ذكريات قديمة واحتجاز الاميرة

8 1 0
                                    

بعد انسحاب الجيش وتأكد أيرين من ذهابهم وابتعادهم
حاول التلصص والنظر من الكهف فلما رأى
افول جيش باتريك رجع بسرعة الى مكان الجدار
الذي
أخبره اباه بمكان المفتاح السري فيه و الذي يحرك الجدار بطريقة ذكية و اتوماتيكية لفتح تلك المغارة التي تقودك الى الاسفل نحو جهة مجهولة وعندما حاول فتح الباب بدفع ذلك المكان المخصص والمحدد كما في المرة السابقة إلا أنه لم يتحرك ولم يفتح كرر ايرين المحاولة عدة مرات ولكن بدون فائدة واخذ يضرب الجدار بيديه وهو ينادي على ايزابيل بأعلى صوته وقد جن جنونه ولم يتقبل فكرة
سجنها هناك وبقائها بعيدآ عنه ولم يتصور ان يعيش
بدونها او عدم رؤيتها لم يحتمل ان يفترقا وكان يصرخ بأعلى صوته وقد سكت عندما سمعها تقول له ايرين........ اخرجني من هنا ياأيرين..... اخرجني أرجوك اذا ابتعد اؤلئك المجرمين افتح البوابة .....ارجوك .....
هيا ياأيرين بسرعة ولكنه لم يستطع فتح الباب ثم قال لها
عزيزتي سأذهب إلى المنزل واحضر أبي فلعله يستطيع فتحه وقال لها انتظريني حتى أعود ولا تخافي اتفقنا .
فقالت له حسنآ ولكن لا تتأخر أرجوك فالمكان مخيفآ
بعض الشئ وهو معتم قليلآ وانا اشعر بالخوف لوحدي وأخشى من ظهور وحش او عناكب أوافاعي او عقارب
أرجوك ياأيرين لا تتأخر
فقال لها حسنآ ساحاول ان ارجع بسرعة وذهب الى منزله وهو يركض بأقصى سرعة وذلك للوصول الى هناك
وأحضار ابيه لإيجاد حلآ لتلك المشكلة وتصحيح ذلك الخطأ
والعطل الذي حل بالبوابة
وبنفس الوقت اراد معرفة مصير والديه فلما وصل وقد كان خائفآ من ان يجدهما مقتولين وأخذت خطواته بالابطاء والتثاقل وأصبح قلبه يدق بسرعة
وقد سيطرعليه الرعب من ان يرى والده العزيز وهو ميت، وامه الحبيبة مقتولة أو مصابة ،وبيده المرتجفة
فتح الباب ودخل وقد تفاجأ بخلو المنزل فجثا على ركبتيه وهو يبكي بحرقة فلقد ظن أنهما قد أسرى من قبل ذلك المجرم ، او انهما يختبأان في مكان ما ، وأخذ يبحث حول المنزل هنا وهناك في كوخ المؤنة وفي مخزن الحطب وعند التنور وبالقرب من البئر الخاص بمنزلهم ولكن دون فائدة
وهو ينادي ويفتش في كل مكان وقدتآخر بسبب
عدم عثوره على والديه والبحث الطويل عنهما ولذلك
قررالعودة الى الجبل لمساعدة
ايزابيل بعد أن قطع الامل وقد اقترب حلول المساء
ولم يعرف كيف يتصرف، فتذكرذلك اليوم الربيعي الجميل عندما أخذه أباه الى ذلك الجبل وقد كلمه وحدثه
عن مكان سري قد انشئه جد أرثر وبناه هنا في الكهف
وقد أسند ذلك العمل الى امهر البنائين والمهندسين المعماريين واذكى المخترعين في تلك الفترة ،وذلك كنوع من الحماية و للأختباء فيه تحسبآ لأي طارئ او هجوم، وقد كانت فكرة الملك ارثر الاول بغاية الذكاء ،فهي لن تخطر على بال أحد وقد عرف أيضآ بأمرذلك المخبأ السري من صديقه ارثر الثاني عندما كانا في الثامنة عشر من عمرهما وقد
كانا يقومان برحلة صيدمع مجموعة من الحراس وفي أثناءرحلتهم
تعرضت مجموعتهم للهجوم من قبل الخارجين على القانون والمتمردين وقد هجم عليهم رجال تلك العصابة وذلك
لاختطاف الأمير آرثر والمطالبة بفدية كبيرة وهائلة وغرف الجواهر الثمينة والكنوز النفيسة من بحر كنوز
جده آرثر الاول وقد قاومنا بشراسة ودافعنا عن الأمير
ولقد كنت انذاك أحد حراسه الشخصيين ولقد اخترت ذلك لشدة تعلقي بصديقي منذ الطفولة، ولكن بسبب عدم تمكني من رؤيته والاختلاط به بأستمرار فلقد طوعت نفسي ضمن صفوف الجنود التابعين لحماية جلالته وقد تفاجأ من ذلك ولكنه كان سعيدآ بذلك فلقد أصبحنا قريبين من بعضنا أكثر واصبحت استطيع رؤيته كل يوم تقريبآ .........أن قصتي مع الأمير قديمة وتبدأ من لحظة انقاذي له من السقوط من الجبل
عندما كان في التاسعة ففي إحد الايام وبينما كنت
ارعى الاغنام العشرة التي نمتلكها وقد كنت ارعاها بجانب الجبل بسبب وجود بيتنا بالقرب منه وذلك
بسبب خصوبة الأراضي هناك وكثرة الاعشاب الطرية والندية سمعت صراخآ واستغاثة من قبل طفل وهذا واضح من صوته فدفعني الفضول لأعرف من المستغيث ولما وصلت رأيت ذلك الولد وهو يتشبث
بأحد الا غصان وهو يتدلى من جانب الجبل وكان ينادي على أشخاص بأسمائهم فأسرعت اليه وأنا أحاول أن اساعده ولم أكن أعلم من يكون ولكني أردت انقاذه
وقبل ان تفلت يده وينزلق الى الاسفل استطعت الامساك بيده وقد قمت بسحبه الى الاعلى بصعوبة وقد ساعدني وقد نجحت بالفعل بأنقاذ حياته ثم ارتمينا على الارض لنأخذ نفسآ عميقآ وبعد ان ارتحنا وذهبت مخاوفنا ....فلقد كنت خائفآ من عدم انقاذه وهو كان خائفآ من السقوط والموت ....قمنا بالضحك المتواصل لعدة دقائق ونحن سعداء بسلامتنا وقام الفتى بشكري وعرفني على اسمه وقد طلب صداقتي ولقد وافقت وماهي الابضع دقائق حتى امتلأ الجبل بالجنود وهم يحيطون بنا وقد اقترب رجلآ يرتدي ثيابآ فاخرة وتاجآ على رأسه وهو يؤنب الفتى قائلآ له آرثر كم مرة نبهتك من الصعود الى هنا ؟؟؟؟؟؟؟
وكم حذرتك من المخاطر ؟؟؟؟؟؟
فأطرق الفتى رأسه خجلآ ثم قال ذلك النبيل
اسمع هذه آخر مرة اقول لك فيها لاتخرج من القصر بدون حراسة مفهوم؟؟؟؟؟
ثم التفت الي وهو يقول انت فتى شجاع ولقد رأيتك من بعيد وانت تهب لمساعدة ابني آرثر وانا اشكرك على انقاذ حياته فأنت فتى قوي فقال آرثر ابي أريده ان يكون صديقآ لي ارجوك ياابي
فهز برأسه موافقآ وهو يقول اسمع يا.........
فنظر الي وهو يقول ماهواسمك ايها البطل ؟؟؟؟
فنظرت اليه وقلت اسمي هو جاك ياسيدي
فقال لي حسنآ ياجاك اعلنك صديقآ لولدي الأمير آ رثر
فعرفت وقتها انني امام جلالته فوقفت وانحنيت وقلت له أهلآ بك يامولاي ويسعدني ويشرفني ذلك
ابتسم الملك مصطحبآ ولده وانصرفا الى القصر والامير يلوح لي بيده لتوديعي اخبرت ابي بما حدث فقال لي
انه شرف كبير يا بني فأن رؤية الملك والتكلم معه فرصة نادرة مقتصرة على الاغنياء والعائلات المرموقة فقط
وكنت ارى سموه كلما خرج الى الصيد او التنزه او الصعود الى الجبل وكان يسمح لابنه آرثر بالبقاء معي برفقة بعض الحرس بينما يعود من نزهته او تجواله ولقد كنا نسعد بلقاء بعضنا وكنا نلعب سويآ ونتسابق ونركض ونلهو ونصطاد الفراشات الملونة ونلحق بالأرانب البرية ونحاول امساك العصافير
ونأكل السندويشات التي أحضرها الحراس له وقد كنا نقضي الايام بفرح وسرور أيامآ حلوة ملؤها الضحك والبهجة لم يكن الاقتراب من الأمير بالامر السهل او
البسيط وهو حكر على اولاد النبلاء فقط وان إتاحة هذه الفرصة النادرة الحصول، يعود لسماح الملك لي بذلك شخصيآ ولقد كنت سعيدآ بصداقته ،وكنا نقضي احلى الايام ومن كثرة تعلقه بي فلقد اتى بعض الجنود الى دارنا وطلبوا من ابي السماح لي بالذهاب الى القصر وذلك بسبب مرض الأمير وإصرار ه على رؤيتي وهو يتمنع عن الطعام والشر اب وقد طلب حضوري اليه
وافق ابي وعندما ركبت الحصان مع احد الحراس وهي المرة الاولى التي امتطي فيها حصانآ وقدكنت خائفآ جدآ
وسعيدآ بنفس الوقت ولمى وصلنا القصر ورأيت ضخامة بنائه اذهلني ذلك فهو ضخم جدآ بالنسبة لمنزلنا المتواضع ودخلت الى القصر برفقة أحد الحراس ثم انحيت امام جلالته وقال لي ان ارثر مريضآ جدآ وذلك بسبب وفاة والدته منذ سنتين وهو يفتقدها كثيرآ وفي بعض الأحيان ينتابه الحزن ويمتنع عن الطعام ويمرض .....فقررت احضارك الى هنا لانه يحبك ويألفك فارجوا منك مساعدته ومحاولة اخراجه من تلك النوبة من الحزن
فقلت له سأحاول يامولاي ابتسم الملك وطلب من احدى الخادمات ان تقوم بالازم فاصطحبتني الى الحمام وقد قامت بتغسيلي وتنظيف شعري ومن ثم الباسي ثيابآ جديدة وجميلة وغالية الثمن واخذتني الى أحدى الغرف ثم طرقت الباب وهي تقول مولاي الصغير
هناك من يرغب بمقابلتك وعندما دخلت وجدته ممددآ على السرير ولمى رأني فرح وابتسم وجلس وهو يقول لي أهلآ متى اتيت فأقتربت منه وقد امسكنا بأيدي بعضنا وقد قربنا هاماتنا حتى التصقتا ونحن ننظر الى بعضنا بصمت ثم سالت دموعه فاحتضنته واخذت امسح شعره بيدي وأنا أهمس في اذنيه كلمات معبرة استطاعت ان تصل الى قلبه وان تشفي جراحه وان تمتص حزنه فلقد قلت له ان امك قد اصبحت هناك في السماء وأن روحها تحلق بين النجوم وهي تراقبك من بعيد وتراك وانت تنمو وتكبر وهي فخورة بك وانها تحدث الأرواح الاخرى عنك وهي تفرح لفرحك وتحزن لحزنك فلا تجعلها بائسة وباكية بل افرح قلبها واجعلها سعيدة وفخور بك فنظر الي وهو يقول أحقآ ماتقول ياجاك فقلت له نعم فصمت لبضع ثواني ثم مسح عينيه
وابتسم قائلآ لجين وهي كبيرة الخدم والمسؤولة عنه
سيدة جين حضري لنا الطعام فأنا جائع سرت السيدة جين كثيرآ وفعلت ماطلبه منها الأمير الصغير تفاجأ الملك من سرعة تجاوبه وفرح لخروج ولده من الازمة
بقيت في القصر لفترة ثم عدت الى منزلي بناء على
طلبي فلقد اشتقت لوالدي ولكن الملك أعطى قرارآ
بالسماح لي بزيارة الأمير في أي وقت ومتى اشاء
ومن وقتها أصبحنا أصدقاء وفي أحدى اليالي وبينما كنا في رحلة للصيد وقد بلغنا الثامنة عشر من عمرنا
وقد كنا نقوم برحلة صيد انا والامير وبضعة من الجنود فوجئنا بهجوم مباغت لإحدى العصابات الخارجة عن القانون ومجموعة من المتمردين وهم يهجمون علينا وقد قاومنا انا وبقية الجنود ونحن ندافع عن الأمير خشية اختطافه او إصابته بأنتظار حضور العون والنجدة من قبل جنودنا في القصر وكان القتال عنيفآ
وهم يصرون على اختطاف الأمير وقد كنت ادافع عنه بكل ما أوتيت من قوة ومازلت كذلك حتى تكاثروا علي وقد بترت ذراعي في تلك المعركة واستطاع الأمير آرثر ان يقود الحصان الى الجبل فلما وصلنا دخلنا الى الكهف وكانت هذه أول مرة ادخل فيها الى هنا وقد فتح تلك المغارة وقد اختبئنا بها هناك وقد حاول الأمير تضميد جرحي ومنع النزيف وقد بكى فوقي وهو يحتضني قائلآ آياك والذهاب بعيدآ فأنا أريدك معي هنا وليس هناك في الاعلى واريدك معي وتنظر الي عن قرب وليس من السماء لاترحل فأنا أحبك واحتاجك فأنت صديقي المفضل والمقرب واحتضنني وهو يدعو لي وينظر الى الاعلى بأنتظار المساعدة وتابع قطاع الطرق البحث عن الأمير وقد واصلوا البحث عنه ولكنهم لم يجدوا شيئآ فلقد دلتهم قطرات الدماء المتواصلة والمنتشرة على الارض الى ان وقفوا عند أخر نقطة دم ولم يعثروا على شئ وقد جن جنونهم فهم في المكان الصحيح ولقد رأوا الأمير وذلك الفتى وهما يدخلان الى هنا ولكنهما تبخرا واختفيا بثواني بسيطة ولم يبقى سوى قطرات الدماء تلك احتاروا بأمرهم وانسحبوا وهم لايستطيعون حل تلك الاحجية أو تفسير ذلك الآمر وانسحبوا خوفآ من مواجهة جيش الملك الذي أقبل بالعشرات لإنقاذ الأمير بعد تسلل خبر محاولة اختطافه من قبل أحد الحراس الذين اسرعوا الى القلعة لابلاغ الملك آرثر والذي فتح البوابة السرية وقام بأنقاذنا انا والامير وإجراء الاسعافات الأولية لي وبعدها قام بتسريحي من الوظيفة وهي حراسة الأمير
وقد طلب مني الاستراحة والبقاء مع والدي وخصص لي مرتبآ شهريآ والكثير من الامتيازات وانا مرحب بي بأي وقت وكل طلباتي مجابة فأنا أعز صديقآ للامير والذي اصبح ملكآ من بعد ابيه
وقد اوصاه ابيه جاك بعدم البوح لاي أحد بسر ذلك.الكهف لانه من الأسرار الخاصة بالاسرة الحاكمة وهو سرآ مهمآ جدآ وخطير وغالية في الاهمية
فلا أحد يعلم الى أين يصل ذلك السرداب وأين ينتهي او يمتد او اين هو المخرج لا أحد يعلم سوى البناء الذي سافر الى بلاد بعيدة بسبب شهرته وإتقانه لعمله فلقد ذهب للعمل في بلاد أخرى والشخص الآخر هو ذاك المخترع الذي ساهم في بناء وابتداع فكرة الباب المتحرك وقد مات بعد عدة سنوات
ولكن على مايبدوا بسبب مرور السنوات وبسبب عوامل الطبيعة من حرارة وبرودة او بسبب ما غير معروف فلقد تعطل ذلك الباب ولم يعد يعمل وهو لا يعرف مالذي يفعله ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكنه كان مطمئنآ لأن أباه قال بأن المكان آمن وهو موجود تحت المدينة مباشرة ويمر ذلك السرداب في عدة اماكن تحت المدينة وهو يمتد الى خارجها ايضآ
فقام بأخذ مصباح معه وسيف أباه واتجه الى الجبل في تلك الاثناء كانت ايزابيل تجلس على أول الدرج وهي تنظر الى الاعلى منتظرة ايرين وهي خائفة وأفكارها تأخذها وتأتي بها وهي تتسائل هل سيأتي ايرين؟؟؟؟؟
هل هو بخير ام لا ؟؟ ؟؟
هل العم والعمة بخير ام ان مكروه اصابهما ؟؟؟؟
ولماذا تأخر هل هناك أمرآ خطير؟؟؟؟
هل سيتم انقاذي واخراجي من هنا ؟؟؟؟؟
هل استطيع لقاء العم جاك والعمة ماريا وايرين مرة أخرى؟؟؟
هل سأبقى محبوسة ومحتجزة هنا الى الابد؟؟؟
هل سأموت من شدة الخوف والجوع والعطش وانا انتظر النجاة ؟؟؟؟؟؟؟
هل سأتعرض لهجوم مباغت من احد الحيوانات المفترسة أو الحشرات السامة؟؟؟؟؟
يالهي ماذا أفعل؟ ؟وماذا سيحدث لي؟؟؟؟؟؟؟...
........... ........ ................... .............................................................................................



حب يتخطى الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن