- البارت الـ٧ .. الجزء الأول :

135 8 0
                                    


- تُلامس أطراف أقدامها فناء هزاع ليخفق قلبّها بشده عندما أستقبلتها رائحه شهية ولذيذه تعرف صانعها عن ظهر قلبّ ! أتسع ثغرها بأبتسامه عريضه وبانت لمعه غريبه في عينيها خطوه واحده تفصلها عن باب المطبخ كي تتأكد بأن حدسها صحيح " وكيكة الزعفران " صُنعت لأجلها بيدين تنساب كُل حنيّه العالمين من بين فراغات أصابعهُما .
خطوه .. خطوتين .. ما من أحدٍ هُنا ليستقبلها سوى الكيك الموضوع فوق كرسي خشبي مُتهالك قد أكل الزمان أغلب أطرافه ، ولكن ريتاجّ رأته " كعرش ملك " يُضاهي سعره مئات الملايين ، كيف لا ؟ وصانع تلك الكيكه لم يصنعها فحسب ! إنما كانت الحنيّه أهم مكون من المكونات التي مُزجت داخلها تراهن وتجزم بجميع جوارحها أن قام شخصًا أخر بصنعها بأن الطعم سيختلف كُليًا والرائحه الزكيّه رُبما قد تتحول إلى رائحة كيك أقل من عادي !
لحظات عابره قبل أن تُغطي عينيها كفيين عريضه تُعيق تأمُلها في الكيك وتمنع وصول الضوء إلى حدود بصرها ويخاطب سمعها بكلماته بنبرة صوته الدافئه الذي تمتلك صلاحية مُهيبه تتصل مع قلبّ ريتاجّ مُباشرةٍ : كيكة الزعفران كانت سبيل لرضاك في كُل لحظات الزعل ، يكفي تأشري برأسك بالرفض لأجل أفهم أن عفوك هالمره فوق مقدرتك ، ما ترضيه حتى كيكتك المُفضلة !

 - إليس حقًا " العفو دومًا مقرونًا بالمقدره " ! ولكنها لم تكُن تتخيل أن يأتي اليوم الذي يكون عفوها أهم بكثير من مقدرتها فهي وأن أُنهكت قُدرتها ستعفو بكُل بساطه لأن هذا العفو مقرونًا " بمجيّد " وليس شخصُا أخر !
أنتفض قلبّها بشوق ولانت ملامحها بجُزء من الثانيه عندما ميزت صاحب هذا الصوت الذي تشعُر بأنه يُخاطب مضغة قلبّها دون اي حواجز لتهمس بصوتها التي كان رهين لعواطفها الهائله والتي تعصف الأن داخل قفصها الصدري .. مع مجيّد فقط تتجه روحها من حافة القلقّ إلى وسط الطمأنينه : اي موضوع واي زعل ما تقدر كيكة الزعفران ترضيه يا بابا ؟!
حتى وأن شلت بخاطري لكن أنتَ أمليّ .. أنا بليّاك بدون عزم ولا إراده ! والله العظيم لولا وجودك ما قوى حيليّ .

 - وأخيرًا لقد أتخذت الطمأنينه من ضلوعه بيت ، كيف لا ؟ وتاجّه قد أصفحت وعفت ولتو أعلنت زوال زعلها منه وقبلت الكيكه بطيب خاطر ، يلف جسدها ناحيته بعد أن أزاح أصابع كفييه عن عينيها ليفرد ذراعييه بحُب أبوي خااالص .. فترتمي ريتاجّ بين أحضانه ليقول : سامحيني يا تاجّي والله العظيم الموضوع كان أكبر مني ، أنا كنت السبب الأول بحرمانك من فُستانك الأبيض ، صمتي وعدم أفصاحي عن الموضوع من البدايه كان عشان مصلحتك ومصلحة أُمك وأخوانك ، قلة حيلتي كانت السبب الأول والأخير بتواجدنا بهذا البيت ، كبلوني من اليد الذي توجعني أختاروا يوجعوا قلب مجيّد عن طريقك ، وضعوني بين خياريين أصعب من بعض وزواجك من رهيّب كان أهون بكثير من الخيار الأخر !

 - يالله أنها تحب والدها محبّه خاصه لدرجه أن ترى أهل الأرض بكفه وهو بكفه .. ليت كُل الحياه ڪ مجيّد !
هو قلبّها
وسنّدها
وقدوتها
تراه كالغيّم من شدة النقاء
كالشمس من شدة الوضوح المُريح
قلبّهُ عذبّ
وخصاله حميده
قُربه يشبه هدوء الفجر
رُغم سوء الجميع لم يكُن مِنهم
رُغم كثرة أخطائها لم يترك يديها
تنفذ كلمات الشكُر وهي تفكر كيف أعطاها روحه ليجعل حياتها بهذا الشكل !
عندما داهمها يأس دار هزاع حاربتهم بِه
آهٍ كم أن مجيّد يعني ريتاجّ في أعمااااقها !
ولم تنسى حوارها الصباحي مع أُختها ترفّ وهي تشرح لها بأن والدهم أخبر والدتهم بقضية الشرف الذي أستفزت سُهيل وجعلتهُ يتواصل مع مجيّد شخصيًا بعد أنقطاع علاقتهم لمُدة ٢٧ سنه ! يُقال بأن أكثر من ٥ أشخاص قاموا بزيارة مجلس سُهيل يتهمون أبنة مجيّد الصُغرى بكلام محظور وبالرُغم من تغاضي سُهيل في البداية ولكن الموضوع أمتدت جذورة إلى شيوخ القبائل المجاوره وأولهم شيخ قرية الشهامه ليأتي بشحمه ولحمه وبدلائل مصيريه يضعها أمام جدهم ! يُحذر سُهيل للمرة الأخيره بوضع حل حاسم لهذه المهزله او سيضطر شيوخ القبائل بأتخاذ خطوه قد تؤدي بسُهيل وجميع عائلته إلى الهلاك ليقوم سُهيل بأعلان زواج حفيده الأكبر من أبنة مجيّد كحل أخير لتنخرس أفواههم جميعًا !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن