حب يتخطى الزمن

صدفة عجيبة

بعد ان استمع الطبيب الى قصة ديانا كاملة وقدناقشها في بعض الامور وجادلها في بعضها الآخر، وقد سألها عدة أسئلة وهو يدقق في كلامها وينتبه الى حركاتها
وقد استنتج العديد من الأمور وقد أخبرها بها
وكانت كالتالي
_ان من المستحيل الانتقال الى الزمن الغابر والمنصرم
هذا ليس حقيقي ابدآ آلا في المسلسلات والافلام فقط
_وليس بحلم فالحلم لا يستمر لعدة أيام
_وأنت لست بالمجنونة ابدآ بالعكس انت ذكية جدآ
وأجوبتك صحيحة وواقعية
_ولكن الاحتمال الاصح  والاحتمال الأرجح هو
انك كنت تفكرين بأمر هام وكان يشغل تفكيرك وكنت تحبين أن تعرفي حقيقة  موضوع ما ،حوله وانك احببت ان تقولي شيئآ لشخص يهمك أو أن تساعديه وأن كل ماتعتقدين انك عشتيه أو مريت به أو تكلمت معه
هو وهم من نسج خيالك ليس ألا
ربما هو تخاطر بالأفكار.........ولكن ليس أكثر من حديث نفسي
فقالت له ولكني رأيتهم وكلمتهم وشربت وأكلت معهم
وأنا متأكدة من ذلك فقال لها
عزيزتي لاتفكري كثيرآ في الأمر ولاتحملي نفسك أكثر من طاقتها
حسنآ لنقل انك أحببت أن تلاقيه لتنصحيه 
وكنت مشغولة البال عليه وقد اطمأنيتي
وكانت لديك رغبةجامحة في مقابلة ذلك الشخص وقد تحققت تلك الامنية
وهذا كل شئ
والآن عديني بعدم التفكير بذاك الامر
وأن تهتمي بنفسك وتعودي الى سابق عهدك
الى  حياتك الجميلة وسط أهلك وناسك واحبائك
وفي زمانك ومكانك الصحيح
هل تعديني  ؟؟؟
فقالت له ولكني.... فقاطعها وقال لقد اتفقنا اليس كذلك؟؟
فقالت له حسنآ سأحاول أقناع نفسي بأنه مجرد وهم وحلم وخيال وليس حقيقة
اعدك بأن أحاول
ابتسم الطبيب قائلآ انتي ألطف مريضة مر ت علي حتى الآن
انصرفت ديانا الى السيارة وبينما بقيت الام والجدة
لكي تفهما وضع ابنتهما ديانا وتعرفان ماهو تشخيص الطبيب لحالتها
فقال الطبيب لقد جلست وتكلمت مع ديانا
أن حركاتها لاتدل على الخوف والارتعاش
بالعكس انها واثقة من كل كلمة وكل حرف تقوله
وأن ذكائها حاد وعقلها سليم يعني انها لاتتصرف
وتقول
ذلك بسبب الظروف الغامضة التي مرت بها  والتي أدت بها الى الجنون ....لا
نحن لا نعلم مامرت به
ولكني اعتقد بأنها تمر بحالة نفسية بسبب فقدانها لشخص  عزيز أو أنها متعاطفه معه وهذا هو الاصح
وأنها تتخيل وتتصور اشياء وأشخاص وهميين وذلك لكي تحقق رغبة في نفسها
هذا كل شئ، حاولوا البقاء معها والتقرب منها واشغالها بأشياء تحبها لكي تعود إليكم حقآ وتنسى المواضيع الاخرى وتنسى تلك التهيئات
وانا اتمنى لها الشفاء واذا انعكست الامور وحصل أي طارئ فأن رقمي عندكم ونستطيع التواصل والتنسيق معآ لمساعدتها
شكرت كلآ من الجدة والأم الطبيب على اهتمامه
وعلى نصائحه القيمة
عادت العائلة الى المنزل وهن ينظرن الى ديانا وقد كانت الثلاثة قلقات عليها  وعندما وصلن  قالت  الجدة  أنا متعبة جدآ وأحس بالجوع وأرغب في أكل شيئآ حلوآ مارأيك يابنيتي أن تصنعي لنا قالبآ من الكيك الذيذ؟؟؟فقالت نايا  فلتصنعه ديانا لانها أظهرت مواهبآ مخفية وكشفت عن موهبة حقيقية في الطبخ والخبز
نظرت ديانا الى جدتها بثقة وهي تقول ماذا تحبين ان تأكلي ياجدة؟؟؟
فقالت البسكويت اللذيذ مع القهوة أو الشاي أو الحليب
أيآ كان
فابتسمت وقالت حسنآ سأحضر لكن الذ بسكويت
وكانت نايا تناديها وتقول لها لمن هذه الأغنية
فقالت لها أسم المغني
ثم قالت لها هيا لنرقص ونمرح  تعجبت ديانا وقالت
ولكن يانايا منذ متى وأنتي تحبين الرقص والغناء ؟؟
لقد كنت مملة جدآ وانت تكرسين حياتك للقراءة فقط
فقالت الام مارأيكم بالذهاب الى نزهة فو افقت الجدة وناياولقد اخذن يخططن لما يفعلنه غدآ
فقالت ديانا أمي ولكن عملك!!!!!انتي لم تهملي عملك يومآ
ولم تتغيبي عنه ابدآ وخصوصآ الآن إن حلمك على وشك التحقق ياأمي فأن العثور على تلك المدينة هامآ جدآ بالنسبة لكي ياأماه وانتي الآن تهملين عملك فقالت أمها لها انتي أهم من كل شئ ياحبيبتي
فقالت نايا 
امي انا أعرف باأنكم تحاولون مساعدتي واعادتي الى طبيعتي وانا أشكركم ولكن ليس على حساب حياتكن وعملكن  ونشاطاتكن الآ خرى
ارجوكن تصرفن على طبيعتكن ولا تعطلن أعمالكن من أجلي فانا بخير
اجتمعت العائلة كلها وقد قالت الجدة عزيزتي نحن قلقات عليك ونحن خائفات ولانريد تركك لوحدك
وقالت الأم حبيبتي نحن معك وحولك ولن نتركك ابدآ
فقالت نايا وأنا أحبك كثير آ وضمت أختها وقبلتها
فقالت ديانا وأنا أحبكم كثيرآ وأشكر لكم اهتمامكم
ولكني لن أقبل أن تعطلن أعمالكن من أجلي
وأنا بخير  وأعدكن بأني سأرجع الى ماكنت عليه سابقآ
عادت الام الى عملها وكذلك الجدة وكانت نايا تبقى بعض الأحيان مع أختها وأحيانا تذهب إلى المكان الذي
تعمل أمها وجدتها فيه لم تتقبل ديانا فكرة أن مامرت به وتلك الاحداث هي مجرد خيال أو تهيأات ولذلك قررت أثبات العكس وانتظرت الوقت المناسب
وفي أحد الأيام خرجت ديانا بعد أن ارتدت ثيابآ مناسبة للرحلات وحملت معها حقيبتها وجوالها .
وانطلقت في السيارة التي استقلتها لتأخذها نحو الجبل الذي زارته مسبقآ ولما وصلت أعطت  السائق اجرته ثم انطلقت مشيآ على الأقدام وصعدت الى المكان الذي رأته سابقآ وأخذت تنظر من الاعلى الى الجهة التي كان فيها بيت ايرين وظلت تسير وتسير وتسير الى أن وصلت وقت الغروب تقريبآ ولما نظرت
لم تجد شيئآ (وحتى القبر قد أختفى )!!!!!!
حزنت كثيرآ وقد عرفت بأن كلام الطبيب صحيح وأنها كانت تتو هم وتتخيل
ولكنها كانت محتارة فلقد كان كل ما رأته حقيقي
والآن اصبح سرابآ  (فلا منزل ولا عمة  ولا أيرين )ولقد تعقدت الامور أكثر فهي الآن
لوحدها ولاتوجد مواصلات ولا يوجد من يقدم لها المساعدة ولن تستطيع الوصول
فالوقت متأخر جدآ وعرفت بأنها وضعت نفسها في ورطة حقيقية وزاد خوفها  كثيرآ عندما سمعت صوت الذئاب الذي كان قريبآ وقد حل المساء وهي لاتعرف تضاريس المنطقة ولاتعلم الى أين تتجه وزاد رعبها رعبآكلما سمعت ضجة أو تحركآ بين الحشاش أو الاشجار  وقد انتشر الظلام
وبينما هي كذلك وقد كانت تحاول الاتصال بوالدتها ولكن عبثآ فاللاسف الشديد لا يوجد  تغطية... ومن شدة خوفها لم يخطر ببالها تلك اللحظة سوى   أيرين الذي
انقذها في المرة السابقة وتمنت لو يأتي هذه المرة في الحقيقة والواقع وكلما
سمعت عواءالذئاب والذي اصبح قريبآ والهجوم عليها وشيكآ خافت وصرخت لا شعوريا ونادت بأعلى صوتها ولعدة مرات متتالية ايرين......ايرين ايرين ...وصارت تبكي ولقد  ندمت كثيرآ على تصرفها الطائش فلو انها بقيت في المنزل لما حدث معها مايحدث الآن وفجأة ولما نطقت لآخر مرة بأسم أيرين
فاجئها صوت شاب وهو يقول لها نعم ..مابك؟؟؟؟
هي.....من انتي ؟؟؟
ولماذا تناديني .....؟؟؟؟؟؟
وماذا تفعلين هنا لوحدك ؟؟؟
وكيف وصلتي الى هنا ؟؟؟؟؟
ولما استدارت رأت شابآ وسيمآ جدآ وقد كانت الصدمة عندما نظرت الى وجهه فأذا به يشبه الرجل الذي رأته من  قبل في تلك المغامرة  ولكنه اصغر سنآ
فقالت باأستغراب ايرين!!!!
فرد الشاب عليها وكيف عرفتي أسمي ؟؟؟؟
وهنا أغمي عليها فلم تستطع استيعاب الأمر أو فهمه حتى، لقد أختلط عليها الآمر كيف؟؟؟
كيف يمكن ذلك ..أن له نفس وجه ذلك الرجل الذي رأته من قبل وله نفس الملامح والصوت ...
ولما فتحت عينيها وجدت نفسها على سرير مريح ولما نهضت تفاجئت باأمرأة في الاربعين من عمرها جميلة الملامح وحلوة الملابس وهي تقول لها
كيف حالك صغيرتي هل انتي بخير؟؟؟؟
لقد احضرك ابني الى هنا ولقد قال بأنه التقى بك في المزرعة الخاصة برعي الاغنام  والمحمية الطبيعية خاصتنا وقد أغمي عليك لانك تعرضت لضربة شمس  على مايبدو
وفجأة سمعت صوت الشاب الذي قابلته قبل قليل
واقترب قائلآ كيف حال ضيفتنا الآن؟؟
هل انت بخير  ؟
نظرت اليه وهي تقول  انا بخير شكرآ لك
ثم نادت الام بصوتها وهي تقول الطعام جاهز هيا تفضلوا
اجتمعت الاسرة حول المائدة وزاد عليها الأب والجد
وبعد تناول الطعام
سأل الاب ديانا وهو يقول لها بنيتي من انتي ؟
ولماذا كنت لوحدك في ذلك المكان ؟؟