- تيّك ... تاك !
- تُراقب الساعه على مِضض وتنهيدات بارده تتسلل من طرف فؤادها ، وموج المشاعر الصاخب يحملها إلى مُحطات تزيد من لوعة الأشتياق بقلبّها ، آهٍ مُتعبه أطلقتها من عُمق فؤادها .. فالمُضحك المُبكي أن تثبت لنفسك ولمن حولك أنك قوي
وتبني نفسك طوبةٍ طوبة
لتأتي ذكرى بسيطه فيتهاوى كُل ما بنيته ولا يبقى سوى رُكام لا يُسمن ولا يغني من جوع !
ذكرى واحده كانت كفيلة بأوجاعك .. لما تلتزم القوة ؟!
ألاّ يحق للأنسان أن يضعف ولو لوهّله
إلاّ يحق لهُ أن ينهار وتسقُط عباراته وجعًا وضعفًا !
إلاّ يحق لهُ ولو لوهّله أن يظهر ضعفه ؟!
لما لا بُد أن يبقى بهذا الثبات بينما كُل خلاياه تودّ لو تنهار لأسفل قاع لعّلها تستريح من كُل التعب
تبًا لوجع قابع خلف الضلوع عجز أن يبرأ او ينهار او يتلاشى !- تركت الحُريه لشعرها الحالك أن يتمايل على حدود خصرها قبل أن تقترب من قفص العصفور قائله بصوتها المُتهدجّ أثر التعب الذي تضمره بين حنايّا روحها : أشتقت يا ماجد .. عتبي كبير بس عليم الله أن حُبي أكبر .. تدري كم مره كنت خايفه أحسد نفسي عليه ؟ كنت أذكر الله وأستودع وجوده بحياتي وحظي فيه ، كُل الأشخاص عندهم شخص يتسيّد الغلا والمحبّه وهو يدري بأنهُ حبيّبي ، كُل رجال الأرض يُستحيل يعوضون مكانه ، خوفي يتلاشى بمُجرد حضوره وفرحتي تتضاعف اذا شاركني فيها ، أشتقت له وأشتقت لحياتي القديمه قبل يسرقها منيّ دار سُهيل من أول لحظه وطئت قدمي هِنا ! كُل شيء بوجوده يصير أحلى وكُل دعواتي مقرونه فيه ، أنا لو أوصف مدى غلاه بقلبي بتنفذ الحروف وتنتهي الكلمات وأنا في بداية الوصف ! تعبت يا ماجد .. تعب قلبّي الذي ودّه يخرج من بين ضلوع صدري ويتدفئ بحُضنه ، أنا رميت نفسي بهذا الزواج عشان خاطره بس ، والله العظيّم لولا خوفي من أهتزازه ماكان وافقت على هذه المهزله ، رميت موافقتي قدام جدي وأنا على جهل بسبب هالزواج وموضوع الشرف الذي يتكلمون عنه ! أنا حتى ما أدري وش أساس عتبهم عليَّ ولا وش سويت لأجل يأخذون زواجي أنا ورهيّب حل للمُشكله ! لأجله فقط أنا وافقت لأن ما أبغاه يتعب بسببي او ينحني ظهره لهم وأنا الذي تعودت أشوفه دائمًا شامخ ، ريتاجّ يا ماجد تبيع الغالي رخيص في حال الموضوع كان يخصه او يهدد ثباته ، أنت تدري عن كُبر محبّته بصدري تدري عن علاقتي القويه فيه ، وثقتي العاليه بقرارته مهما كانت ما تناسبني ، أنت يا ماجد شاطرتني الحياه من ٥ سنوات وجودك رابط وصل بينه وبينه .. كان وجودك مُكافأه لنسبتي العاليه وأتذكر كانت أحلى هديه توصلني .
- يُقاطع سيل مشاعرها زقزقة العصفور وكأنه يحثُها على السكوت ، لتُغادر رئتيها تنهيده مُلتاعه وتمسح بسبابتها على ريش ظهره وتكمل قائله : ماجد أنت ونيّس حياتي وصديق أوقاتي ، سامحني لو ثرثرتي تضايقك !عم الصمّت أرجاء الغرفة إلاّ من تلاطم أنفاسه مع ذرات الأُكسجين .. لتلتف ريتاجّ بجسدها الغضّ عندما أستشعرت وجوده خلفها ولا تعلم منذُ متى يقف هُنا .. يالله هل سمع كلامها مع العصفور ؟ هل تطفل على مشاعرها التي غادرت جوفها بلحظة ضُعف مُميته رُغم انها حاولت مرارًا وتِكرارًا على كبتها ؟
ولكن لحظه ! ما تلك الشراره الحارقه التي تتطاير من عينيّه والتي تحول بياضها إلى لون الأحمر القاتم من شدة غضبه ؟!
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !