- الساعه الرابعه عصرًا :
- تسترق النظر يمُنةٍ ويُسره قبل أن توصد باب غرفة شهاب خلفها بكُل هدوء وقبل أن يراها أحد ، تلقي نظرةٍ سريعه إلى عريش جدتها جودّ والتي كان يضُج بنساء القريه منذُ أول اللحظات بعد صلاة العصر عندما أصبّح سجن حفيد سُهيل أسطوانتهم الشهيره ومُحتوى جديد يتناقلونه من بيت إلى آخر ، تجر خطواتها بكُل هدوء وكانت أقدامها تلسع الأرض بأطراف أصابعها كي لا تلفت الأنظار إليها .
لم يتبقى لها سوى تجاوز الممر الصغير التي سيوصلها إلى غرفتها بكُل أمان وتتم سرقتها بنجاح !
ترفع أطراف عبايتها تركض بسرعة البرق .. وقبل أن تُلامس أصابعها عروة الباب أصطدم جسدها بعضلات سميكه يبدو أنها لم تُصقل من فراغ ! جعلتها تشهق شهقه عنيفه وتصدر تأوهات عديده بسبب الألم الذي أعتصر أطراف وجهها المُحمر بعد نحيب طويل أفرغته بين جدران غرفتها دون أن يلاحظ أحد سبب هذا الأنهيار ! وكأنها تُرثي نفسها قبل أن تُرثي أخوها المسجون !- ترفع شهلائها إليه لتراه يحدق بِها فاغرًا فاهي عاجز يتحرك من مكانه بملامحه المشدوهه من الصدمه ، يتأمل عيونها الذي صغرت من خلف النقاب وإمتزاج سوادوها بزرقةٍ فيميزها ، ليخفي راكان أندهاش ملامحه من شدة جمال بؤبؤها المُميز التي يراه لإول مره بهذا القُرب الشديد يقول بأبتسامة عابثه : شوي شوي على نفسك يا شهلاء ، كان تكسرت عظام وجهك في الجدار لو ما تصديت لك أنا .
- تخضب وجهها بحياء تُشيح بعينيها عنه وقلبّها ينتفض بعُنف ويكاد يهوى من فرط الأحراج ، لتُسبل رزان أهدابها الكثيفه بذاك الأسبال الذي أثبت له أن المُحيط بأكمله منبعه شهلائُها السماويه ، لتبتعد خطوات وسيعه إلى الخلف ومازالت تخفي خلف ظهرها شيءٍ لم يستطع راكان تمييزه !
- لحظات مُتباينه تسللت نظره مذهوله لوجهه ليكفكف ضحكاته بصعوبه عندما علم بخُطتها المكشوفه قائلًا : سرقتي مذياع شهاب ! وش تبين فيه يا شهلاء ؟ ولاّ بيصير لقصائدي مُعجبه جديده ؟- مازالت تُشيح بنظراتها عنه تقضم شفتيها السُفلى تلوم نفسها في اللحظه الذي فكرت تسرق مذياع شهاب لتستمع إلى قصائد راكان التي نالت العديد من الإعجاب لدى الكثير من نساء القريه ورجالها أيضًا ، ولكنهُ يجهل أنها لن تكون " مُعجبه جديده " لقصائده ! بل على العكس تمامًا رزان تتصدر قائمة المُعجبات ورُبما كانت أول مُعجبه فكانت دومًا تذهب إلى بيت "صديقتها إبهار" فيستمعن إلى الأُمسيات التي يلقي بِها أعذبّ الكلمات وأرقّ الأبيات المنسوجه بقلم مشاعره وبحر عواطفه ، ولكن يبدو أن خُطتها تغيرت لتنوي الأستماع إلى قصائده بمُفردها عندما أخبرتها تاجّ أن شهاب يوجد لديه مذياع في غرفته .
- حركت رأسها بمراوغه لعّلها تستطيع أقناعه بكذبةٍ أُخرى قائله : لا ما بستمع لقصائدك ، صديقتي إبهار عطتني شريط خاص ببرنامج ثقافي وقلت أسمعه وبعدها أعطي تاجّ مذياع أخوها ترجعه له .
- برنامج ثقافي ! ليت رزان أخترعت كذبه مُقنعه أكثر كي يستطيع راكان تصديقها على الأقل ، بالكاد كبت ضحكته العابثه ليومئ لها بأقتناع ، قبل أن يراها تتخطاه بعجله تدخل إلى غرفتها وتقفل الباب بوجهه بأحراج طاغي بان على تحرُكاتها الخجوله .
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !