تلبي لأُختي طلبها .. تكفى ياجد بلاش جروح أضافيه .. عليم الله بأن جروح الماضي تكفيها وزياده !
- لينظر بأتجاه أُخته التي تجلس بجانبه بصمتٍ مُريب وتعب واضح قد بان في تقاسيم وجهها النديّ .. ينظر لها نظره ذات مغزى وكأن الحياه لقد قدمت لهُ الفرصه هذه المره على طبق من ذهب ، لقد آن الأوان ليظلها تحت ظِله وليكن أهلًا لجينات الدم التي تربطه بِها .. هذه هي اللحظه المُناسبة ليستخدم كرت الأخوه التي يجمعه برزان ويسنّدها ولو قليلًا فهو يعترف أنهُ يتواجد ضمن دائرة الخُذلان التي تُحيط بأخته ويشعُر بأسى العالمين يجثو فوق قلبه .. لقد شعرَ بألم قتّال يحطم ضلوع صدره عندما أتصلت بِه من الهاتف الموجود في مستوصف القرية تتذرى به
بل بأخر أمل لها في هذه الحياه وهي تطلب منهُ العون ولو لمره واحده تطلبهُ أن يصبح درعها الأمامي أمام جدهم وأمام هذا الزواج التي تُريد الخلاص مِنه بأي طريقة مُمكنه .

- القى سُهيل نظره سريعة لحفيدته التي ترمش بهوان .. صامته ولكن بحر عيناها يشع بعتاب هائل ، ليخاطبها بهدوء يحمل بين طياته قرارات حاسمه قد نسجها مُسبقًا في خياله فهذا هو سُهيل التي تسبق خُططه ظروف الحياه : جواد يتكلم بلسانك ليش ؟ لا بارك الله بالضعف والخوف أن كنتي تظنين أنهم الحل !
- أزدردت رمقّها بصعوبه تُجاهد أن تبقى صامده حتى ينتهي هذا الحوار المصيري ، تشعُر بنصل حارق في باطن روحها المتورمه فنظرات جدها وكلماته التي قد القاها على مسامعها بكُل وضوح أثبات كافي أن هذا الضعف التي قد تلبس شخصيتها المُتزنه غير مقبول بتاتًا في حفيدات هزاع بشكلًا عام .. لتمتم بصوت مُتعب مُتحشرج قائله : أنا أبغى الخلاص من هذا الزواج ياجد .. أنا تعبت ولا عاد لي حيل أستمر بهالعلاقه ، أتمنى ورقة طلاقي توصلني من ولد عمي الليله .
- غادرت جوف سُهيل تنهيده مسموعة فمشاكل أحفاده وهمومهم إليس لها نهاية ؟ ولكنه يُخاطبها بذات الهدوء مُجددًا ليقول : أرفعي صوتك ما سمعت ! لو أنك صاحبة حق ليه تطلبين الطلاق بكُل هذا الخوف والركود !

لقد وصلتها الرساله المقصوده لقد أستشعرت نبرة العتب في صوت جدها
نظرات هدوءه تضمر أعصار شديد وتلميحاته تعني دواودين من الوضوح ولكنه يريد أن تستوعب بنفسها يُريد أن تفهم مايعنيه دون شرح طويل
لقد أغمض عيناه لوهله ثم أعاد فتحهم كدليل قاطع أنهُ بصفها ضد حفيده !
ولكن يُريدها قوية ويُريد أن تنتزع حقها من أعينهم عنّوه وبكُل عنفوان وشموخ يبغض بشده اي ضعف مهما كان بسيط خصوصًا أن كان هذا الضعف من نصيب حفيداته
لقد أنتظر سُهيل هذا اليوم على أحر من الجمر فهو ليس غبي كي لا يُلاحظ العلاقة الركيكه التي تجمع حفيده راكان بحفيدته رزان ، هو - مُكعب الذكاء - بلا شكٍ وريّب !
ولكن المراقبة بصمت من أحب الهوايات لقلبه .. ينتظر مع الليالي ويتربع على عرش هذا المجلس في كُل صباح وهو على علم تام بكُل التفاصيل ولكن يحب أتخاذ وضعية - الساكت المُتغاضي -
ويتفنن جيدًا ببصمته عندما يتطلب الوضع حضوره فهو يرى أن كُل شخص مسؤولًا للدفاع عن نفسه ، لن يخطي خطوه واحده في سبيل حمايتهم من الأذى أن لم تكُن تلك الخطوه من تلقاء أنفسهم أولًا ثم يأتي دوره للدفاع عنهم
لقد قضى كُل العُمر في تعليمهم هذا الدستور فهذا مايُليق بشخصية سُهيل آل هزاع وهذا ما يجب على أحفاده فهمه طال الزمن او قصر !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن